السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مدينة الشيخ عبادة والبعثة المصرية الإيطالية

مدينة الشيخ عبادة والبعثة المصرية الإيطالية
مدينة الشيخ عبادة والبعثة المصرية الإيطالية


محافظة المنيا واحدة من أهم محافظات صعيد مصر وذلك بسبب موقعها المتوسط وما تضمه من مواقع أثرية فريدة وتجمع بين آثار مصرية قديمة ويونانية رومانية وقبطية وإسلامية.
بدأت البعثة المصرية الإيطالية عمل رحلة لاكتشاف بمنطقة الشيخ عبادة بالمنيا وانتقل فريق العمل إلى محافظة المنيا استغرقت المسافة بالقطار حوالى 4 ساعات ونصف وفى اليوم التالى فى الصباح الباكر بدأنا التحرك إلى منطقة الشيخ عبادة هذه المدينة التى تحوى العديد من الآثار والأسرار والتى تم الكشف عنها منذ فترة بعيدة جدا وتضمنت العديد من الغموض والأسرار.
قبل أن نأخذكم لكشف النقاب والأسرار عن مدينة الشيخ عبادة لا بد أن نشير إلى أصل اسم المنيا والذى تطور اسمها من الكلمة الهيروغليفة (منعة ) الذى ورد فى نقوش مقابر بنى حسن.استغرقت المسافة من مدينة المنيا حتى قرية الشيخ عبادة التابعة لمركز ملوى حولى ساعة ونصف تقريبا حتى وصلنا وقد ذكرها محمد رمزى فى كتابة القاموس الجغرافى للبلاد المصرية بأنها بلدة قديمة شرقى النيل بالصعيد تسمى (بيسا) وفى عام 130 م أنشأ الامبراطور الرومانى هادريان بأرض بيسا قبرا لأحد غلمانه كان يدعى أنطونيوس كان قد غرق عندها فى النيل ثم بنى أعيان البلدة مساكنهم حول حدائق هذا القبر فعرفت منذئذ بمدينة أنتونيوى واختفى اسم ((بيسا)).
وصلنا إلى تلك المدينة التى يوجد بها العديد من الآثار والأسرار من خلال البرديات التى عثر عليها فيها ووصلنا إلى مقر سكن البعثة فى تمام الساعة العاشرة صباحا حيث تعمل البعثة الإيطالية واللجنة الدائمة للآثار المصرية وكان فى استقبالنا.
الأستاذ الدكتور روزاريو بنتودى رئيس بعثة البرديات بإيطاليا بجامعة فلورنسيا حيث يعمل تقريبا منذ عام 2002 /2003 م فى هذه المنطقة وكان معه بعض أعضاء البعثة والأستاذ فتحى عوض مدير عام آثار ملوى والأستاذ حمادة قلاوى كبير مفتش آثار ملوى.
يوم الحياة بالموقع الأثرى له قواعد ومواعيد والتزامات، حيث يبدأ العمل فى العاشرة والنصف صباحا وتكون هناك استراحة لكل من يعمل هناك لتناول الإفطار.. وبعدها يستكملون العمل ويمتد إلى الثانية بعد الظهر.
قبل أن نتحدث عن البعثة الإيطالية وعملها لا بد أن نتحدث عن بداية اكتشاف هذه المدينة فى يناير عام 1896 من الألمانى كارل شمت، الباحث الذى قام بزيارة للمقابر الشمالية والكشف عنها فى عام (1869/1938) حيث كشف عن بعض المومياوات بملابس تدل أنها لمواطنين أثرياء والتى تعرض الآن فى المتحف الوطن فى برلين.. وفيما بعد استكمل الاكتشاف من عدد من الجنسيات المختلفة ثم توقف العمل لفترة الحرب العالمية الثانية واستكمل فيما بعد ومازالت بعثة البرديات من جامعة فلونسا تعمل حتى اليوم.
منطقة الشيخ عبادة (أنتونوبوليس) كانت مزدهرة قبل عصر الدولة الحديثة فشيد بها رمسيس الثانى معبدًا مكرسًا للمعبود «تحوت» نقلت أحجارها من مدينة إخناتون، كما عثر على بقايا آثار ترجع إلى عهد إمنحتب الرابع.
أما تخطيط كانت مساحة مدينة أنتينوبوليس الجديدة قرابة الثلاثة أميال ونصف ميل وأحيطت من جهاتها الثلاثة بسور من الطوب اللبن.