الإثنين 8 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شارع المعز يرتدى ألوان أفريقيا

شارع المعز يرتدى ألوان أفريقيا
شارع المعز يرتدى ألوان أفريقيا


تصوير: شريف الليثى
 وسط ألوان الأزياء والحلِى الأفريقية المبهجة، ورسومات التلى السوهاجية، والأطباق النحاسية، وعلب الصدف، والأثواب والبراقع السيناوية، احتفل مئات المصريين والسائحين، بمهرجان التراث المصرى الأفريقى، على طبول موسيقى فرق الربابة والتنورة المصرية، وفرقة الفالوجة الفلسطينية، ووسط روائح البخور المغربية والأريترية والإثيوبية المميزة، والعطور السودانية التى عبقت شارع المعز لدين الله بوسط القاهرة الفاطمية.
المهرجان الذى يقام للعام الثالث على التوالى نظمه متحف النسيج بالتعاون مع إدارة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة، بمناسبة اليوم العالمى للتراث، وقيادة مصر للاتحاد الأفريقى، بمشاركة أكثر من 50 عارضًا للحرف التراثية بنحو 11دولة أفريقية، ومن فلسطين ضيف شرف المهرجان، وبهذه المناسبة فتحت كل آثار شارع المعز، أبوابها للزيارة المجانية لكل رواد المهرجان.
«تلى» سوهاج..
من الفراعنة إلى كل أنحاء العالم
بجوار مجموعة مسجد ومدرسة وبيمارستان السلطان قلاوون، وعلى طاولة كبيرة، وضع الستينى «عم حسين» القادم من سوهاج، منتجات أنامل فتيات سوهاج، اللاتى طرزن شالات التلى بمنمنمات فرعونية، وبابتسامة هادئة قال: «هذه المنتجات صنعتها 100 أسرة من سوهاج، وأسعارنا بسعر التكلفة،  وآتى إلى القاهرة دومًا للمشاركة فى أى معرض لوزارات الثقافة أو الآثار أو التضامن الاجتماعى، لأرجع لبناتى، فتيات سوهاج بما يفرحهن، وبعض منتجاتنا تعرض فى معارض فى الخارج بأسعار كبيرة».
كهرمان سودانى وكروشيه نوبى
وعلى الطاولة المقابلة، وقفت الدكتورة «هدية» المتخصصة فى الاقتصاد، ومعها زميلاتها بأثوابهن السودانية المميزة، يرصصن حليًا من العقيق والكهرمان، وأساور من الأحجار الشهيرة من التراث والبيئة السودانية ، ليفاجئن بالإقبال الكبير، للدرجة  التى أوقفن فيها البيع، مكتفيات بالعرض فقط، بعد أن بيعت أغلب معروضاتهن خلال ساعة من بدء المهرجان، الذى بدأ من العاشرة صباحًا وحتى الخامسة من مساء الخميس الماضى.. وبجانب كهرمان السودان، ستقع عيناك مباشرة على حلى مميزة من الكروشيه، وأربطة من القماش، خفيفة ومبهجة، وتستطيع أن تحول أى فستان أو بلوزة سادة، إلى بلوزة جديدة فورا، جلبتها صاحبة البشرة السمراء «عبير شهاب» من أنامل فتيات قرى النوبة المصرية، لتعرضها بالمهرجان.
«بعنا أغلب ما جئنا به، وفى آخر اليوم سنخفض الأسعار قليلا، لنعود بلا أى معروضات، ونشارك فى الكثير من معارض وزارة التضامن الاجتماعى، وشغلنا مطلوب فى الخارج»... تقول عبير بابتسامة تملؤها الفخر، وهى تشير إلى الميداليات المصنوعة من كروشيه الألوان النوبية التى تشبه طاقية «بكار» الشهيرة.
قهوة وبخور من أريتريا
بوجه أفريقى عربى، وطاقية وشال بألوان وزخارف تراثية أريترية، جلست السيدة بابتسامة جميلة تصنع القهوة الأريترية للزائرين، وقد وضعت أمامها قدورا خشبية مزخرفة بالجلد وقواقع البحر، من التراث الأريترى، وشيلان وطرح تشبه تلك التى ترتديها، وإذا مررت بجانبها لابد أن تشم رائحة بخورها المميزة، تأتيك من مبخرة أمامها، وكأنك تعيش فى عالم مسحور، وحتما ستشترى من قهوتها وبخورها المعبأ فى أكياس صغيرة، رصتها بعناية على طاولة أمامها.
تسالى وصمغ حقائب سودانية
من شمال ومن جنوب السودان، اللذين كانا قبل سنوات قليلة بلداً واحداً، جاءت كل واحدة تعرض منتجات بلدها التراثية ،فمن السودان كانت المعروضات من أنواع البخور السودانى الشهير من خشب الصندل وعبوات بها صمغ عربى، بالإضافة إلى تسالى سودانية من الحبوب المجففة كالذرة والفول السودانى والنبق، أما من جنوب السودان فكانت العارضة تردد «أن منتجاتها من الشنط ومرايل المطبخ المصنوعة جميعها من الخامات التراثية بألوان أفريقية، هى من صنع  اللاجئين الجنوب سودانيين المقيمين فى مصر، لذلك لا تستطيع الفصال فى السعر أو تخفيضه».
القاهرة بعيون أولادها
وعلى بعد خطوات من المعروضات التى تأخذ العين، نظم المهرجان لقاءً بمتحف المنسوجات، شاركت فيه آمال الأغا، نائب رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بمصر، وحسين مرعى البشارى، رئيس جمعية عائلات البشارية بحلايب وشلاتين، وأحمد دنكانى، الباحث فى التراث النيجيرى.. وتحدثت هبة سعيد، المسئولة بالإدارة العامة للحفاظ على التراث، بمحافظة القاهرة، عن مشروع «درب الحصر»، ومشروع تطوير ربع المانسترلى، ومشروع تطوير أرض التبة، قرب مسجد السيدة نفيسة برعاية برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات»، ومشروع تطوير القاهرة الخديوية، ومنها ممر بهلر الذى يستخدم فى إقامة مهرجانات مختلفة منها مهرجان الطبول، ومشروع تطوير مثلث البورصة الذى تم الانتهاء فيه من شارع الشريفين ويليه شارعى فاضل وعلوى.
وأعلنت هبة عن مسابقة تنظمها المحافظة للأفلام القصيرة، بعنوان القاهرة بعيون أولادها، وتعلن الأفلام الفائزة خلال الاحتفال بكأس الأمم الأفريقية، وتبلغ الجوائز الثلاثة الأولى «20 و15 و10 آلاف جنيه».
 وتحدثت آمال الأغا عن تاريخ الكوفية الفلسطينية، ومحاولات إسرائيل سلب هويتها ونسبتها إليهم.
«زعامة القبيلة تقاس بحجم الجمال التى تمتلكها»، هكذا أكد البشارى حسين مرعى، خلال حديثه عن عادات وتقاليد أهل حلايب وشلاتين فى الزواج، وعن الأزياء الرسمية لقبائل البشارية، وهى السواكلى «سروال» والجلابية البيضاء والبوجة «السديرى الأسود»، ومن العيب عند البشارية أن تحلب النساء الإبل أو الماعز، عكس عادات البحرواية.