الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صناعة الفيلم التسجيلى.. الإنتاج والتوزيع

صناعة الفيلم التسجيلى.. الإنتاج والتوزيع
صناعة الفيلم التسجيلى.. الإنتاج والتوزيع


لعلها واحدة من أهم ندوات مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى فى دورته الـ٢١؛ حيث تواجه صناعة الفيلم التسجيلى فى العالم.. العديد من الصعوبات، ومن هذا المنطلق نظمت إدارة المهرجان، ندوة دولية تحت عنوان «آفاق إنتاج وتوزيع الأفلام التسجيلية فى العالم» تم خلالها مناقشة آليات الإنتاج المستخدمة فى الدول المختلفة، وكيف أثر التطور التكنولوجى على تسيير عملية إنتاج الأفلام التسجيلية، والدور الذى لعبته القنوات الفضائية ومنصات الإنترنت فى إنتاج الأفلام التسجيلية وتوزيعها.


الندوة أدارها المخرج والمنتج المصرى أحمد رشوان، وشارك بها كل من: كريس ماكدونالد مدير مهرجان هوت دوكس بكندا، المنتج بيدرو بيمنتا رئيس مهرجان دوكامينا بموزمبيق، المنتج الكندى باريس روجرز مدير مهرجان تورنتو للفيلم الإفريقى، المخرج والمنتج الكبير موازى نجانجورا من الكونغو الديمقراطية، الذى يقوم المهرجان بتكريمه، ومن لبنان نجا الأشقر مدير مؤسسة «نادى لكل الناس» ، الباحث والناقد المصرى عماد النويرى مدير شركة أوزون لدور العرض بالكويت، المخرج والمنتج التونسى محمد شلوف، المنتجة والمخرجة المصرية هالة جلال، المنتجة المصرية دينا أبوزيد، والمنتج والموزع السورى علاء كركوتى.
فى البداية، تحدّث كريس ماكدونالد، عن تجربته فى المشاركة بالمهرجانات، وبخاصة أن مهمة المهرجانات هى الدعاية وتعريف الجمهور بفن الفيلم الوثائقى ومساعدة صناع الأفلام على الترويج لأعمالهم.
وأضاف كريس إن مهرجان «هوت دوكس» تقدَّمَ إليه هذا العام ٣٠٠٠ فيلم، منها ٢٠ عرض أول، وتم اختيار٢٥٠ فيلمًا للمشاركة، حيث طلب من المتقدمين أن يتعاملوا مع أفلامهم بشكل احترافى ويعرفوا قيمة المهرجانات التى يشاركون فيها، وهل سيفيدهم فى الترويج لأعمالهم أم لا؟!
وأضاف إن اختيار الفيلم للمشاركة فى المهرجان يكون بناء على عنوان الفيلم وأهميته وأيضًا حجم الإنتاج والاهتمام به، ولا بُدّ أن يحدد صاحب العمل ماذا سيضيف له المهرجان كسينمائى، موضحًا: «لا بُدّ أن تختار مهرجانًا يقوم بدعم فيلمك عن طريق نجاح المهرجان جماهيريّا، وأيضًا لا بُدّ أن تعلم ماذا تحتاج من مشاركة فيلمك وحاول أن تقرأ أسماء المدعوين وتتعرف على المتواجدين وتتفاعل لتكون علاقات سينمائية، وعمل الدعايا بنفسك عن طريق دعوة الصحفيين والإعلاميين».
وفى كلمته تحدّث المنتج بيدرو بيمنتا، عن تجربته مع صناعة الأفلام وقال: «حينما كان عمرى ٢٠ عامًا حصلت موزمبيق على استقلالها، وطلبنا من الحكومة أن يكون لدينا سينما خاصة بنا، ولكى يوافقوا قلنا لهم إننا سنمول أنفسنا ولن نريد منهم سوى أن يسمحوا لنا بالتوزيع داخل البلاد».
وأشار إلى أن الشباب كانوا يحملون على عاتقهم توزيع ما نصنعه على دور السينما، ولكن الشعب لم يكن لديه فكرة عن السينما، ولكن كان يجب أن نحدثهم عن مشاكلهم ونناقشها».
من جانبه، قال المنتج موازى نجانجورا- الذى يقوم المهرجان بتكريمه- إنه يهتم بالتواجد فى المهرجانات الخاصة بالأفلام الوثاقية والتسجيلية والأفلام القصيرة، لأنه يحب الإطلاع على ثقافات الشعوب المختلفة، لافتًا الانتباه إلى أنه يحاول أن يعلم الشباب الفرْقَ بين أنواع الأفلام الثلاثة.
ويرى نجانجورا أن الأفلام الإفريقية لها قوة على الساحة السينمائية، بل فرصة فى الفوز بالمهرجانات كبيرة.
فيما حكى عماد النويرى،عن تجربته وقال إنها متمثلة فى شقين جزء خاص بالإدارة، حيث ترَأس عدد من مجلات السينما فى الخليج، ثم من بعدها أدار نادى الكويت للسينما لفترة تزيد على ١٥ سنة، وخلال تلك الفترة نظم أكتر من ١٣٠أسبوعًا للأفلام ونظم أول ندوة سينمائية متخصصة بالخليج، ولفت إلى أنه أول من نظم مهرجان سينمائى فى الكويت سنة ٢٠٠٢، وتابع إنه نظم ورش سينمائية للأفلام التسجيلية والقصيرة، وكتُبًا رصدت أحوال السينما.
وأشار عماد النويرى إلى أنه من المهم مع تطورات وسائل التواصل الاجتماعى فيما يخص شكل السينما عمومًا، مطلبًا بتبنى المركز القومى للسينما فى مصر وإدارة مهرجان الإسماعيلية منصة سينمائية مثل منصة نت فليكس ومنصة تلى لعرض الأفلام التسجيلية لتعرض بها كل الأفلام التسجيلية التى عرضت بمهرجان الإسماعيلية منذ نشأته.
بدوره قال المخرج التونسى محمد شرنوف إنه وصل لعالم السينما من خلال الجامعة التونسية لسينما الهواة، ومن خلال مهرجان «أيام قرطاج» وعدة مهرجانات للسينما الإفريقية، حيث كانت الأفلام الوثائقية أقل عددًا من الروائية، وبعد استقلال غالبية دول القارة كنا نرى أفلام وثائقية ترى المجتمع الإفريقى بعيون أوروبية، معلقًا: «كنت شديد الحزن لذلك، وهذا ما جعلنى من المتحمسين لصناعة الفيلم الوثائقى» .
وأضاف إنه خلال التطور الرقمى والتكنولوجى بدأت إعادة التجرية السينمائية الإفريقية وأصبح بالعالم العربى حضور للفيلم الوثائقى ينافس الفيلم الروائى بالمهرجانات الدولية وظهرت العديد من التجارب لترميم الأفلام العربية الأفريقية.
وأوضح إن اهتمام المؤسسات ينصَبّ بشكل أكثر على ترميم الأفلام الروائية أكثر من التسجيلية، وقد قمنا بتونس بتأسيس جمعية للمساعده بترميم الأفلام الوثائقية.
وتابع النويرى: «أرى أن أفضل طريق للتسويق للفيلم التسجيلى يأتى من خلال العرض التليفزيونى والسينمائى».
كما تحدثت المخرجة والمنتجة المصرية هالة جلال قائلة: «كانت اختياراتى منذ البداية العمل بالأفلام التسجيلية والقصيرة، ويعد مهرجان الإسماعيلية من أهم النوافذ لتسويق الأفلام التسجيلية وخَلق شبكة بين المهرجانات».
وأضافت «جلال» إنه من خلال شاشات التليفزيون هناك تجربة لدينا بمصر تسمى «زاوية» يتم من خلالها عرض العديد من الأفلام التسجيلية والقصيرة ولا بُدّ من تطوير ذلك، مشيرة إلى أن محطات التليفزيون لا تهتم بعرض الأفلام القصيرة.
وأوضحت إنه فى أوروبا هناك العديد من القنوات مثل الـ«بى بى سى» تهتم بعرض الأفلام التسجيلية ولا بُدّ أن يقام ذلك لدينا.
وأضافت إن وزارة الثقافة فى مصر قامت بتطوير سينما فريال بالإسكندرية، موضحة: «أرى أن لو حدث ذلك مع باقى دور السينما، سيصبح مشروعًا جيدًا لتطوير السينما ولا بُدَّ من تخصيص وقت معين لعرض الأفلام التسجيلية بدور السينما».
أمّا المنتجة دينا أبو زيد فقالت إن هناك فرصًا عديدة لمنصات الأفلام التسجيلية، فالتطور التكنولوجى جعل هناك سهولة فى تصوير الأفلام القصيرة، فمن الممكن أن يقوم صانع الفيلم بتصوير فيلم قصير من خلال كاميرا الموبايل، داعية إدارة مهرجان الإسماعيلية إلى عمل حصر أكاديمى بحثى عن تاريخ الأفلام التسجيلية والقصيرة واستغلال الأرشيف المصرى والعربى.
 
عصام زكريا: نحاول نشر«ثقافة» التعاطى مع الأفلام التسجيلية


شدد الناقد السينمائى عصام زكريا- رئيس المهرجان- فى تصريح خاص لـ«صباح الخير»، على دور الإعلام بجميع وسائله وأدواته، فى نشر «ثقافة» التعاطى مع الأفلام التسجيلية - بمعناها الواسع- فى أرجاء الوطن العربى الكبير، مؤكدًا أننا لانزال نفتقد الكثير والكثير للوصول بالفيلم التسجيلى (الوثائقى والروائى القصير) إلى المشاهد العادى.. وأشار «زكريا» إلى أن المركز القومى للسينما يتبنى الآن إعادة عرض مجموعة من أبرز الأفلام التى عرضت فى مهرجان الإسماعيلية، فى أماكن مختلفة من الجمهورية للمساهمة فى نشر هذا الفن المهم.