الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أصل الحضارة الإفريقية مصرية قديمة

أصل الحضارة الإفريقية مصرية قديمة
أصل الحضارة الإفريقية مصرية قديمة


مع بداية مطلع العام الجديد 2019 والفخر بتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى خلال الدورة التى تنطلق فعالياتها فى فبراير المقبل. لابد أن نعود بالزمن والكشف والبحث عن جذور علاقتنا بأفريقيا من خلال حضارة مصر القديمة وجهود المصريين القدماء فى كشف أغوار القارة الأفريقية وفى الترحال نحو سواحل آسيا الجنوبية الغربية طوال عصور حضارتهم القديمة التى امتدت لبضع آلاف السنين.

ومن أشهر تلك الرحلات هى تلك التى نظمت فى عصر الملكة حتشبسوت والتى توجهت فيها السفن المصرية إلى بلاد بونت، وقد سجلت تفاصيل تلك الرحلة على جدران معبد حتشبسوت بالبر الغربى بالأقصر والذى يعرف باسم معبد الدير البحرى. وعندما اكتشف العالم الأثرى الفرنسى «مريت» رسومات رحلة بونت المصورة على جدران المعبد بالدير البحرى وذلك فى عام 1877، الذى أكد بأن بلاد بونت تقع فى أفريقيا وحدد موقعها بشمال الصومال، واستند فى رأيه على عدة نقاط:
منها تمثيل الزرافة فى رسوم بونت معتمدًا فى ذلك على أن الزرافة حيوان أفريقى ولم تكن فى أى وقت من الأوقات من الحيوانات الآسيوية.
-شكل مساكن أهالى بونت المقامة على أعمدة تشبه المساكن الأفريقية.
-صفات زوجة زعيم بونت الجسدية هى صفات أفريقية.
-التحلى بحلقات من المعدن والتى توجد على ساق زعيم بلاد بونت ،تشبه حلقات المعدن التى تستخدم اليوم للتحلى عند القبائل الأفريقية مثل قبائل البونجو بأفريقيا.
-نمو أشجار البخور على سواحل الصومال.
-فى العام التاسع من حكم الملكة «حتشبسوت» أرسلت بعثة تجارية إلى بلاد بونت مكونة من عدة سفن شراعية عبرت البحر الأحمر حتى وصلت «بونت» وصورت أخبار تلك البعثة التى أرسلتها الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت التى كانت تقع على الشاطئ الغربى الجنوبى من البحر الأحمر وجنوب السودان أو أريتريا حاليا.
لم تكن جهود المصريين القدماء فى كشف القارة الأفريقية مقصورة على تلك الرحلات الكبرى التى شهدها عصر الدولة الحديثة أو عصور الأسرات الفرعونية الأخيرة، لقد اهتم المصريون القدماء بالرحلات الكشفية منذ عصر دولتهم القديمة الذى يعود إلى بدايات الألف الثالث قبل الميلاد ،ومن أشهر الرحالة الذين سجلوا لنا أعمالهم الكشفية الرحالة والقائد العسكرى حرخوف قائد الجنود ومدير كل البلاد الأجنبية فى الجنوب كما يطلق عليه فى الوثائق الرسمية، وقد قام حرخوف بعدة رحلات توغل فيها فى بلاد النوبة والصحراء الغربية وربما يكون قد وصل إلى أوساط أفريقيا.
حرخوف من رجال الدولة البارزين فى عصر الأسرة السادسة شارك فى تحقيق السياسة التى رسمها ملوك هذه الأسرة فى التوسع والعمل على اكتشاف البلاد الواقعة إلى الجنوب من مصر وإقامة علاقات وطيدة معها وقد عمل فى ظل حكم مرن رع الذى استمر سنة 2247 إلى 2241 ق.م ، وفى عصر هذه الأسرة امتدت عمليات التوغل المصرى حتى إمارة دنقلة ومن خلالها استطاعت مصر الاتصال بأعماق أفريقيا ،وكان حرخوف أحد أبرز المستكشفين المصريين فى ذلك العصر وقد سجل رحلاته على جدران مقبرته التى دفن بها فى أسوان.وإذا انتقلنا من الرحلات الاستكشافية إلى علم اللغويات نكتشف صلة القرابة بين اللغة المصرية القديمة واللغات المختلفة التى تتكلمها شعوب أفريقيا وفى هذا السياق ذكر «الشيخ أنتاديوب» أنه بقدر ما توجد صعوبة فى إثبات علاقة بين اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية واللغات الهندو _أوروبية والسامية بقدر ما يسهل إثبات رابطة الوحدة الوثيقة بين اللغة المصرية القديمة واللغة الزنجية.شيخ أنتاديوب فرعون المعرفة أو فرعون الثقافة الأفريقية والذى ترجم كلمة مصر فى أصولها الفرعونية بالأرض السوداء وربط بين معناها هذا فى المصرية القديمة وبين لغة الولوف المنتشرة على ساحة كبيرة فى غرب أفريقيا وهو الذى عاش حياته العلمية فى دراسة الآثار الفرعونية هى رمز القرابة العميقة الجذور بين مصر والأفارقة.