الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فيلـــــم للأجيال الجديدة والتــــــــاريخ

فيلـــــم  للأجيال الجديدة والتــــــــاريخ
فيلـــــم للأجيال الجديدة والتــــــــاريخ


أن يتواجد  « الممر» كفيلم حربي يعكس ملحمة وطنية وسط أفلام  تصنع خصيصاً لجمهور أعتاد علي مشاهدة أفلام خفيفة يصنعها لهم منتجين بميزانيات ضعيفة فهذا يمثل جرأة من مُنتجةهشام عبد الخالق  وبعد مشاهدتك للفيلم ستزداد قناعتك بمقياس النجاح الحقيقي لأي فيلم  البعيد تماما عن أرقام شباك التذاكر والمُتمثل في الأجابة علي السؤال هل الفيلم سيظل في ذاكرة السينما أم مجرد  فيلم ترفيهي  يلبي أحتياجات جمهور لايريد من أفلام العيد سوي قضاء وقت مع فيلم ملئ بالمغامرات والتوليفة المعروفة ويختفي من ذاكرة السينما .


فيلم" الممر " لأحمد عز  حقق معادلة أستثنائية في موسم أفلام العيد حيث حقق جذب جماهيري جيد في شباك التذاكرلشباب من كافة الأعمار لم أكن أتوقع أهتمامهم لفيلم يتناول  فترة الأنسحاب المهين  للجيش سنة ١٩٦٧ وماعقبة من أنتصارات وبطولات تمجد وطنيتهم.وبالتالي  علي المُنتجين التخلي قليلاً عن تبني نظرية صناعة أفلام خفيفة للعيد أحتراماً للجمهور .  
"البطل الحقيقي"
 تقديم فيلم حربي يتناول فترة زمنية حساسة  عادةًلاتثير حماس شركات الأنتاج ولا الجهات المعنية  بأصدار موافقة علي تنفيذ فيلم يتناول فترة حرب شائكة  .، وعندما يتغلب المخرج شريف عرفة علي أهم عوائق تنفيذ فيلم بهذة المواصفات فهو يعلم جيدا ماذا سيفعل كمخرج مُحترف ليظهر مدي صلابة وعزيمة وأصرار  الجيش المصري  علي النصر و الثأر لشهداء هزيمة ١٩٦٧.
إذا تحدثنا بالترتيب عن أبطال فيلم "الممر " سنجد هشام عبد الخالق متصدراً القائمة فبدون أنتاجة السخي اللامحدود لفيلم ينتمي لهذة النوعية لما ظهر "الفيلم " بهذا المستوي الأحترافي والمؤكد أيضاً أ ن شريف عرفة لم يكن سيوافق علي تنفيذ فيلم يحمل أسمة كمؤلف وكمخرج دون توفير ميزانية بلا سقف لتحقيق خيالة الأبداعي لفيلم يشرف السينما المصرية ويظهر عظمة جيشنا أمام الأجيال الجديدة التي لم تعش هذه الفترة بما فيهم الأطفال الذين حرصوا علي حضور الفيلم مع عائلتهم .
أما الكتيبة التي أختارها شريف عرفة لتحقيق حلمة فهي  لاتقل عن أهمية عنصر الأنتاج . يأتي في مقدمتها أحمد عز الذي يعلم جيدا ماذا يقدم ومع من ليضيف لرصيدة الفني أعمال  تُحسب لة وتحيا في الذاكرة السينمائية .، وفي تصوري أن دور المُقدم نور الذي لعبة"عز" أظهر ثقلة كمُمثل  ومدي نضجة الفني  وأستطاع التعبير عن غضبة وحسرتة من أنسحاب القوات المسلحة بأداء متوائم مع مرارة الحدث وقد أستوقفني المشهد الذي جمعه بأبنة الذي يعايرة زملائة في المدرسة عندما قالوا لة أبوك أنسحب وأتهزم في الحرب  ،فقال لة أحمد عز قُل لهم الماتش لسة ماخلصش ". أيضا من المشاهد المكتوبة بشكل جيد والمُعبرة عن مرارة الهزيمة المشهد الذي جمع أحمد عز"الظابط نور" بعامل السنترال " حجاج عبد العظيم" الذي أتخذ من أنسحاب الجيش وهزيمتة أمام العدو الأسرائيلي  مادة للسخرية منة ومن قادتة..طبعاًواضح جدا  حرص "عز" علي لياقتة البدنية وقيامة بتدريبات مُكثفة ليظهر في كامل لياقتة الفنية وهذا أمر يُحسب لة لأنة من الفنانين القلائل الذين يحافظون لياقتهم البدنية كأحد العناصر المهمة لأدواتهم التمثيلية.
 رغم أن أياد نصار من أصول فلسطينية إلا أنة نجح كمُمثل في التعاطف مع  شخصية الظابط الأسرائيلي التي يجسدهاوأستطاع التعبير بأنفعالات مُختلفة تظهر مدي عنف الشخصية وجبروتها خاصةً بعد أسره بعض الجنود المصريين لتتحول أنفعالات الشخصية التي يجسدها بعدما يتم أسره هو شخصيا إلي النقيض نداه مكسور ذليل ليظهر خبثة ومكرة ودهاءة  في مشاهد الأشتباك بينة وبين المُقدم نور "أحمد عز" قبل نهاية الفيلم .
أحمد فلوكس لعب أهم أدوارة في " الممر"  وستظل  شخصية الظابط التي رفض الأدلاء بأي معلومات رغم الضغوط النفسية التي تعرض لها من قبل القائد الأسرائيلي ؛أياد نصار" عالقة في ذهن المُتفرج . . برافو يافلوكس  عوضت سنين غيابك بدور أظهر مناطق أداء تمثيلية جديدة لديك .
أعلم جيدا أن جمال الأدوار وأهميتها  لايقاس بالكيلو  لذلك لاأنكر أن هناك أدوار صغيرة  لمُمثلين مُحترفين جعلتني أصفق لها أولهم  الممثل الثقيل الموهبة المُبدع شريف منير الذي ظهر كضيف شرف  في دور مأمور القسم الذي أنهي الشجار بين أحمد عز " المُقدم نور " وعامل السنترال "حجاج عبد العظيم" بمنتهي السلاسة والروقان في الأداء .، أيضاً هند صبري لعبت دور زوجة أحمد عز رغم قصر دورها إلا أنها بموهبتها أعطت للدور ثقل وأهمية لاتستطيع تجاهلة فهي الزوجة الداعمة لزوجها و الواثقة من عودتة  منتصراً . وأنعام سالوسة والدة أحمد فلوكس التي لاتكل ولاتمل عن أرسال خطابات لأبنها ولاتعرف إذا كانت تصلة أم لا حتي وهو أسير.، والموهوب جدا محمد فراج في دور العسكري القناص تعبيرات وجهة وعينية وصوتة وحركة جسدة وأحساسة بكسرة الهزيمة التي تجعلة يرفض رؤية والدة الصعيدي قبل تحقيق النصر تجعلك تصفق لة أكثر من مرة .
أيضاً تألق أحمد رزق  وأحمد صلاح حسني  ظايط القوات البحرية الذي يضطر للتعاون مع أحمد عز رغم وجود تاريخ عداء سابق لم نعرف أسبابة.، وكذلك  محمد الشرنوبي ومحمد جمعة   من عرب سيناء   قدم مساعدات وطنية للقوات المسلحة  لفت إلية الأنظار بقوة وتعتبر الشخصية التي جسدها من أهم أدوارة وكذلك محمود حافظ العسكري الفلاح وأمير صلاح الدين العسكري النوبي . والموهوبه جدا اسماء ابو زيد .
برافو شريف عرفة رغم ثغرات السيناريو أختياراتك الموفقه وقيادتك لكل كتيبة الممثلين بلا أستثناء ولتنفيذك فيلم يتلائم مع عظمة وشموخ  قواتنا المسلحة مُستخدماً أحدث التقنيات ليظهر الفيلم في أفضل صورة سواء  علي مستوي الصوت والصورة ووتنفيذ الأنفجارات والأشتباكات  والمعارك بين الطرفين بخلاف الديكور وملابس الممثلين وتسريحات الشعر وخلافة التي تناسب زمن الستينات .
وخلف هذا الأبداع كان هناك  أغاني أأمير طعيمة وموسيقي عُمر خيرت التي توائمت تماماً مع أجواء الفيلم لتجد نفسك أمام