الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ليلة صيف علي الممشي الزجاجي

ليلة صيف علي الممشي الزجاجي
ليلة صيف علي الممشي الزجاجي


أثار كوبرى تحيا مصر فضولى لزيارته، بعدما دخل مجموعة جينيس للأرقام القياسية باعتباره أعرض كوبرى معلق فى العالم، حيث يبلغ عرضه 67.3 متر- وله ممشى زجاجى خاص لأصحاب هواية التمشية على الكبارى، وللراغبين فى قضاء أُمسية عائلية أو نزهة مع الأصدقاء أو حتى لالتقاط صور الزفاف.. «صباح الخير» تصحبكم فى جولة على الممشى الزجاجى..
إذا كنت من سكان جزيرة وراق الحَضَر بإمكانك التوجه إلى المطلع الموجود فى جنوب غرب الجزيرة، وبالنسبة إلى قاطنى شبرا أو القادمين منها سيكون أقرب مطلع لك من شارع دولتيان ومن هنا تبدأ جولتنا.
بإمكانك عبور طريق كورنيش النيل والصعود عن طريق السلم على جهة اليمين أو الآخر على جهة اليسار أو بإمكانك تعريض نفسك لمخاطر الصعود من منزل الكوبرى بشارع دولتيان وهو ما يُفضله الزوار بالمناسبة.
عربة العرقسوس تنتظر التصريح
 عند مطلع الكوبرى تقف عربة عرقسوس مترقبة الزوار، ويبدو على البائع علامات السعادة بالطقس الحار الذى يدفع البشر نحو مشروباته المثلجة من تمر وسوبيا وغيرها، وكأن الاحتباس الحرارى يقف فى صف باعة الكورنيش الجائلين هذه الأيام.
وقف البائع على طرف منزل الكوبرى مفوتًا كمًا هائلًا من العطشى أعلى الكوبري، سألناه عن السبب فأخبرنا ما ترامى إلى سمعه من معلومات لم تتعد كونها مجرد أقاويل غير رسمية قائلاً: «لا يمكننى الصعود بسبب منع الباعة الجائلين والحال هنا ليس سيئاً، فالزوار يبدأون بالتوافد من بعد المغرب وماشى الحال، سمعنا أنه سيتم السماح للباعة بالتواجد لكن بشروط معينة وشكل معين للعربة يليق بالكوبرى بالإضافة إلى التصريح ورسوم على الباعة».
 ينصح بائع العرقسوس المارة بالصعود من منزل الكوبرى وعدم تكبد عناء عبور طريق الكورنيش واستخدام السلم المخصص للمشاة.
الازدحام بيئة مناسبة للتجاوزات
عند صعود الكوبرى لاشك أن أول ما ستلحظه هو التواجد الأمنى الكثيف للسيطرة على أى تجاوز قد يصدر وسط هذا العدد الكبير من الزوار، ورغم هذا لم تتم السيطرة على أهم مشكلة وهى المعاكسات، فالتواجد الأمنى لم يمنع التحرشات اللفظية، وهو ما أكدته خلود -19 عامًا- والتى كانت تتنزه على الكوبرى مع صديقاتها «الوضع مماثل لشارع المعز وهو أيضاً مكان شهير بالازدحام وأعداد ليست بالقليلة من الأمن ومع ذلك لم تمنع المعاكسات، والمصورون الجائلون مصدر آخر للإزعاج تماماً كمنطقة المعز».
وعن رأيها بالنزهة على الكوبرى أجابت خلود: «المكان هنا مختلف وفكرة الكوبرى المعلق والممشى غريبة على مصر، كون الكوبرى دخل موسوعة «جينيس» كأعرض كوبرى معلق فى العالم و مشاركة هذا العدد الضخم من الأيدى العاملة فى هذا المشروع يُعَد مبهراً أيضاً، لكن الازدحام يفسد المتعة بعض الشيء).
مساء الأنوار
أثناء جولتنا دقت الساعة السابعة وبعد 15 دقيقة أُضيئت أنوار الكوبري، فى سماء القاهرة وعلى ضفاف النهر الخالد، بإمكانك الآن أن ترى انعكاسات الأضواء الخضراء والزرقاء والحمراء على المياه الداكنة تتراقص تحت أقدامك على الممشى الزجاجي.
 ليست بالفكرة السيئة لتشعر بتدفق الأدرينالين فى جسدك، بعد عدة دقائق ستعتاد الممشى وتشعر أنه بإمكانك المشى على الهواء بلا قلق.
 نصادف عروسين يلتقطان صور ليلة العمر، شبابا يغنون ويتابعهم المارة بل ويشاركونهم الغناء، شبابا آخرين منهمكون فى ظاهرة جديدة أصابت السوشيال ميديا وهى الـ«tiktok» -تطبيق مخصص لنشر الفديوهات بين رواده-، رجل أمن يحث الأطفال على الابتعاد عن الحاجز المعدني، مترجم يصحب سائحاً فى جولة، وعائلات تفترش بداية ونهاية الكوبرى بينما يلعب أطفالهم بالعجل فى نزهة عائلية غير مكلفة.
 هل تتفوق فسحة الكوبرى الجديد على فسحة قصر النيل؟
 أحمد محمد أبوالعزم -مدرس- يقول: (المكان جميل ويعد إنجازاً عظيماً، أعتبر النزهة هنا أفضل من التنزه على كوبرى قصر النيل لأن كوبرى قصر النيل أكثر ازدحاماً، لقربه من وسط البلد، وكونى فوق أعرض كوبرى معلق فى العالم شيء جميل لم أره من قبل، عندما سرت على الممشى الزجاجى لم أخف، فبالطبع لن يكون غير مؤَمَن، أعلم أن المشروع يربط أجزاء مهمة من القاهرة مثل ربط الدائرى بطريق مطروح  والضبعة وهو فى حد ذاته إنجاز ويوفر الكثير من العناء).
أما زوجته مدام سماح فكان لها رأى مختلف فقالت: «الضجة المثارة حول الكوبرى دفعتنى أنا وعائلتى للمجئ، المكان ليس سيئاً ويشبه قصر النيل إلا أننى لم أشعر بانبهار». بدا أن طفلتهما الصغيرة استمتعت كثيراً بالنزهة دون تكبد عناء المقارنات بين الكوبرى الجديد وكوبرى قصر النيل فى حين تباين رأي أختها الكبرى التى لم تعجب بالمكان ورأى أخيها الموافق لأبيه.
مدام ياسمين تفتقد الباعة الجائلين
تقول مدام ياسمين - أحد المتنزهين على الكوبري: «قبل أن أفكر فى زيارة المكان زارته أختى وأُعجبت به جداً لدرجة أننى شعرت بالفضول لرؤيته، فاصطحبت الأطفال اليوم، المكان جميل لكن ينقصه عدة أشياء مثل مقاعد للجلوس فلا أريد أن تقتصر نزهتى على المشى ذهاباً وإياباً، أرغب بالجلوس والاستمتاع بالمنظر، كما أفتقد الباعة فمعى أطفال جاعوا وعطشوا ولم أجد مكاناً لأشترى منه مياهًا ولا أرغب بحمل هذه الأشياء كل تلك المسافة من المنزل، أشعر بالقلق من المشى بجوار السور المطل على النهر بسبب الفتحة أسفله واصطحابى للأطفال».
 آرينى -12 عامًا- التوأم طونى وبافلى -5 أعوام- كانوا سعداء بالمكان إلا أن الجوع قد أنهكهم ويتوجهون الآن مع مدام ياسمين إلى المنزل.
الشائعات لا تنتهى
قبل جولتنا على الكوبرى لم نغفل ما يُتداول على السوشيال ميديا عن الكوبري، وكانت الشائعة الأكثر رواجاً هى تحطم الممشى الزجاجى أو جزء منه وهو ما ليس له أى أساس من الصحة، لم تكن هذه هى الشائعة الوحيدة فالشائعات عن تكدس أكوام القمامة على الكوبرى هى أيضاً لم تتوقف، رغم أن المكان كان نظيفاً وإن كانت العادات المصرية فى التشويه والكتابة المسمارية قد امتدت إلى أسوار الكوبرى وترك الحبيبة امضاءاتهم عليها.