الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المعرض العام ما له وما عليه

المعرض العام ما له وما عليه
المعرض العام ما له وما عليه


شهد المعرض مشاركة أكثر من 300 فنان هذا العام، قدموا خلالها طرحهم السنوى الذى يعكس توجهات ومسارات الحركة التشكيلية من تنويعات لمجالات عدة، ورغم كثرة عدد الفنانين المشاركين تم اقتناء عدد قليل جدًا من الأعمال الفنية نتيجة ضعف المستوى العام للمعرض علاوة على وجود فنانين تم الاقتناء من أعمالهم من قبل؛ وهو ما صرح به د.حمدى أبو المعاطى نقيب التشكيليين وعضو لجنة مقتنيات متحف الفن الحديث أنه «تم اقتناء أفضل الأعمال الفنية بالمعرض والتى لم تزد على (12) عملًا فنيًا فقط ما بين أعمال «نحت وتصوير ورسم!!».


يجب ألا نُحمل الفنان طه القرنى قوميسير الدورة الحالية كل سلبيات المعرض العام، شأنه شأن أى قوميسير لأى دورة سابقة لأكثر من سبب، أهمها قصر فترة توليه المهمة قبل بدء الفعالية؛ إذ إنها غير كافية لتكوين وتنفيذ رؤية جديدة عن الدورة، كما لا يتسنى له الوقت الكافى لاختيار المنظومة التى تعمل معه بآلية جيدة فعالة تساعده على التجديد، كما يُحسب له جديد هذا العام من طبع نشرات نقدية متزامنة مع المعرض ضمت مقالات وتحقيقات ثرية، بجانب إقامة ندوات فتحت أبواب مناقشات وتقديم معلومات أثرت أجواء المعرض وابتعدت به عن مفهوم معارض اليوم الواحد التى تبقى خاوية على عروشها عقب افتتاحها، كما أسفر الالتفاف حول مائدة مستديرة عن توصيات بعد نقاشات طويلة تمثل البوصلة للطريق نحو التجديد والتصويب أتمنى أن تأخذ طريقها نحو التنفيذ.
ضم المعرض أعمالًا متميزة فنيًا فى حين جاءت مشاركة عدد من الفنانين بأعمال فنية قديمة أو ركيكة أو عدم مشاركتهم بأهم وأميز أعمالهم، وكان أول شىء لافت للنظر هو الظهور الواضح «للفنون الفطرية» ضمن مجالات المشاركة.
 رغم ضعف مستوى مجمل أعمال مجال التصوير فى المعرض إلا أنه كان أفضل ما عرض!! فقد جاء متعدد الأساليب والخامات، وتميز بأعمال فنانين منهم «سيد سعد الدين، أحمد نوار، عفت حسنى، صلاح المليجى، عبدالوهاب عبدالمحسن، مصطفى رحمة، عقيلة رياض، أحمد فريد، معتز كمال، سالى الزينى، محمد أبوالوفا، منى عليوة، على سعيد، عادل مصطفى، بلال مقلد، هالة شافعى، مروة عزت، رندة فخرى، أميرة عادل، إيهاب لطفى، عاطف عنانى، شعبان الحسينى، حنفى محمود».
فى حين ظهرت أعمال نحتية بشكل مميز وكان من أبرزها أعمال الفنانين «محمد العلاوى، سيد عبده سليم، هيثم عامر، أحمد عبد التواب، أحمد عبدالوهاب، تامر موسى»، وعملين رائعين للفنانين «عمار شيحة وأبو بكر عبده» استخدما فيهما خامات معدنية مختلفة خضعت بين أيديهما رغم قسوتها فى تشكيلات وصياغات مدهشة تباينت بين الانقباض والانبساط لتنتج كائنات نحتية نابضة بالحركة والحياة.
كما جاءت بعض أعمال الخزف بشكل متميز وهو ما ظهر جليًا فى عمل الفنان «أحمد صقر» الذى قدم لوحة خزفية استخدم فيها الطلاءات والزجاج المنصهر فوق عدة بلاطات خزفية. كذلك عمل الفنانة «سمر محمد» المكون من قطعتين خزفيتين على شكل حافظة نقود قديمة الطراز يعلو كل منهما قفل على هيئة رأسين بشريين لرجل و امرأة.
ومررت أمام أقسام مجالات فنية كاملة دون أن أقف أمام تجربة ملفتة، فبعضها جاء ظهوره خافتًا مثل فنون «الطباعة، الجرافيك، الرسم والتصوير الفوتواغرفى»، إلا من الأعمال الفنية لكل من «سهير عثمان، مايكل موريس، طارق عبد العزيز» فى مجال الجرافيك، وأعمال «حمدى عبدالله، أسماء الدسوقى، خالد خالد» فى مجال الرسم، وأعمال «ليلى خليل، دينا المهدى، مريم حسن، أحمد شبيطة» فى مجال التصوير الفوتوغرافى.
واختفت مجالات فنية عديدة منها الفنون الحداثية مثل الفيديو آرت والأداء الحركى،  وأعمال التجهيز فى الفراغ إلا من عملين لـ«هبة ذهنى، وعبير فتحى» وعمل آخر مشترك بين «عبدالله داوستاشى وهانى السيد». كذلك اقتصر وجود الفن التفاعلى على عمل واحد «لبريهان حسن».