السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

من لاجئ سياسى إلى بطل قومى

من لاجئ سياسى  إلى بطل قومى
من لاجئ سياسى إلى بطل قومى


كتب: جمال عبدالحميد
استطاعت بوروندى الدولة الصغيرة الواقعة شرق القارة الأفريقية السمراء أن تحقق المفاجأة الكبرى بتأهل منتخبها الوطنى إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2019 للمرة الأولى فى تاريخها، وذلك بفضل نجمها الأول سعيدو براهينو اللاجئ السياسى فى إنجلترا الذى أصبح بطلا قوميا بالنسبة للشعب البوروندى.

 ولد سعيدو براهينو فى مدينة بوجومبورا عاصمة بوروندى عام 1993 وعندما تم الرابعة من عمره قتل والده خلال الحرب الأهلية البوروندية العرقية بين قبائل الهوتو والتوتسى ليعيش الصغيرطفولة مشردة حين قررت أسرته الفرار من بوروندى إلى بريطانيا تاركة الابن سعيدو وسط الحرب التى استمرت سنوات عديدة ليسافر براهينو وهو بعمر العاشرة إلى إنجلترا للانضمام إلى والدته وأخواته الذين حصلوا على حق اللجوء السياسى فى برمنجهام فى البداية لم يتمكن الصغيرمن تحديد مكان عائلته لدى وصوله فتم وضعه فى دار رعاية حتى تم العثورعلى العائلة لينضم الابن إلى أحضان أمه وأخواته وذلك بعد قيام موظفى إدارة الهجرة بعمل اختبار الحمض النووى لتأكيد علاقتهم.
اندمج براهينو سريعا فى المجتمع الإنجليزى حيث ارتاد مدرسة أستون مانورحيث حصل على عشر شهادات ومارس كرة السلة وألعاب القوى، بالإضافة إلى كرة القدم معشوقته الأولى والتى كان يمارسها مع الأطفال فى شوارع فى بلده الأصلى بوروندى لينضم براهينو إلى نادى وست بروميتش ألبيون فى سن الحادية عشرة وتحول إلى محترف بعد سبع سنوات حيث لعب أول مباراة له مع وست بروميتش البيون فى موسم 2013 /2014 ويُعد موسم 2015/2014 الأفضل فى مسيرة براهينو مع كرة القدم الإنجليزية، لتسجيله 14 هدفًا فى 38 مباراة رفقة وست بروميتش بالدورى الإنجليزى الممتاز وكانت للنجم البوروندى تجارب على سبيل الإعارة من وست بروميتش إلى أندية أمثال نورثامبتون تاون وبرينتفورد وبيتربورو يونايتد وفى منتصف موسم 2016/2017 قرر نادى وست بروميتش بيع براهينو إلى ستوك سيتى مقابل 12 مليون جنيه إسترلينى.  
ومثل براهينو إنجلترا على جميع مستويات الشباب، حيث قاد المنتخب الإنجليزى تحت 17 سنة للفوز  ببطولة أوروبا 2010 فى ليختنشتاين وفى عام 2012 مثل فريق إنجلترا تحت 19 سنة فى البطولة الأوروبية فى إستونيا والتى بلغ فيها الفريق الإنجليزى الدور قبل النهائى قبل أن يخسر فى الوقت الإضافى أمام اليونان كما ساعد ابن بوروندى منتخب إنجلترا على التأهل لبطولة أوروبا فى جمهورية التشيك وحصل براهينوعلى ثالث أفضل هدف فى تاريخ منتخب إنجلترا تحت 21 سنة برصيد 10 أهداف فى 13 مباراة خلف فرانسيس جيفرز وآلان شيرر.
فى أغسطس 2018 وافق الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) على الطلب الذى تقدم به سعيدو براهينو من أجل اللعب مع بوروندى بلده الأصلى الذى ولد فيه واستطاع براهينو المشاركة بصفة منتظمة مع منتخب بوروندى خلال تصفيات كأس أمم افريقيا 2019، وهز الشباك فى أول مباراة له ضد الجابون فى سبتمبر 2018 ومنح انضمام براهينو لصفوف منتخب بوروندى الذى يفتقر للخبرة والتجربة، دفعة معنوية لا مثيل لها، ليساعدهم على احتلال المركز الثانى فى المجموعة الثالثة فى التصفيات الأفريقية برصيد 10 نقاط خلف منتخب مالى ليكون المنتخب البوروندى الملقب بالسنونو ضمن الـ24 منتخبًا التى ستشارك فى مونديال أفريقيا ليسجل براهينو اسمه فى سجلات تاريخ كرة القدم الأفريقية بحروف من ذهب حين عاد إلى مسقط رأسه من أجل صناعة الحدث بأول تأهل لأمم أفريقيا فى التاريخ وسيكون براهينو من أهم لاعبى أمم أفريقيا 2019، لإجادته اللعب على طرفى الملعب وفى مركز المهاجم الصريح، ويمتاز بالمراوغات السريعة والتسديد القوى من خارج منطقة الجزاء.
وعقب الإنجاز غير المسبوق فى تاريخ بوروندى تحدث براهينو فى تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية بأنه وزملاءه لا يصدقون ما حدث وتمكنهم من انتزاع المركز الثانى والتأهل إلى الأمم الأفريقية 2019 وأضاف نعم استفادت بوروندى من قرار الكاف برفع عدد منتخبات بطولة كأس أمم أفريقيا إلى 24 بدلًا من 16. استخدمنا هذا الأمر لتحميسنا على التأهل، بالإضافة إلى اتحادنا ولعبنا بروح، هذه كانت أسباب نجاحنا وختم حديثه سجلنا أنفسنا كأول جيل من بوروندى يتمكن من الترشح إلى كأس أمم أفريقيا، السعادة لا تسعنى من أجل كل شخص شارك فى نجاح هذه المغامرة.