الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صناع أسطورة «جيمس بوند» يحاولون إطالة عمرها

صناع أسطورة «جيمس بوند» يحاولون إطالة عمرها
صناع أسطورة «جيمس بوند» يحاولون إطالة عمرها


العالم يتغير..
وحان الوقت لأن تتغير أشياء معتادة لتتناسب مع المتغيرات التى يشهدها العالم والناس.
هكذا فَكّرَ صناع سلسلة الأفلام البريطانية الشهيرة التى أصبحت مع مرور الزمن علامة بارزة يعرفها العالم كله، حتى ولو كان بعض الناس لا يتجاوبون معها.
أتكلّم عن أفلام الجاسوس البريطانى السينمائى الشهير «جيمس بوند» أو «العميل السرى رقم 007»
والحقيقة أن الزمن تجاوز الأفكار الأساسية التى قامت عليها هذه الشخصية، وهذا- على ما أعتقدـ ما جعل منتجى أفلام «جيمس بوند» يراجعون الموقف؛ خصوصًا مع وجود أصوات تردد: ألم يَعُد هذا الـ«جيمس بوند» مُمِلّا..؟! ألم يتجاوزه الزمن؟.. ألا يشعر هو ومَن وراءه بأن الدنيا تغيرت ولم يَعد لبريطانيا هذا البروز الذى كان قديمًا، عندما بدأ إنتاج هذه السلسلة عن قصص كتبها عميل سرى حقيقى لدى الإمبراطورية؟..ألم تغرب الشمس عن هذه الإمبراطورية منذ أكثر من نصف قرن الآن؟!
لماذا تعيش بريطانيا حتى الآن فى أوهام الماضى،  وتفرضه علينا فى «جيمس بوند» هذا؟
لماذا التصميم على هذا الرجُل الأبيض الذى لا يموت أبدًا رُغم كل ما يعترضه من أحداث قاتلة، لماذا هو دائمًا يعرف كل شىء، ويكون أذكى من كل الناس ودائمًا ما يوقع أجمل الجميلات فى بئر سحره؟
هل يمكن أن يكون «جيمس بوند» رجُلًا أسود؟..أو حتى ا مرأة؟
مضت نحو 25 عملية إنتاج لأفلام العميل السرى 007 وكل من قاموا بدور «جيمس بوند» كانوا من الرجال الإنجليز البيض بداية من روجر مور، وشون كونرى حتى دانييل جريج الذى ظل يلعب الدور لمدة 13 سنة..فما الجديد؟
انتشرت مؤخرًا تسريبات حصلت عليها إحدى الصحف البريطانية الأسبوعية تقول إن صناع هذه السلسلة توصلوا إلى بعض التغييرات المهمة خلال عملية إنتاج الفيلم رقم 26 الجارى تصويره هذه الأيام، منها أن «جيمس بوند» الجديد سيكون امرأة!.. ليس هذا فقط بل امرأة سوداء!.. فهل سيختفى العميل السرى 007..أمْ سيتم تقسيم الشخصية إلى رجل وامرأة، الرجل هو «جيمس بوند» - ربما لجأوا إلى ذلك للحفاظ على الاسم التجارى الذى أصبح علامة بارزة ومسجلة فى الوعى العام لدى معظم الناس حول العالم - لكن التسريبات تقول إن المرأة السوداء ستحمل اللقب الآخر الشهير «العميل السرى 007».
وكشفت جريدة «مايل أون صنداى» أن الفيلم الجديد كتبته امرأة من دعاة النسوية «فيمينيزم» اسمها «فوبى والر- بريدج». وأن المرأة التى تقوم الآن بدور «العميل السرى 007» هى النجمة البريطانية السمراء «لاشانا لانش» وأن التصوير يجرى هذه الأيام فى سِرّية بين بريطانيا وإيطاليا وجامايكا.. وحتى لا يشعر جمهور «جيمس بوند» التقليدى بالصدمة فإن المرأة الجديدة ليست «جيمس بوند» الجديد، هى فقط شخصية جديدة ستسحب رقمه كعميل سرى 007  بعد أن يترك خدمة جهاز المخابرات البريطانى «إم 16» الشهير.
وتبدأ القصة عندما يتقاعد «بوند» فى جامايكا، لكن رئيس الجهاز «مستر إم» يستدعيه على وجه السرعة لمواجهة أزمة عالمية جديدة.
ووفق مصادر الفيلم فإن هناك مشهدًا مدهشًا فى بداية الفيلم عندما يقول رئيس الجهاز: تعال يا 007، فيفاجأ المشاهد بامرأة سمراء خلابة المظهر ببنية قوية ومتناسقة القوام هى «لاشانا»!
«بوند» لايزال «بوند»- يقول المصدر- لكنه استُبدل كـ«العميل السرى 007» بهذه المرأة الجميلة.
وبالطبع سينجذب «جيمس بوند» لهذه المرأة وسيحاول كعادته استخدام سِحره وجاذبيته وألاعيبه فى إغرائها، لكنه سيصدم عندما تفشل محاولاته معها، فهى امرأة ذكية تلقى عليه نظرة غامضة ثم تبدى عدم رغبتها فى مشاركته الفراش.
وقالت كاتبة السيناريو التى وقع اختيار المنتجين عليها لتجديد الصورة القديمة للشخصية التى يعرفها الجمهور حول العالم منذ 57عامًا، وحتى تساير متغيرات الزمن والمفاهيم الجديدة: لقد جرت مناقشات طويلة عمّا إذا كان «بوند» مناسبًا الآن أمْ غير مناسب، نظرًا لما يتصف به من ملامح وأيضًا لطريقته فى التعامل مع النساء.
ويقول المصدر وهو من العاملين فى الفيلم إن تعليمات مشددة أطلقها صناع الفيلم وفرضوها على كل العاملين فيه بألّا تستعمل عبارة « بنات بوند» وأن تُستبدل بكلمة «نساء بوند»!
وأصبحت السمراء الرشيقة «لاشانا لينش» هى العميل السرى007 الآن، فهل سيعنى ذلك نوعًا من رد الاعتبار للنساء؛ خصوصًا أنه يتم على يد كاتبة من دعاة حقوق المرأة؟.. التى تقول: بالطبع «جيمس بوند» يستطيع مجاراة الزمن، ويجب على سلسلة هذه الأفلام أن تكبر، وعليها أن تتطور، وأهم شىء هو أن يعامل الفيلمُ المرأةَ بطريقة سليمة، أما «بوند» فإنه غير مُلزَم بذلك، فهو يحتاج لأن يكون مَن هو.
وماذا عن هذه النجمة التى اختاروها لدور «العميل السرى 007»؟
عمرها 31 عامًا، ولعبت دور امرأة تقود طائرة مقاتلة فى «كابتن مارفل» الذى عُرض هذا العام.
وهى من سكان وسط لندن وبدأت العمل الفنى فى سنة 2011 فى عدد من المسلسلات التليفزيونية الشهيرة، كما شاركت فى مسلسل أمريكى يتناول ما بعد موت روميو وجولييت.
هل سيتمكن «جيمس بوند» فى العام السابع والخمسين من عمر إنتاجه والفيلم السادس والعشرين من سلسلة أفلامه، من تجاوز الزمن والتعامل مع حقائق الحياة الجديدة بعيدًا عن أوهام العظمة القديمة؟
لدىّ إحساس عميق بأن الإجابة هى بالتأكيد: لا!