عن يوميات «بنات الخير»

اية حلمي
نهلة وأوشين وسارة وهالة، متطوعات حققن نجاحات ملموسة على أرض الواقع فى الأعمال الخيرية، واكتسبن أيضا خبرات هائلة ساعدتهن فى تنمية شخصيتهن والتعامل الاجتماعى، فتطور عملهن الخيرى. حكاياتهن فى السطور التالية..
نهلة على «30 عامًا»، تعمل فى محو أمية السيدات والفتيات منذ 2012، تقول عن تجربتها «أهم حاجة بتدفع الأمهات للتعلم، أنهن عايزين يقرأن القرآن، ويستخدمن السوشيال ميديا، للتواصل مع أبنائهن، ويستطعن فهم الكلمات التى تقع عليها أعينهن». تعليم الكبار ليس سهلاً، بل يحتاج مجهودا أكبر ومثابرة، لأنهم ينقطعون كثيرا عن الاستمرار، وقد ينسون ما يتعلمونه، لكن بالنسبة لنهلة: «لما أشعر أن حماسى نحو تعليم كبار السن بدأ يقل أومجرد التفكير فى البعد عن هذا المجال، ينتابنى شعور بعدم الراحة وأتذكر قصص السيدات اللاتى علمتهن وتغيرت ظروفهن، ولم تتخيل إحداهن أن نشاطها هذا سيجعلها تتعرف على زوجها، زميلها المتطوع بإحدى الجمعيات الخيرية بمنطقة إمبابة».
أوشين: «بحب وصف متطوعة»
بدأت علاقة أوشين رجب، 24 عامًا، بالتطوع منذ أربع سنوات تقريبًا، من خلال أسرة طلابية فى جامعة الفيوم، كانوا يحرصون على خدمة المسنين والأيتام، وكانت تقوم بزيارات منزلية للمسنين فى منازلهم وفى دور المسنين، لقضاء حاجاتهم والحديث معهم، تقول: «أكون مبسوطة بالعمل ده وكنت باحاول دايما أخصص يوم الجمعة للعمل التطوعى بالاتفاق مع والداى وأيضًا كنت أخصص وقتًا فى منتصف الأسبوع لأساعدهم فى الذهاب إلى أى مكان أو الذهاب إلى الطبيب».
تحب أوشين أن يطلق عليها متطوعة،» أشعر بالفرح عندما أرى أن وجودى مع الأطفال والمسنين يرفع من روحهم المعنوية، مشاعرهم وفرحهم بتخلينى أحس إنى قوية دايما، وأشعر بأنى مهمة ولى قيمة، ولدى أجندة بها تواريخ أعياد ميلادهم، لنشاركهم أنا وزملائى الاحتفال بأعياد ميلادهم وإقامة الحفلات فى المناسبات العامة وتنظيم رحلات للترفيه عنهم».
«سارة» متطوعة فى تعليم اللغات
سارة «25 عامًا» متطوعة بإحدى الجمعيات بأرض اللواء، فى مجال «الكورسات» لأنها خريجة كلية الألسن قسم لغة إنجليزية منذ عامين، لكنها لم تجد وظيفة حتى الآن، فقررت أن تنظم مع بعض أصدقائها من أعضاء الجمعية وقتهم للعمل كمتطوعين لتعليم اللغات مثل الإنجليزية، والفارسية والإسبانية مجانا. تقول سارة: «كل الأمور كانت سهلة، كان لدينا شقة فى الدور الأول من منزلنا وقررت أن أستغلها للخير، ونشرنا بعض الإعلانات على الفيس بوك عن تطوعى مع خمسة من أصدقائى وبدأ الدارسون يتوافدون على الإعلان». كانت أول مجموعة من الدارسين تتكون من 10 أفراد منهم شباب، وبدأت بتعليمهم أساسيات اللغة، ثم أصبحت مجموعتين على مدار اليوم واحدة صباحية من العاشرة حتى الواحدة ظهرا، وأخرى مسائية من السابعة حتى العاشرة مساء.
«العمل التطوعى جعلنى أتخلص من الخجل فالوقوف أمام الدارسين يحتاج إلى جرأة، مما أثر فى شخصيتى وجعلها شخصية اجتماعية، مما جعل تعليمهم فيما بعدأكثر سهولة بالنسبة لى» تقول سارة.
«هالة» تكافح المخدرات
عن تجربتها فى صندوق الإدمان والتعاطى التى بدأتها منذ عام 2008 تحكى هالة يوسف: «كانت البداية عندما حصلت على دورة تدريبية عن حماية النشء والشباب من أضرار المخدارت والتدخين، وبعد ذلك عام 2009 قمت بإنشاء فريق «ملامح مصرية» وهو فريق تطوعى يهدف إلى نشر ثقافة التطوع فى المجتمع المصرى، وبالتنسيق مع صندوق مكافحة وعلاج المخدرات، تم تنظيم مجموعتين تدريبيتين لإعداد كوادر شبابية قادرة على توعية الشباب والنشء بخطر المخدرات والتدخين، وبعد ذلك نظمنا عددًا من ورش العمل للأعضاء المتطوعين، فى أحد مراكز الشباب بحلمية الزيتون، وقرر الصندوق عام 2011 إنشاء وحدات تطوع فى كل المحافظات وبدأنا بإعداد اجتماعات لتنفيذ أنشطة وضع الخطط، ثم ذهبنا إلى المدارس لتوعية الطلاب، وقد أحببت هذا العمل التطوعى ووجدت نفسى فيه، لأن نسب المدخنين من الشباب والأطفال فى تزايد».•