الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سرُّ الصنعةِ

سرُّ الصنعةِ
سرُّ الصنعةِ


رسَمَ يدًا خارجةً من جسد.. وسأل؟!
قلتُ: يدٌ خارجةٌ من جسد
قال: لا هذى يدٌ، ولا هذا جسد
هذا إنسانُ كلِّ زمانٍ ومكان؛ ألمُ الطبيعة.
ورسَمَ جَملاً
قلتُ: جمل
قال: ليصبحَ الجملُ جملاً يحتاج إلى رملٍ وجبلٍ ودمعٍ ويحتاج سماءً تجرحُها شمسٌ كى تنظرَ عيناه الأمل؛
هذا حَمَلٌ.. مجرد حَمَل!!
ورسَمَ نحلاً،
وكتبَ: العسلُ فى كلِّ مناخ!
ورسَمَ ناياً
قلتُ: النغمْ
قال: يا أبي.. هذه غفلتُك؛ كنتُ أظنك أشطر من مدرس الرسم فى الفصل.
ثمَّ رسَمَ بائعَ سمكٍ، وأشار بعطفٍ: يُـشبهك.
ثم رسم نفسه، أو هكذا خُيِّـلَ لي
قلت: أنت
قال: هذا داخلك؛ يُشكَّـلُ خارجك.
وراح يتلو رسماتِه؛ «الرأسُ، العينُ، الأذنُ، الأنفُ، الفم»..
وأضاف الأشجارَ والأنهارَ والصحراءَ والـْ..
قلتُ: هى الطبيعةُ؛ خارجُك يُشكِّـلُ داخلك.
وضحكتُ، فضحك
وكان رسَمَ أصابعَ خمسٍ تجمعُها كفٌ
وأشار بأصبعه: هذا من رَسَم.. وتلك لُعبةٌ يا أبي؛ منْ دخلَـها غافلاً.. خرج منها كمنْ هلكْ
ثم صنعَ من رسماته طائرًا
وقال: هذا عطيةٌ؛ منى لك.