الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

العزومات والخروجات.. مؤجلة

العزومات والخروجات.. مؤجلة
العزومات والخروجات.. مؤجلة


للعام الثانى، تأتى أيام رمضان بالتزامن مع امتحانات نهاية العام، فتضطر الكثير من الاسر المصرية التخلى عن بعض الطقوس الرمضانية، حفاظًا على المجهود الذى قام به الأبناء طوال العام الدراسى، أو تأجيلها حتى تنتهى الامتحانات.

تقول نهلة بكر عن الامتحانات فى رمضان: «كنت متعودة كل سنة أفطر مع إخواتى أكثر من مرة بالتبادل فى بيوتنا الأربعة، لكن السنة دى اتفقنا كلنا أن نعوض التجمعات الأسرية بعد الامتحانات التى تستمر حتى بعد العيد».. لكن حتى لا تشعر بالفقدان هى وبناتها، اتفقت مع والدتها أن تذهب لتقضى معهم الأسبوع الأول من رمضان، لكى يأنسوا بها وتعيش الجدة مع حفيداتها أجواء رمضانية مبهجة بدلًا من شعورها بالوحدة فى منزلها الصغير.. وبجانب ذلك، وضعت نهلة قواعد محددة تناسب أجواء المذاكرة فى رمضان، فبعد الإفطار مسموح بمشاهدة برنامج ومسلسل كنوع من الترفيه، وبعدها تبدأ ساعات المذاكرة حتى موعد السحور أو حتى الساعات الأولى من النهار، تجنبا للمذاكرة فى أوقات الصيام التى يصعب فيها التركيز.
اللحاق بالليالى الأخيرة
وعن تجربة إسراء محمد للامتحانات فى رمضان قالت: «الامتحانات فى رمضان ضيعت عليّ  الاستمتاع بتجربة مختلفة فى أول سنة فى الجامعة، لأن دايما كنت بشوف أخواتى بيتفقوا مع أصحابهم على خروجات وإفطار، وكنت فى أيام المدرسة والثانوية أقول: هانت، كلها شهور وأعيش التجربة دى، لكن فى رمضان مع الامتحانات الوقت ضيق ومفيش وقت لأى حاجة مع المذاكرة والكورسات، خصوصا أنى بادرس لغات جديدة ومحتاجة وقت وتركيز كبير».. فرصة الاستمتاع برمضان ما زالت قائمة عند مى حسن، فرغم أنها ستبدأ الامتحانات مع بداية الشهر الكريم، إلا أنها ستنتهى منها قبل انتهاء العشر الأواخر من رمضان، ولذلك بدأت فى الترتيب مع أصدقائها للاستمتاع بالليالى الرمضانية الأخيرة احتفالا بتخرجهم والانتهاء من الامتحانات للأبد، وكذلك لتوديع العزوبية استعدادًا لزفافها فى أيام العيد.
والعبادات أيضا مؤجلة
وقال أحمد محمود، الطالب بالصف الأول الثانوى بمدرسة عمر مكرم، إن الامتحانات أثناء رمضان تفقد متعة الشهر فلا نشعر ببهجة رمضان كالأعوام السابقة، فالطالب ينشغل بالمذاكرة فقط فى هذا الشهر وسينشغل عن التراويح وقراءة القرآن، بدراسة المادة المقبلة لديه فى جدول الامتحانات.. وقالت عاليا أحمد، ولى أمر لطالب بالصف الأول الثانوى، إنها ستقوم بتأجيل جميع التجمعات العائلية والسهر والسحور بالخارج حتى نهاية الامتحانات ومقاطعة البرامج والمسلسلات حتى لا يتشتت ذهن ابنها.
 «المذاكرة بالعافية»
يؤدى طلاب الثانوية التراكمية أو الصف الأول الثانوى امتحاناتهم بنظام التابلت، بداية من منتصف شهرمايو وحتى أواخر الشهر، ما يعنى أن تبدأ الامتحانات مع شهر الصوم وتنتهى قبل انتهائه.. فريدة فؤاد، الطالبة بالصف الثانى الثانوى، قالت إن الامتحانات خلال شهر رمضان تضيع علينا الكثير من طقوس رمضان كالذهاب إلى الأقارب والأصدقاء والإفطار خارج المنزل، بالإضافة إلى مقاطعة المسلسلات التليفزيونية، فليس هناك مساحة فى اليوم لعمل أى شىء آخر غير المذاكرة والامتحانات.
أما ناهد ناجى، ولى أمر لطالب فى الصف الأول الثانوى، فقالت إن الطالب فى هذه المرحلة لا يتأثر بتوقيت الامتحان فى رمضان كطالب ثالثة ثانوى فهو يعتمد على ليالى الامتحان وما يحفظه بها فقط ولا يبذلون مجهودا فى المذاكرة من أجل الامتحان.. مضيفة أنها لا تعتقد أن الطقوس الرمضانية ستتأثر لديهم.. أحمد البنا، الطالب بالصف الثانى الثانوى بمدرسة أم خنان الثانوية بالجيزة، قال إن أكثر ما سيفتقده أثناء أيام الامتحانات خلال شهر رمضان هو السهر واللعب مع الأصدقاء حتى الفجر والخروج بعد الإفطار، حيث يقتصر يومه على المذاكرة والذهاب إلى الدروس والنوم فى ميعاد محدد والاستيقاظ على موعد الامتحان.. وقالت سلمى يحيى،  الطالبة فى الصف الأول الثانوى: «إحنا بنزق نفسنا على المذاكرة بالعافية، ونحاول تقبل فكرة الامتحانات طول رمضان خصوصا أن كل الأضواء موجهة علينا وأصبح حالنا «تريند»، أضطر إلى تأجيل السهر مع العائلة وليس هناك خروجات أو فسح حتى انتهاء الامتحانات، وكل الطلبة يحاولون تنظيم وقتهم».
الجيم والكورسات أيضا مؤجلة
فيما تقول فرح سامح، طالبة بمدرسة السيدة عائشة الثانوية: «لن أضيع شعورى والإحساس بالنفحات الرمضانية وتأدية صلاة التراويح فى ميعادها، والمذاكرة فى ميعادها مع تنظيم الوقت ومضاعفة المجهود، وأواظب على عمل الأشياء كما هى فى وقتها كما كنت أفعل من قبل، وبعد الامتحانات سأسعى للبداية فى «كورسات أونلاين» والاستعداد للعام الدراسى المقبل».. وتتفق معها فى الرأى آية محمد، مؤكدة على ضرورة استغلالها للإجازة بعد انتهاء رمضان والامتحانات استغلالا كاملا بالاستمتاع بمشاهدة التليفزيون والنوم أيضا، وقضاء وقت كبير على «السوشيال ميديا».
وتشير ريهام بدران إلى أنها غير مستعدة للامتحانات فى رمضان، خاصة مع النظام التعليمى الجديد، لكنها تحاول جاهدة تنظيم وقتها بين المذاكرة والقيام بأمور حياتها بطريقة عادية، بينما يؤكد عثمان محمد على فرحته بتأديته للامتحانات فى رمضان وما يحمله هذا الشهر من «جو مختلف وطعم حلو مع الامتحان».. حنين حسن الطالبة بمدرسة عمر بن عبد العزيز الثانوية بنات، تقول إنها تنتظر انتهاء الامتحانات حتى تمارس هوايتها المفضلة من رسم لوحات وقراءة روايات وكتب كثيرة، ولا مانع من إضافة تعلم هواية جديدة مثل الكروشيه والخياطة، وتعلم لغة جديدة. لكنها ستنتظر أولا ظهور النتيجة، حتى تقبل بإشراقة على كل هذه الأمور.
جهاد طارق، طالب ثانوى، قال إنه يؤجل العديد من الأمور ليفعلها بعد شهر رمضان، ومنها «جيم وكورسات إنجلش أو تصميم أو باوربوينت  والتدريب على برامج الفوتوشوب» ويُعد  جهاد نفسه ويؤهلها فى الإجازة للعمل فى المجال الذى يفضله ما بعد الثانوية العامة حتى يحقق حلم حياته.
وتقول ندى عدنان، طالبة فى مدرسة ثانوية يالزقازيق، إن الامتحان فى شهر رمضان لم يستعد له غالبية الطلبة لأنهم لا يستطيعون تنظيم أوقاتهم قائلة: «لكن أكيد ربنا ها يوفقنا».