جامع سنان باشا

يقع فى شارع جامع السنانية ببولاق أبو العلا... أنشأه سنان باشا أحد ولاة مصر فى العصر العثمانى، وقد توفى سنة 1004هـ (1596م) عن ثمانين عامًا وقد أنشأ هذا المسجد سنة 979هـ (1571م).
ويعتبر مسجد سنان نموذجًا للعمارة العثمانية خارج حدود تركيا، والتى انتشرت بالبلاد التى كانت تخضع للحكم العثمانى.

من هو سنان باشا؟
يروى المؤرخون أن سنان باشا الوزير تولى حكم مصر مرتين: الأولى فى الرابع والعشرين من شعبان سنة خمسة وسبعين وتسعمائة، وعزل فى ثالث عشر جمادى الآخر سنة ستة وسبعين، ثم عين لفتح اليمن بالوزارة، فأرسل عسكرًا فى البحر فى نحو عشرين غرّابًا، وذهب هو برًا فى نحو عشرة آلاف مقاتل وعدة من الأمراء، وفتح اليمن على أحسن تدبير وعاد إلى مصر مؤيدًا منصورًا. وكان تولى بدله بمصر إسكندر باشا فعزل.. والثانية فى أول صفر سنة تسع وسبعين، وعزل فى آخر ذى الحجة سنة إحدى وثمانين وتسعمائة.
وهذا المسجد يعد ثانى مسجد أنشئ بمصر على الطراز العثمانى البحث بعد مسجد سليمان باشا داخل القلعة، وهذا الجامع كان فى أصله جزءًا من مجموعة تتكون من وكالة وحمام، وكان الجامع الرئيسى لميناء النيل فى وقت الحملة الفرنسية.
تكوين المسجد:
يتكون المسجد من قبة حجرية كبيرة لها ثلاثة أبواب تؤدى إلى ثلاثة إيوانات فى جوانبها الثلاثية الغربية والقبلية والبحرية، وعقود الأبواب موتورة، ويعلوها مقرنصات بدلايات تتنوع أشكالها وتشغل حجر الباب. وقد كان المسجد محاطًا من خارجه بأسوار بها أبواب هدم الشرقى منها فى سنة 1902م. وللقبة ثلاثة أبواب توصل إلى الإيوانات الثلاثية. وقد أقيمت المئذنة فى الطرف الشرقى القبلى للواجهة وهى مئذنة بسيطة الشكل.
وللقبة من الداخل أربع زوايا بكل منها عقد ينتهى بطاقة مقرنصة بها لفظ الجلالة.
والمحراب من الرخام الدقيق، يجاوره منبر خشبى، له درابزين من الخشب، وقد فرشت أرضيات المدخل والشبابيك بمربع القبة برخام دقيق مما يعزز شيوع الرخام فيه، وتعلو الباب الغربى دكة من الخشب.
أما المنارة فى الطرف القبلى الشرقى، فأسطوانية الشكل وتوجد بالمسجد مزولة مصنوعة من البلاط ومثبتة فى النهاية الغربية القبلية للإيوان الخارجى.
وهناك أعمال إصلاح تمت فى عهد الملك فاروق شملت القبة، وكان لفتح الشارع أمام الواجهة البحرية خير أثر فى إظهار معمار هذا المسجد واجتلاء محاسنه.
علاقة المسجد بما حوله:
يظهر من لوحات الحملة عدم وجود مبان ملتصقة بالأثر وتبدو المبانى بعيدة عنه وتظهر فيها الملاقف المشهورة فى القاهرة المملوكية.
وجود ساحة كبيرة مجاورة للمسجد ومن غير الواضح وجود استعمال محدد للساحة، كما نجد مياه النيل قريبة من المنطقة المحيطة بالمسجد.
ويظهر لوحات أخرى كيف تسيطر على الشكل العام للأثر القبة الرئيسية الضخمة للجامع، كما تعكس مئذنة المسجد الطابع المعمارى للمآذن العثمانية وهى أسطوانية الشكل.
ويظهر المسجد بحالة عامة جيدة، حيث لا توجد أى تشققات أو انهيارات رئيسية أو فرعية.
وتظهر نفس اللوحة صورة للمئذنة العثمانية المخروطية الشكل والتى تتسم بالخطوط الرئيسية الواضحة كما تتسم بالنهاية المدببة الحادة التى تشبه القلم.
وتسيطر القبة الخارجية للمسجد على التشكيل العام له ولا يظهر بالقبة سوى مجموعة من الفتحات ومجموعة أخرى من الدعامات الحجرية كما يظهر سطح القبة أملس دون أى نقوش.
والفتحات الرئيسية الموجودة فى المسجد- كما يظهر فى اللوحات الفرنسية- تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: العقود المكونة للبواكى الخارجية، وهى عبارة عن أزواج من العقود أسفل كل قبة.
النوع الثانى: أزواج من الفتحات الرئيسية التى تنتهى بعقد مخموس أو مدبب وتوجد هذه الفتحات فى قاعدة القبة الرئيسية.
النوع الثالث: الفتحات الموجودة فى القبة الرئيسية نفسها وتتكون كل فتحة منها من شكل مركّب من ثلاثة أجزاء ومغطاة بتشكيلات حجرية أو جبسية.
الزخارف:
تظهر الزخارف الرئيسية فى المسجد فى الشرفات المكونة لأفريز البواكى المحيطة بالقبة الرئيسية كما تظهر بعض الزخارف فى شريط زخرفى أعلى المئذنة.
جامع سنان اليوم
يحيط بمسجد سنان حاليًا مجموعة من المبانى والشوارع المستحدثة والفنادق نتيجة انتهاء الفيضان بسبب السد العالى، وبالتالى تم إنشاء عدد من المشاريع العمرانية والمعمارية مثل مشروع Cairo Plaza ومشروع المركز التجارى الدولى World Trade Center وأصبحت علاقة مسجد سنان بالنيل غير موجودة.
وبشكل عام فإن حالة المسجد اليوم جيدة ولا تظهر به أى مظاهر للتدهور أو للانهيار بصورة رئيسية، وهو ينطوى على نفس التكوين الذى ظهر فى لوحات الحملة دون أى تغيير.