الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فايزة الحلبية.. عاشقة الدمشقيات

فايزة الحلبية.. عاشقة الدمشقيات
فايزة الحلبية.. عاشقة الدمشقيات


 محبة للفن والفنانين، تطور نفسها لتواكب الحركة التشكيلية، متمكنة من أدواتها ومحبة للجمال.. تمتلك من الحس الفنى والفكرى الكثير.. «تنتمى إلى المدرسة الدادائية فى الفن، تستضيف  دوما  الفنانين فى مرسمها الخاص، فلديها مقومات الفنان الخلوق، الذى يحبه الجميع»، هكذا قال عنها الفنان التشكيلى السورى محيى الدين الحمصى.
فايزة الحلبية، الفنانة التشكيلية السورية، التى تميزت ريشتها فى لوحات دمشق القديمة  بمعايشتها الواقعية؛ لكونها ابنة حى دمشقى قديم، محافظة على أصالتها، تلك الموهبة التى اكتشفتها منذ أن كانت فى الصف الرابع الابتدائى وتطورت مع الوقت وعززتها هى بالدراسة الأكاديمية عندما أتمت عامها العشرين، وبدأت فى استخدام الألوان الزيتية على القماش، وأحياناً بعض الخامات  كالصحف، والأقمشة، وبعض المعادن.
المرأة حاضرة فى أعمالها، فترى أن الجسد البشرى هو أساس الفن، وفى تجربتها «دمشقيات» قبل الحرب، اعتمدت على المدرسة التعبيرية القريبة من الواقع، معبرة فى لوحاتها عن حبها.. حب لدمشق وبيوتها وحاراتها القديمة، فهى تسكن دمشق القديمة منذ ولادتها، وتسكن دمشق داخلها.
ورغم اتجاهها للمدرسة الواقعية، لها تجارب عدة بالمدرسة الانطباعية، بالإضافة لتعليمها فن الرسم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين  سنوات وحتى خمسة عشر عاما ببعض المراكز الفنية فى سوريا وبمرسمها الخاص أيضا، لتشجيع الحس الفنى لديهم ومحاولة دعمهم.
تقول الفنانة  فايزة الحلبى عن الفن التشكيلى السورى ومدارسه، وأهم ما يميزه: «المدارس الفنية التى تميز الأعمال التشكيلية السورية ثلاثة، أولها المدرسة التعبيرية والتى يعتمد عليها أغلب الفنانين، وهى مذهب من مذاهب الفن المعبر عن المشاعر والعواطف فى حياة الفنان وعن أفكاره أيضا بشكل تلقائى،  لذا تعتمد على الألوان الصارخة الشديدة ولكن بشكل مبسط، فهى لا تصور الواقع، وهى أهم المدارس الفنية فى سوريا».
ثم المدرسة الواقعية أو «مدرسة الشعب العام» كما أطلقت الحلبى عليها، والتى تعد من أشهر مدارس الفن التشكيلى فى سوريا، وتعتمد على معالجة واقع الحياة اليومية بدقة وكما هو، مبدعا فى رسم المناظر الطبيعية.
وتلفت  فايزة هنا إلى الفنان السورى عبدالناصر الشعال الذى رسم الحصان فى مجمل لوحاته بصورة واقعية دقيقة، معتمدا على تنمية الحساسية البصرية لدى المتلقى فى بورتريهاته، مستخدما فى ذلك الألوان الزيتية والباستيل، لذا اتسمت لوحاته بالحيوية الواضحة، وتشرح: «علاقته بلوحاته علاقة مباشرة دون قيود، يختلط انطباع المشاهد لها لأول مرة بين العفوية والتلقائية الهادئة».
أما عن المدرسة الانطباعية فى الأعمال السورية، فأسلوبها فنى يعتمد على نقل الواقع فى الطبيعة مباشرة، وقد ترسم اللوحات وفقا لفلسفة هذه المدرسة فى الهواء الطلق وفى وجود أشعة الشمس، لذا سميت بالانطباعية، حيث إ ن الفنان ينقل انطباعاته عن المنظر المشاهد دون التأثر بالواقع.
وعن الموجة التجريدية بالفن التشكيلى المنتشرة فى جميع أنحاء العالم الآن ومدى مواكبة الحركة الفنية السورية لها، أشارت الفنانة فايزة إلى أن بعض فنانى سوريا يلجأون للعمل التجريدى فى بعض الموضوعات ولكن فئة قليلة منهم، مؤكدة أن الحركة التجريدية هى مدرسة هامة تحتاج إلى الفكر الواعى ودقة التنسيق بين ألوان العمل الفنى.
وعن حرص فنانى سوريا على تخليد التراث السورى بأعمالهم، تقول فايزة:  أبرزهم كما أرى الفنان عبدالناصر الشعال الذى رسم دمشق بالطريقة الواقعية والتعبيرية، والفنان نذير البارودى الذى رسم التراث السورى بجميع لوحاته، كما عبر عن المهن اليدوية السورية بجدارة.
الواقعية الرائعة
وتتوقف عند أعمال الفنان عبدالرحمن مهنا الذى يعمل على تقنيات مختلفة من المدرسة التعبيرية، وهو من الأجيال القديمة بالفن السورى،  وأيضا الفنان إسماعيل نصرة المنتمى للمدرسة التعبيرية من خلال رسم الجمال والأنثى والحب بلوحاته، وهو من الأجيال الشابة بسوريا. والفنان جان حنا، المعروف باجتهاده وتفوقه العالميين، واصفة أسلوبه بالواقعية الرائعة الجميلة.
«عبدالله أبو عسلى يقدم أعمالاً مهمة جدا معبرا فيها عن تجربته الفنية الواقعية من خلال رسم الأشجار والسماء والثلج والطبيعة»، هكذا قالت عن الفنان الذى أثر بها مؤخرا، وأقام معرضا فرديا بسوريا منذ شهرين، مضيفة أن لوحاته تحتوى على مساحة واسعة من الألوان بتدرجاتها مع الظل والنور، فهو فنان يصور الواقع بانتمائه لطبيعة سوريا وجغرافيتها الجميلة ويجسدها بصورة فنية معبرة.
وعن مشاركة سوريا بالمحافل الدولية بمبدعيها وفنانيها، أكدت أن سوريا دائما لها عالمها الخاص بهذه المحافل، ودائما ما يشارك فنانو سوريا بالمعارض الفنية الدولية داخل حدود سوريا وخارجها خاصة فى هذه الفترة، فترى أن الفن التشكيلى السورى أصبح ذا صدى كبير على مستوى العالم فالتطور فيه لا يتوقف عند المعارض والمشاركات الخارجية المستمرة، مؤكدة أن السبب فى استمرارها هو حب الشعب السورى للفن وحرصه الدائم على التقدم وإنتاج ما هو أفضل واكتساب الخبرات المتنوعة. •