الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عندما يتكلم المال

عندما يتكلم المال
عندما يتكلم المال


كتبت: ميرفانا ماهر
 
«خلصت كل اهدافي واحلامي من سنتين وكان هيجيلي اكتئاب»... تسببت هذة التصريحات لرجل اعمال شهير نهاية العام الماضي،في اثارة حالة من الجدل الشديد،كان اكثرها من الساخرين الذين لم يقتنعوا بأن الاكتئاب يمكن ان يصيب واحدا من اغني اغنياء العرب.


هذا الجدل يمكننا حسمه بسهولة اذا غيرنا الصورة النمطية التي ننظر بها الي الاغنياء فدائما ما نراهم اشخاص ليسوا في حاجة الي شيء فلديهم كل الرفاهيات وأكثر،الا ان الامر يختلف كثيرا فعقلهم وكيف يفكرون وينظرون للاشياء هو مفتاح اللعبة.
لعبة تكوين المال تبدأ عندما يفكر الشخص الثري بشكل مختلف عنا كأناس عادية،يختار اختيارات مغايرة لتفضيلاتنا تماما،لذلك تغدو كل الكتب التي تقدم نصائح عن تحقيق الثروة كلاما للبيع والشراء،واوهاما تشبه التجارة التي يمارسها رواد التنمية البشرية.
اصحاب الاموال دائما ما يؤمنون بإستراتيجية تعرف بإسم حجب المعلومات،اي انه لا يجب عليك ان تطلع احد علي ما تفكر فيه او خطوتك المقبلة حتي لا يتسبب في احباطك او تثبيط همتك او ينجح في وضع العراقيل لك،كما انهم يقدرون الوقت والجهد ويعرفون قيمتهم.
يعمل الثري علي تطوير امكانياته ونفسه لانه يعلم ان العالم في حالة تطور سريع،كل يوم يحمل الجديد لذلك يجب ان يواكبه حتي لا يتأثر،الاسلوب الذي يتبعه هو ما يعرف بالتفكير خارج الصندوق او السير عكس ما يفكر فيه الجميع حتي يتمكن من تحقيق نتائج مميزة.
والثروة في مصر هي مملكة غامضة لا نعرف عنها الا القليل،ولا يوجد دراسات موثقة تكشف اسرارها،وحتي ندخل هذة المملكة علينا الابحار في عقول اهم اصحابها،فهم في العادة لايتكلمون كثيرا وكل كلمة من افواههم لها ثمن.
لذلك عندما يتكلم اهل المال والاعمال في بلدنا فيجب ان نستمع لهم،لنستطيع فهم ملامح هذا العالم،فهو الذي يحرك اقتصادنا ويؤثر علي اسواقنا ويوفر فرص عمل لشبابنا،فنحن في عالم انتهت فيه فكرة القطاع العام واصبح مفتوحا للبيزنس الخاص.
احد اكبر رجال الاعمال العاملين بمجال السياحة،منح طلبة كلية الطب بجامعة عين شمس بعضا من مفاتيح امبراطوريته حين قال ان تحقيق النجاح يتطلب وضع اهداف حقيقية طوال الوقت مع التعلم والاصرار والمثابرة،مؤكدا علي ان الاولويات والاهداف تتغير.
اما مفهومه عن الثروة فقال في حديث اخر ما معناهان القناعة كنز لايفني،فالاموال ليست غاية لكنها وسيلة وليست أكثر من ذلك،وكلما زادت يتغير مفهوم الانسان عنها ففي البداية تبحث عن تأمين حياة كريمة لعائلتك ثم مرحلة اخري لتحسين مستوي المحيطين بك واخيرا ممارسة الهوايات والاهتمامات.
وفي مقابلة اخري له أكد رجل الاعمال الشهير علي أهمية وجود خطط بديلة لمواجهة الازمات والمخاطر تجنبا للمفاجآت غير السعيدة ولسرعة التعامل معها،وانه لابد ان يعرف كل فرد امكانياته ولا يقوم بكل شيء بنفسه وان يختار فريقا قادرا علي تحقيق الاهداف واتخاذ القرارات.
ونصح بالسعي الي النجاح الاصعب الذي يستغرق تحقيقه وقتا طويلا وليس السريع لانه غير مضمون،واصفا اياه بالهبة التي تأتي من توفيق الله وان نسبة 40 % منه نابعة من المجهود،كما انه ليس ملكك وحدك بل يجب ان يستفيد منه الاخرون وهذا هو ما يمنح الثروة قيمتها ويجعلها مسببة للسعادة.
وهي الرؤية التي اتفق معها،واحد من أكبر رجال الاعمال في افريقيا والذي ساهم في تأسيس خمسين شركة حيث أكد انه لا يقيس النجاح بجمع المال اطلاقا وانما بقدر النفع المقدم للناس والمجتمع،قائلا ان عليك ان تتعامل مع كل موقف فلا تأخذك زهوة النجاح او تكتئب للفشل بل عليك تقبله،وانه يجب تعليم الناس كسب الرزق لا منحهم المال فهو مؤمن بالمثل الذي يقول “لا تمنحني سمكة ولكن علمني كيف اصطادها”.