الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأمم الإفريقية 2019 .. عائدون بعد غياب

الأمم الإفريقية 2019 .. عائدون بعد غياب
الأمم الإفريقية 2019 .. عائدون بعد غياب


كتب: جمال عبدالحميد
استفادت بعض المنتخبات الإفريقية من زيادة الفرق المشاركة إلى 24 دولة فى نهائيات كاس أمم إفريقيا 2019 التى ستقام فى مصر بعد أشهر قليلة،  حيث نجحت منتخبات تنزانيا ونامبيا وكينيا أن تفيق من سباتها العميق وتعود إلى المشاركة فى نهائيات كاس الأمم الإفريقية بعدما غابت عن العرس الإفريقى فترة طويلة.

تنزانيا

بعد عدة مشاركات فى تصفيات كأس الأمم الإفريقية نجح منتخب تنزانيا فى الوصول إلى نهائيات البطولة السمراء للمرة الأولى فى تاريخه عام 1980 عندما استضافت نيجيريا البطولة على ملاعبها، بفضل مجموعة من أبرز اللاعبين المميزين أمثال المهاجم ثوين وازير ولاعب الوسط جمعة مكامبى وزميله عمر حسين والحارس العملاق أثومانى مامبوسا إن المنتخب التنزانى فى هذه الحقبة من الزمن كان فى أفضل حالاته الفنية، حيث فاز ببطولة شرق ووسط إفريقيا «كأس سيكافا» عام 1974 عندما تغلب على المنتخب الأوغندى فى المباراة النهائية بركلات الترجيح وحل فى المركز الثانى فى نفس البطولة عامى 1980 و1981 وبعد المشاركة المخيبة للآمال فى الأمم الإفريقية استمر منتخب تنزانيا يعانى من الفشل لفترة طويلة فى التأهل إلى النهائيات حينا والانسحاب من التصفيات أحيانًا أخرى.. فى عام 2010 بدأ المسئولون فى تنزانيا بالتخطيط للنهوض بكرة القدم فى البلاد حيث أسند إلى الدنماركى جان بولسن مهمة الإشراف على المنتخب التنزانى وبعد أربعة أشهر من تولى بولسن مسئولية تدريب الفريق التنزانى قاده للفوز ببطولة كأس سيكافا وفى مايو 2012 حل محله زميله الدنماركى كيم بولسن فى تدريب المنتخب التنزانى ومعه حقق نتائج جيدة فى تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 رغم عدم تأهله إلى النهائيات بعدها توالت الإخفاقات التنزانية فى التأهل إلى البطولات الكبرى حتى أغسطس 2018 عندما تولى نجم الكرة النيجيرية ايمانويل ايمونيكى ونجم الزمالك السابق مهمة الإشراف على منتخب تنزانيا خلفا للمدرب الوطنى سالوم مايانجا وصرح ايمانويل فور توليه المسئولية قادما من نادى الخرطوم السودانى أنه لا يحتاج إلى معجزة كى يتأهل المنتخب التنزانى إلى الأمم الإفريقية بل يحتاج إلى العمل الجاد حتى يتمكن من تحقيق الكثير.
وجاءت بداية ايمانويل مع منتخب تنزانيا  فى مشوار التصفيات الإفريقية مخيبة لآمال وطموحات الشعب التنزانى العاشق للساحرة المستديرة ومنتخب بلاده، وذلك بعد التعادل السلبى أمام أوغندا ثم الهزيمة بثلاثية نظيفة أمام الرأس الأخضر، لكن جاءت استفاقة المنتخب التنزانى فى الدور الثانى،  حيث فاز على الرأس الأخضر بهدفين نظيفين، قبل أن يخسر أمام منتخب ليسوتو بهدف دون رد، ليختتم المشوار بفوز غالٍ سيبقى خالدا فى أذهان 5 ملايين تنزانى على حساب المنتخب الأوغندى بثلاثية نظيفة ليتأهل منتخب تنزانيا إلى الكان الإفريقى بعد غياب 39 عامًا عن الظهور فى العرس الإفريقى الكبير بعدما احتل المركز الثانى فى المجموعة الثانية عشرة برصيد 8 نقاط خلف أوغندا المتصدر بـ13 نقطة.
ويُلقب منتخب تنزانيا باسم «ملوك الطوائف» وهو اسم يعود لفترة حكم المسلمين لشبه جزيرة أيبيريا «الأندلس» ويُعَد مبوانا ساماتا،مهاجم مازيمبى الكونغولى السابق وجينك البلجيكى الحالى هو النجم الأبرز فى صفوف منتخب تنزانيا، بجانب سايمون مسوفا، وتوماس أوليمو ينجو وشعبان شيلوندا وفريدى موسى.

ناميبيا

شارك منتخب ناميبيا فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية من قبل فى نسختين الأولى عام 1998 والتى أقيمت فى بوركينا فاسو وأُقصى من الدور الأول بعدما جمع نقطة واحدة جاءت من التعادل مع أنجولا والخسارة من كوت ديفوار وجنوب إفريقيا كما خرج للمرة الثانية من كأس الأمم الإفريقية عام 2008، والتى أقيمت بغانا، وأيضًا تذيل المجموعة وجمع نقطة واحدة من خسارتين من المغرب وغانا وتعادل مع غينيا ليغيب بعدها المنتخب الناميبى الذى يلقب باسم (المحاربون الشجعان) عن المشاركة فى المونديال الأسمر لمدة 11عاما، حيث كان دائم الخروج من التصفيات حتى جاءت تصفيات أمم إفريقيا 2019 ونجح النامبيون فى العودة بعد غياب سنوات طويلة للمشاركة فى العرس الإفريقى الكبير.
خاض منتخب (المحاربون الشجعان) التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات البطولة السمراء ضمن المجموعة الحادية عشرة التى ضمت معها منتخبات غينيا بيساو وزامبيا وموزمبيق وبدأ منتخب ناميبيا التصفيات الإفريقية بالهزيمة أمام منتخب غينيا بيساو بهدف دون رد، ثم التعادل إيجابيا أمام منتخب زامبيا بهدف لكل منهما، ثم جاء الفوز على منتخب موزمبيق 2-1 و1 - صفر على التوالى، قبل التعادل بدون أهداف مع منتخب غينيا بيساو متصدر المجموعة وفى مباراتهم الأخيرة أمام المنتخب الزامبى كان النامبيون يحتاجون إلى نقطة واحدة من أجل التأهل إلى المونديال الإفريقى إلا أن الرياح جاءت بما لاتشتهى سفن (المحاربون) الذين خسروا بالأربعة لتصبح آمالهم فى التأهل معلقة بالمباراة الأخرى بين المتصدر غينيا بيساو ومنافسه المباشر منتخب موزمبيق، وكانت فرصة النامبيين الوحيدة هى عدم فوز المنتخب الموزمبيقى، وهو ما تحقق بشكل درامى، حيث أحرز منتخب موزمبيق هدف التقدم فى الدقيقة 89 من المباراة، لكنه تلقى هدف التعادل فى الدقيقة الأخيرة منها لتنتهى المباراة 2-2، ويتم رسميا إعلان عودة المنتخب الناميبى لحلبة المونديال الإفريقى بعد غياب دام 11 عامًا.
 واعتمد الجهاز الفنى لمنتخب ناميبيا بقيادة المدرب الوطنى رونى فيليمون كاناليلو فى تحقيق الإنجاز الكبير فى العودة للمونديال الأسمر على مجموعة من اللاعبين المحترفين فى جنوب إفريقيا أمثال تيرديوس يوسيب وهاينريش إساكس وبيتروس شيتيمبى وويليم موديهانجا وماكسيميليان مبايفا بالإضافة إلى بينسون شيلونجو مهاجم فريق الإسماعيلى المصرى وأوليفر ريسرالذى يلعب لفريق كوبس الفنلندى وهندريك سوميب المحترف فى نادى زيمون الصربي.

كينيا

بعد غياب خمسة عشر عاما كاملة تعود كينيا إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية، حيث تعود آخر مشاركة للكينيين فى الكان الإفريقى إلى بطولة تونس 2004 وكانت كينيا سعيدة الحظ بالتأهل إلى مونديال إفريقيا 2019، بعد أن خدمها الحظ والاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا بطريق غير مباشر، حيث قرر الأخير إيقاف نشاط الاتحاد السيراليونى لكرة القدم بسبب تدخل الحكومة فى أنشطة كرة القدم، وصدق الاتحاد الإفريقى لكرة القدم على القرار، ليتم استبعاد منتخب سيراليون من التصفيات وإلغاء نتائجه من المجموعة السادسة التى كانت تضم أيضا كينيا وغانا وإثيوبيا وبناء على استبعاد نتائج منتخب سيراليون ضمن المنتخب الكينى التأهل إلى العرس الإفريقى بعد غياب طويل.
استهل منتخب كينيا المعروف باسم نجوم هارامبى مشوارالعودة إلى نهائيات الأمم الإفريقية بالهزيمة خارج الديار من المنتخب السيراليونى 1-2،  ولحسن حظ الكينيين كانت تلك الهزيمة أمام سيراليون، وهى التى تم إلغاؤها فيما بعد، ثم حقق نجوم المنتخب الكينى مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز على منتخب غانا بنجومه المحترفين فى أكبر الأندية الأوروبية بهدف دون رد تلاه التعادل سلبيا خارج الأرض مع المنتخب الإثيوبى، قبل الفوز عليه بثلاثية نظيفة فى نيروبى، ليصل منتخب كينيا للنقطة السابعة وبعد قرار استبعاد سيراليون خاض المنتخب الكينى مباراة غانا كتحصيل حاصل ليخسر بهدف نظيف فى أكرا ليحتل منتخب كينيا وصافة المجموعة السادسة بـ7 نقاط، خلف منتخب غانا صاحب الصدارة بـ9 نقاط.
ويتولى القيادة الفنية لمنتخب كينيا الفرنسى سيباستيان مينى اللاعب السابق فى عدة أندية فرنسية، والذى اعتمد فى تصفيات المعترك الإفريقى الكبيرعلى تشكيل أغلبه من اللاعبين المحليين وقليل من المحترفين فى الخارج أمثال فيكتور وأنياما المحترف فى صفوف توتنهام الإنجليزى، وهو أبرز لاعبى الفريق، كما يبرز ميكاييل أولونجا مهاجم كاشيوا ريسول اليابانى، كأحد أخطر مهاجمى الفريق الكينى، وقد أحرز هدفين خلال مشوار التصفيات بالإضافة إلى جوهانا أومولو لاعب سيركل بروج البلجيكى ومسعود جمعة مهاجم النصر الليبى ومن المحليين يوآش أونيانجو وآلان وانجا ووفيليمون أوتينو ودينيس اودهيامبو.
تأسس اتحاد كينيا لكرة القدم عام 1960، وانضم للاتحاد الإفريقى عام 1968 وشارك المنتخب الكينى من قبل 5 مرات فى نهائيات كاس الأمم الإفريقية، أعوام 1972 فى الكونغو و1988 فى المغرب و1990 فى الجزائر و1992 فى السنغال وفى تونس عام 2004، وخرج خلال المشاركات الخمس من الدور الأول، ولم يحقق سوى فوز وحيد على حساب منتخب بوركينا فاسو بثلاثية دون رد فى مشاركته الأخيرة قبل 15 عاما ولعبت كينيا 14 مباراة فازت فى واحدة وتعادلت 4 مرات وهزمت فى 9 مباريات وسجلت 8 أهداف ودخل مرماها 24 هدفا.