السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«عام مصر إفريقيا»

«عام مصر إفريقيا»
«عام مصر إفريقيا»


أعلن الناقد السينمائى عصام زكريا، رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة الـ21، أنه سيتم لأول مرة هذا العام تشكيل لجنتى تحكيم رئيسيتين للمهرجان، إحداهما للأفلام التسجيلية الطويلة  والقصيرة  والأخرى للأفلام الروائية القصيرة وأفلام التحريك «المتحركة»، وذلك بعد أن لاحظت إدارة المهرجان أن تحكيم جميع المسابقات يمثل ضغطًا كبيرًا على لجنة واحدة.


وأشار زكريا إلى أن هذه الدورة تمثل تحديًا واختبارًا صعبًا لإدارة المهرجان وللمركز القومى للسينما، خاصة بعد الإشادة بالدورة العشرين- العام الماضى- فنيًا وتنظيميًا، معلنًا أن هذه الدورة تحتفى بـ«عام مصر - إفريقيا».
وأضاف أنه تم استحداث برنامج للسينما الإفريقية التسجيلية والقصيرة- دون التداخل مع مهرجان الأقصر الإفريقى- كما سيكون هناك احتفاء بالسينما الفرنسية، بمناسبة العام المصرى- الفرنسى، مؤكدًا أن الدورة الـ21 ستكون على قدر التوقعات فى جميع البرامج والمسابقات.
وأوضح زكريا- خلال المؤتمر الصحفى الذى أقيم هذا الأسبوع بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا- أنه سيتم تكريم عدد من رواد السينما التسجيلية والروائية القصيرة فى مصر وأفريقيا والوطن العربى، ومن بينهم موازيه نجانجورا (من جمهورية الكونغو الديمقراطية)، والذى يعد أحد كبار مخرجى القارة السمراء، وذلك تقديراً لعطائه السينمائى الكبير، وأيضًا المخرجة وكاتبة السيناريو اللبنانية جوسلين صعب، بالإضافة إلى توجيه التحية لأسماء من رحلوا من رموز هذه السينما خلال العام الماضى، ومنهم المصريان المخرج الراحل أسامة فوزى و المخرجة فريدة عرمان.
كانت إدارة المهرجان قد قررت أن تحمل الدورة الجديدة، اسم المخرجة الراحلة الكبيرة عطيات الأبنودى «سفيرة السينما التسجيلية» وصاحبة مدرسة السينما التسجيلية الواقعية الشاعرية، عرفانًا من إدارة المهرجان بدورها فى إثراء المكتبة السينمائية المصرية بأكثر من 25 فيلمًا تسجيليًا، منها «حصان الطين» الذى تم إنتاجه فى عام 1971، وحصد الفيلم العديد من الجوائز الدولية، منها جائزة الميدالية الذهبية فى مهرجان قليبية بتونس والجائزة الأولى فى المهرجان الأول للشباب بدمشق عام 1972والجائزة الكبرى فى مهرجان جرونوبل بفرنسا فى عام 1973 والميدالية الذهبية من مهرجان مانهايم بألمانيا فى العام نفسه، ومن أعمالها أيضا «أغنية توحة الحزينة»، «سوق الكانتو»، «الأحلام الممكنة»، «نساء مسئولات»، «الساندوتش»، «مناظر من لندن» وبحار العطش  وغيرها من الأعمال الأخرى.
كما يكرم المهرجان مجموعة من رموز السينما فى مصر والعالم العربى، منهم مدير التصوير الكبير سعيد شيمى، لما قدمه من أعمال سينمائية تجاوزت الـ100 عمل روائى طويل، ووصلت إلى 75 فيلمًا تسجيليًا وروائيًا قصيرًا، وأيضًا المخرج والسيناريست اللبنانى- البلجيكى برهان علوية، الذى عمل كمساعد مصور فى التليفزيون اللبنانى قبل أن يدرس اﻹخراج السينمائى فى المعهد العالى الوطنى للفنون المسرحية ببروكسل، الذى تخرج فيه عام 1970 ليحصل بعدها على الجنسية البلجيكية.
وأيضًا يكرم المهرجان المخرجة وكاتبة السيناريو اللبنانية جوسلين صعب، التى بدأت حياتها بالعمل فى مجال الصحافة بعد تخرجها، وقد أخرجت العديد من الأفلام التسجيلية، حيث تجاوز رصيدها 30 فيلمًا، كما عملت كمساعدة مخرج مع فولكر شلوندورف فى فيلم (The Forger).
موازيه نجانجورا.. عطاء وتاريخ
ويجدر بنا ونحن نحتفى بإفريقيا من خلال تكريم المخرج الكبير موازيه نجانجورا، والذى يعرض له المهرجان  فيلمه الوثائقى الطويل «أنت لم تر شيئاً فى كينشاسا» إنتاج عام 2009، أن نقدم سطورًا من مشواره الفنى.
ولد  فى مدينة  بوكافو عام 1950، ثم حصل فى سن العشرين على منحة إلى بلجيكا حيث درس فى معهد فنون البث الإذاعى،  وتخرج عام 1975.
أنجز وهو طالب فيلمين قصيرين، هما «طبلة إلكترونية» و«إيقاع ودماء»، ثم عاد إلى زائير (الكونغو الديمقراطية حاليًا) عام 1976، ليصبح محاضرًا فى ثلاث كليات بكينشاسا وهى المعهد القومى للفنون، معهد العلوم وتكنولوجيا المعلومات، واستوديو صوت زائير.
خلال العشر سنوات التالية، أخرج نجانجورا عدة أعمال وثائقية تلفزيونية فى زائير، حتى صنع أول أفلامه الوثائقية «شيرى سامبا» عام 1980 والذى تناول فيه رسام شاب وأعماله فى كينشاسا، ثم أنجز بعد ذلك فيلمه الوثائقى التالى «كين كييس» عن جماليات وصعوبات الحياة فى كينشاسا، وفاز عنه بجائزة مهرجان فيسباكو(1983) وجائزة المجلس الدولى للراديو والتليفزيون الفرنسى (1983)، كما تم عرضه عام 1986فى مهرجان «أنبوت» بمونتريال.
فى عام 1985، عاد  إلى أوروبا ليمضى فى كتابة سيناريو فيلمه «الحياة رائعة» بتمويل من وزارة الخارجية الفرنسية والذى عرض عام 1987 محققًا نجاحًا كبيرًا فى الدول الإفريقية الفرانكوفونية (الناطقة بالفرنسية)، كما شرع فى تأسيس شركتين هما «سولاى فيلم» بكينشاسا وسينما الجنوب فى بروكسل ببلجيكا، حيث أنتج أفلامه من خلال الشركتين للحفاظ على استقلاليته.
وخلال عام 1992 أنجز فيلمه الوثائقى «شانجا شانجا.. إيقاعات بالأسود والأبيض»، عن أنماط الموسيقى والثقافات فى بروكسل، وقد عرض فى العديد من المهرجانات، منها مهرجان  فيسباكو فى  بوركينا فاسو ومهرجان رؤى إفريقيا بمونتريال بكندا.
وفى عام 1994، حاز فيلمه الوثائقى «الملك والبقرة والموز»- الذى تناول فيه زائير وعلاقتها برواندا- على العديد من الجوائز، ثم قام فى العام التالى  بإخراج فيلم «رسالة إلى ماكوارا» عن أقدم مجتمع فى بروكسل،و فى عام 1997، عرض فيلمه «الجنرال تومبور» عن بعثة الجنرال البلجيكى تشارلز هنرى تومبور إلى الكونغو فى الفترة من 1914 إلى 1929، فى مهرجان فيسباكو فى بوركينا فاسو ومهرجان رؤى إفريقيا بمونتريال أيضاً.
حاز فيلمه «أوراق الهوية» الذى تناول فيه المهاجرين الأفارقة، على جائزة الجماهير فى مهرجان ميلانو السينمائى الإفريقى الثامن عام 1998 وجائزة فيسباكو الكبرى عام 1999.
صناعة الفيلم التسجيلى والقصير
كان المركز القومى للسينما، برئاسة  الدكتور خالد عبدالجليل- مستشار وزير الثقافة للسينما- قد أنهى استعداداته لإقامة الدورة الجديدة من المهرجان، حيث أعلن عبدالجليل عن حصول المهرجان على دعم كبير- مالى ولوجستى- مشيرًا إلى أن هذه الدورة- ولأول مرة- ستخصص القضية الرئيسة للمهرجان عن صناعة الفيلم التسجيلى والقصير، بدءًا من الإنتاج إلى التوزيع والتسويق، كما سيتم التوقيع على اتفاقيات مع مراكز السينما العربية، بعد الحصول على كل الموافقات اللازمة.
يذكر أن مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، يقيمه المركز القومى للسينما، ومن المقرر إقامة دورته الـ21 فى الفترة من 10 إلى 16 أبريل الجارى.•

احتفاء..

يحتفى المهرجان بكلٍّ من:
• المخرج الراحل أسامة فوزى، الذى قدم أول تجربة إخراجية له من خلال فيلم (عفاريت الأسفلت) عام 1995 ونال جائزة التحكيم الخاصة فى مهرجان لوكارنو، ثم (جنة الشياطين) عام 1999 الذى شارك فى لوكارنو ونال الجائزة الذهبية فى دمشق، ومهرجان خريبكا فى المغرب، وقدم بعده فليمين مع الكاتب هانى فوزى هما (بحب السيما، وباﻷلوان الطبيعية)، كما أنتج فوزى فيلمين: «الفاس فى الراس» و«مرسيدس».
• الإعلامية الراحلة المخرجة فريدة عرمان، التى قدمت للتليفزيون المصرى أكثر من 400 فيلم تسجيلى وقامت بتصوير أغلب الأغانى الوطنية على شريط سينما، وهى مخرجة تليفزيونية تخرجت من كلية الآداب قسم صحافة عام 1959 وعملت صحفية تحت التمرين فى جريدة أخبار اليوم، ثم التحقت بالتليفزيون فى مارس 1959 وعملت كمساعد مخرج، ثم انتقلت لإعداد وتقديم البرامج وأخيرًا اتجهت للإخراج. •