الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أيمن وأمير انتصرا على التوحد

أيمن وأمير انتصرا على التوحد
أيمن وأمير انتصرا على التوحد


«عندما كان ابنى عمره عام ولاحظت تأخره فى الكلام، وعرضته  على عدد من الأطباء فقل آخرهم لى: «الولد ده مش ها يتكلم ولا هايتعلم، وياريت حضرتك ما تتعلقيش به عاطفيًا لأنك ها تودعيه فى مكان ما عندما يكبر».


هكذا بدأت إيمان السيد رشاد والدة البطل الأوليمبى أيمن صبور المصاب بالتوحد قصتها مع ابنها: «لم أستسلم أبدًا وبعد أن قال لى الأطباء ذلك أمسكت أيمن وقلت له: «يلا  نحارب مع بعض ونشوف ربنا ها يودينا فين»، وبدأنا مشوارنا فى جلسات التخاطب وطوال الوقت أتكلم معه وأعلمه كل شىء، وفضلنا نحاول ونحاول لحد ما انتصرنا على التوحد وبدأ يتراجع واحنا بقينا فى المقدمة».. ابنى أيمن يمارس كل أمور حياته بطريقة طبيعية، يخرج يصلى  وحده، وكل طلباته يشتريها وحده، ويعتمد على نفسه اعتمادًا كليًا، ومستقل فى كل حاجة، مثل أى شاب فى نفس عمره، بل يزيدهم فى صدق مشاعره، والإخلاص فى العمل بكل جد واجتهاد، ودائمًا ألحظ  رجولته فى معاملته ومواقفه معنا جميعًا، ومنها على سبيل المثال أنه لايقبل أبدًا أن تحمل شقيقته  أى حاجة ثقيلة أو حتى والده، ودائمًا ما أجد غرفته مرتبة ونظيفة، إلى جانب عمله المستمرعلى إضفاء لمساته الجمالية عليها، ويحلق وحده بالموس كمن فى سنه، ويعتمد على نفسه فى إشباع كل احتياجاته الشخصية ويعملها وحده».
أيمن وأمير مشروع حياتنا
أضافت: «بعدما أتم أيمن عمر سنة وتسعة شهور، رزقنى الله طفلا آخريعانى من التوحد أيضًا، وأدرك والدهما معى أن «أيمن وأمير» مشروع حياتنا المقبلة وعملنا جاهدين على توفير كل ما يحتاجانه فى حياتهما التعليمية والرياضية، وأيقنا أنهما لهما الأولوية فى كل شىء،  وقررنا الانتقال من بيتنا فى محافظة الشرقية والاستقرار فى القاهرة».. وقالت: إن التحدى الأكبر لنا يكمن  فى فكرة تقبل هذا الوضع، لأنه فى بادئ الأمر رفضت أن أصدق أن ابنىّ لديهما مشكلة ويعانيان من التوحد، ومن ثم اعتبرت أن هذه الظروف تمثل تحديًا لى قبل أبنائى وقبلت هذا التحدى، ومرت أيام طويلة لم أتذوق فيها طعم النوم، ويعانى أمير من فرط الحركة بالإضافة إلى معاناته من التوحد، وأيام طويلة لم يحدث أى تطورأو حتى تقدم ولو خطوة واحدة، وعملنا جميعًا يدًا واحدة، وبعد خطوات حثيثة فى مراكز تخاطب وجلسات، بدأت تتجلى النتائج الإيجابية وزاد تواصلهما مع الآخرين، وسعينا أن نبادر بتعليمهما كل شيء قبل أوانه حتى يتقناه جيدا.
النتائج لا تأتى بسهولة
تكمل الأم المثابرة:«ولدى أيمن صبورعمره الآن 18 عامًا هو بطل سباحة، ويدرس  فى الصف الثانى الثانوى بإحدى المدارس الفندقية، وبدأنا رحلة الكفاح معه وعمره عام ونصف ا لعام، وألحقته بالمدرسة فى عمر خمس سنوات، وأظهر تفوقًا أكاديميًا ملحوظًا، وبدأ ممارسة الرياضة وهو فى عمر سبع سنوات، وعقب ممارسته للفروسية وألعاب القوى، فضل السباحة، وأظهر نبوغًا فيها بعد شهورمن التمرين، وحصل على بطولة الجمهورية  بداية من عام ٢٠١٠ حتى ٢٠١٩، ولعب فى منتخب مصر بالألعاب الإقليمية عام ٢٠١٤ وحصل على ذهبيتين،  وشارك  فى الألعاب العالمية «الأوليمبياد الخاص ٢٠١٩ فى أبو ظبى»، ويعتبر أصغر لاعب فى المنتخب يمارس الدمج الحقيقى، كما حصل على بطولة العرب وشمال أفريقيا عام2014، وبطولة العالم ٢٠١٩،  يتدرب على الأعمال الفندقية فى لاند مارك بالتجمع، كما أتقن مهارات الكمبيوترجميعها، بالإضافة إلى التدريب فى مكتبة المعادى على الأعمال المكتبية.. وحول شقيقه أمير تقول: «أميرابنى بطل جمهورية من ٢٠١٦، وحالته أصعب كثيرًا من أيمن، لأنه لم يتحدث قط، لكن أنا أحاول معه ويمارس تمارينه الرياضية مثل شقيقه أيمن بالضبط، بالإضافة إلى أنه يظهر مهاراته فى الأشغال اليدوية وممتازفى طريقة تعامله مع الكمبيوتر، ويمارس كرة السلة والبوتشى» واختتمت بقولها: «أكترحاجة مؤلمة هى جهل الناس بالتوحد، وأتمنى أن يقرأ الجميع عنه ويعرفوه حتى يكونوا أكثر لطفا فى التعامل مع الأطفال المصابين بهذا المرض».