الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

يا مال الشام

يا مال الشام
يا مال الشام


 يا مال الشام يا الله يا مالى.. طال المطال يا حلوة تعالى
يا مال الشام على بالى هواك.. أحلى زمان قضيتو معاك
يا مال الشام على بالى هواك.. أحلى زمان قضيتو معاك
ودعتينى وعاهدتينى.. لا تنسينى ولا أنساك
مهما تغيبى سنين وليالى..
طال المطال طال وطول.. لا بيتغير ولا بيتحول
مشتاق ليك يا نور عيونى.. حتى نعيد الزمن الأول
يللا تعالى كفاك تعالى..

هذه الأغنية التى اشتهر بها المطرب السورى صباح فخرى، هى نوع من القدود السورية التراثية الشهيرة، المعروفة بالقدود الحلبية، والقدود، معناها أنها أغنية ألفت على قد أغنية شهيرة فى معناها أو لحنها.
هذه الأغانى وغيرها من القدود والمدائح النبوية، والمواويل وغيرها من التراث الموسيقى السورى، تنشدها فرقة سلطان العارفين، الآن على مسارح وزارة الثقافة والشباب والرياضة ودار الأوبرا، بعد أن انتقل مقر الفرقة من دمشق إلى القاهرة.
 أحمد سليمان، خريج المعهد العالى للموسيقى بسوريا، ومؤسس فرقة سلطان العارفين، المكونة من 55 من المنشدين والعازفين وإيقاعيين، وكورال أطفال وشباب من سوريا ومصر، يوضح أن القدود الحلبية من الفنون الموسيقية السورية الأصيلة التى اشتهرت بها مدينة حلب منذ القدم، وعرفت القدود منذ زمن القس السريانى مار إفرام 306 م الذى كان يرغب الناس للحضور إلى الكنيسة، بإدراج الألحان الدينية التى يألفونها فى طقوس يوم الأحد.
وعرف عن أهل حلب اهتمامهم بالموسيقى وفنونها التى احتلت مساحة كبيرة من حياة أهلها، فاستحقت عن جدارة أن يطلق عليها عاصمة الموسيقى، وقدم أهم كتاب فى الغناء إلى أميرها سيف الدولة وهو «كتاب الأغانى» لأبى الفرج الأصفهانى، كما أنجز الفيلسوف الفارابى كتابة الموسيقة الكبير فى مدينة الفن حلب.
 وكانت حلب بمثابة مدينة اختبار  لكبار  الموسيقون والغناء فى العالم العربى، مثل بديعة مصابنى، عبده الحامولى،  سيد درويش، سيد السفطى، سلامة حجازى، محمد عبدالوهاب، كارم محمود، نور الهدى،  سعاد محمد والكثير غيرهم من سوريا ومصر.
 وأخذ الملحنون والموسيقيون من فنون حلب الكثير من أشهر المواويل والأغانى، وأنواع الموسيقى، كما خرج الكثير من الفنانين وأشهر مشاهيرها الشيخ عمر البطش ومحمد خيرى وصباح فخرى والشيخ صبرى المدلل والشيخ حسن الحفار وعائلة السرمينى والشيخ فؤاد خانطومانى وأديب الدايخ وغيرهم.
جائزة السماع الصوفى
عد لنا ذكرى الأحباب
يامن غدا يسبى الألباب
وأروى حديثًا عنهم طاب
وأنفى بهم عنا الأوصاب
بهم غدا عيشى صافى وحبهم لدائى شافى
والوصل لى منهم كافى فكم وكم عمَّ الطلاب
يا ربنا صلِّ سرمد
على النبى طه أحمد
ما ناح طير أو غرَّد
وآله ثمَّ الأصحاب
 مديح نبوى سورى تشدو به فرقة سلطان العارفين، التى حصلت مؤخرًا على جائزتين من مهرجان السماع الصوفى الدولى، وأخرى من مهرجان سماع بالقاهرة، لتميزها بنشر التراث القديم وصياغته ونشره بشكل متطور جديد، كالقصائد والقدود والإنشاد الدينى الصوفى والجبلى والفراتى والحجازى والخماسى الأفريقى.
 فرقة سلطان العارفين تأسست منذ عام 1989 فى سورية، وتفرع منها فرقة بنات مستقلة (بنات العارفين) وأيضًا تفرع منها (براعم العارفين) من سن 6-  12 عامًا، واستقرت فى القاهرة منذ 13عامًا، وتقدم أيضًا موشحات أندلسية وابتهالات وتواشيح مصرية، لتصبح مدرسة وأكاديمية تعلم المقامات الموسيقية والأوزان الإيقاعية والانشاد الدينى وتتبنى الشباب ضمن فريقها وفى حلقات العلم لديها، بقيادة المنشد المايسترو أحمد سليمان.
 تقدم الفرقة أيضًا «العتابا» وهو لون من الغناء الزجلى الشعبى، اشتهرت به سورية ولبنان وفلسطين، وهو من أجمل ألوان المواويل، ويعتمد على أن نهاية الكلمة يجب أن تكون كقبلها، أو كنفس المعنى للكلمة التى سبقتها وتنتهى غالبا بحرف الباء.
للمواويل أنواع، منها  السداسى المصرى: ويتكون من أربع أبيات البيت الأول من قافية معينة وفى البيت الخامس قافية  مختلفة عن المقدمة. ثم يأتى البيت السادس الأخير بنفس قافية الأشطر الأربع الأولى.
والسبعاوى العراقى: ويسمى أيضًا بالبغدادى لأن أهالى بغداد هم من ابتدعوه ونشروه، ويسمى فى سورية بالموال الشرقاوى، تكون فيه الأشطر الثلاث الأول من قافية والأشطر الثلاث الباقية من قافية أخرى أما الشطر السابع فتكون له نفس قافية الشطر الأول فى الأبيات الستة الأولى بحيث يصور المغنى الكلمة وما تحتويها من معنى ويمد بلنفس فى أماكن معينة والقفلة فى البيت السابع.
والثالث هو النغم الحجازى، ويطلق عليه مجس حجازى واشتهر فى مدن الحجاز مكة والمدينة المنورة وجدة، عدده من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة أبيات.
بالإضافة إلى أنواع كثيرة من المواويل كالثمانى والتسعاوى والعشراوى، وفى جميع هذه المواويل يراعى الطباق والجناس والزخرفة للألفاظ المنظومة.
ويبدأ الموال بالتمهيد بإحدى الأغنيات الخفيفة «القدود»، ثم نداءات من نوع «يا با يا با، ليل يا ليل، عين يا عين» وفى الختان ينهى الموال بتكرار كلمة «أوف أوف» عدة مرات، متبوعة بلفظ استنجاد بشخص عزيز «ياخليلى.. يانديمى..ياحبيبى».•