الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

القنال..

القنال..
القنال..


ينظر بعض المؤرخين إلى قصة قناة السويس، باعتبارها ملخصًا لتاريخ مصر فى القرنين التاسع عشر والعشرين، فبسببها تعرضت مصر لأول غزو فى تاريخها الحديث، هو الحملة الفرنسية، ثم الصراع على مصر بين فرنسا وإنجلترا، وتضحية المصريين خلال الحفر، وفكرة القناة التى أشعلت حفيظة البعض لضرب المشروع، وحلم إسرائيل فى مشروع بديل للقناة.
 وحفل الافتتاح فى 1869 الذى أراد إسماعيل أن يعلن خلاله استقلال مصر عن الدولة العثمانية، والأزمة المالية التى سمحت لبريطانيا بوضع قدمها فى القناة ، ثم احتلالها لمصر 1882، ووقوف البرلمان المصرى فى 1910 ضد مقترح مد فترة امتياز القناة للشركة العالمية، لما بعد 1968.
وكيف حولت القناة الفرما إلى ميناء سعيد، ومبناها التاريخى الفريد على ضفاف المدينة، لتخلق القناة مدنًا أخرى لم تكن موجودة، مثل بورفؤاد والإسماعيلية، وتمتد مياه النيل إليها، ثم «ضربة المعلم» جمال عبدالناصر بتأميم القناة فى 56، ووقوف الجماهير خلف القرار، وخلف تبعاته من العدوان الثلاثى ومعاركه على ضفة القناة.
وكيف أدت حرب 67 إلى إغلاق القناة، لينجح الرئيس أنور السادات فى عبورها فى ٧٣، ويختار يوم ٥ يونيو ليكون تاريخ إعادة افتتاح القناة ليمحو ذكرى 5 يونيو 1967.
 وخلال هذه السنوات تلهب القناة قريحة الشعراء والفنانين والتشكيليين، لتوثق للمشروع الأمل وتتابع كل تفاصيل تاريخه، الذى هو تاريخ المصريين وموقعهم العبقرى، كما وصفه جمال حمدان، الذى تمنى ونادى بتوسيع القناة وتعميقها، باعتبارها أكبر مشروع استثمارى عالمى، يؤرخ العالم بما قبله وبعده عند الحديث عن تاريخ التجارة الدولية.
ليتحقق حلم حمدان وملايين المصريين فى «ضربة معلم آخر» فى 2015 هو الرئيس عبد الفتاح السيسى، لتضرب «القناة الجديدة» المنافسين لها ضربة قوية، «ضربة معلم» تناسب المتغيرات العالمية والمنافسات الإقليمية والدولية فى النقل والخدمات البحرية والاستثمار.