«مصور قتيل» بين الواقع والخيال

ماجى حامد
حالة من الجدل انتابت مشاهدى الفيلم المصرى «مصور قتيل» و الذى شهدت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الخامسة والثلاثين العرض الأول له، حيث يشارك الفيلم ضمن المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة وهو من بطولة أياد نصار، درة، حورية فرغلى، من تأليف «عمرو سلامة» و من إخراج «كريم العدل» ففى إطار من الإثارة والتشويق بدأت أحداث الفيلم المصرى «مصور قتيل»، والذى تدور أحداثه حول مجموعة من جرائم القتل لمريض نفسى وفى تتبع شديد لأحداث الفيلم تتكشف لدينا العديد من الحقائق غير المتوقعة.
وسط حضور عريض من الجمهور ووسائل الإعلام افتتح العرض الأول للفيلم وأعقبت العرض ندوة أدارتها الناقدة ماجدة موريس وحضرها كل من النجم إياد نصار والمؤلف عمرو سلامة والمخرج كريم العدل والموسيقار هانى عادل ومدير التصوير عبد السلام موسى بالإضافة إلى المنتج «محمد العدل» ضيف شرف الندوة، فى الوقت نفسه سارعت بالانصراف الفنانة «درة» عقب انتهاء الفيلم فى الوقت الذى تغيب فيه كل من الفنانة حورية فرغلى وأحمد فهمى عن حضور العرض.
فى البداية كان الحديث من نصيب السيناريست «عمرو سلامة» الذى تحدث عن اختلاف نوعية الفيلم و الذى يعد تحدياً كبيرا بالنسبة لجميع فريق العمل: بالفعل هذه النوعية من الأعمال صعبة ومختلفة، وخاصة فكرة القاتل المتسلسل، فمن وجهة نظرى هى بالفعل موجودة ولكن لم يتم إلقاء الضوء عليها وبالتالى قد يراها البعض نابعة من مخيلتى ككاتب للعمل ولكن هذا غير صحيح فقد حرصت على البحث فى هذا الموضوع وعن شخصيات مماثلة لبطل العمل وبالفعل وجدت حالات مشابهة مثل سفاح كرموز وبنى مزار مع إضفاء بعض التفاصيل الخاصة بوجهة نظرى حول هذه الشخصية. وعن فكرة الفيلم يتابع عمرو: فكرة الفيلم جاءت بكل بساطة أثناء التحضير لتصوير أغنية مصورة مع أحد المطربين، كنت أعمل عليها ومن خلال موضوع الكليب جاءت الفكرة التى بدأت فى كتابتها منذ2005 و خطوة بخطوة تم الانتهاء من الكتابة إلى أن تقابل فريق العمل وها هى النتيجة كما شاهدتموها.
وعن السبب وراء انجذابه نحو هذه النوعية من الأعمال قال: إن اهتمامى بهذه النوعية ليس هاجسا خاصة أن البعض اعتقد هذا بعد أن قدمت من قبل أول أفلامى زى النهاردة بطريقة السيكودراما.
وتعقيبا على اعتراض البعض على تجاهل العمل لبعض التفاصيل فى السيناريو مثل عدم تبرير إغلاق ملف قضية مقتل زوجته أو استشرافه للمستقبل ووجوده مع درة وهى تعرف حقيقته أوضح عمرو قائلا: إن هذه الأمور قد تكون سهواً منى ولكن هذا العمل من خيال المؤلف ولو بررت كل شئ فى العمل سيأخذ أكثر من أربع ساعات و ليس ساعتين كما أنها مجرد شكوك لدى الأبطال لم تتأكد إلا مع نهاية العمل كما أننى وضعت العديد من الألغاز فى العمل لتشتيت المشاهد قبل أن أقدم الحل فى النهاية وهذا أفضل ماوصلت إليه وفى النهاية الجمهور هو الحكم.
من جهة أخرى صرح عمرو عن موقف الرقابة أثناء عرض الفيلم عليها: هناك موقف أود أن أشاركه مع كل من شاهد الفيلم خاص بموقف الرقابة حيث اعترضت على مشهد للفنانة درة، والذى تقول من خلال أنه ليس هناك شخص قادر على رؤية المستقبل وهنا كان اعتراض الرقابة التى أكدت على ضرورة زيادة جملة غير ربنا سبحانه وتعالى هذا و قد تم الانتهاء من التصوير بالكامل.
وأخيرا وعن اعتماده على عنصر الغموض الذى قد يتسبب فى الشعور ببعض من الملل أكد عمرو: بالتأكيد أى عمل هناك تباين فى الآراء نحوه وبالتالى فالبعض قد يرى أن هناك تباطؤ فى مجرى الأحداث قد يتسبب فى الشعور بالملل ولكن فى الوقت نفسه هناك من رأى العكس وربما هذا التعليق وجه إلىَّ من أحد المشاهدين أثناء العرض أن التسلسل فى الأحداث إلى أن تتضح الحقيقة جاء سريعاً وبشكل لا يدعو إلى الملل وبالنهاية فهى آراء مختلفة من شخص لآخر.
أما عن تقييمه لدوره كبطل لهذا العمل قال الفنان إياد نصار: الشخصية بلا شك مركبة وصعبة وهذا ما جذبنى للدور منذ أن عرضه علىَّ كريم، فالحالة العامة للشخصية تستلزم تركيزا وتحضيرا وبالفعل فقد جالسنا أنا وكريم بعض الأطباء النفسيين للتعرف أكثر على هذه الحالة المرضية لبطل الفيلم والاستعانة ببعض المصادر والقراءة، حتى أننى بعد مشاهدة الفيلم أشعر وكأننى داخل الأحداث من جديد حيث تملكت منى الحالة المزاجية لأحمد بطل الفيلم من جديد، بكل صدق أنا سعيد بهذه التجربة.
ولكن بعد هذا الكم من النجاحات هل يحق له المجازفة من خلال العمل مع مخرج شاب مصور قتيل هو ثانى تجاربه السينمائية بعد «ولد وبنت» أكد إياد: هناك ثقة شديدة تجبرنى على العمل مع كريم حتى وأن كان هذا هو العمل الأول له وليس الثانى، ومصور قتيل ليس سبب التعرف بينى وبين كريم العدل ولكن هناك تاريخ منذ قيامه باختيارى لبطولة فيلمه الأول ولد وبنت ولكن الحقيقة لم يحدث اتفاق خاصة أننى لم أشعر بالدور يجذبنى كما فعل بى أحمد فى مصور قتيل، و بالفعل تكرر العرض ولكن هذه المرة لم أتردد على الاطلاق.
ارتباط اسمه بعائلة فنية مثل عائلة العدل لم ينقذه من مواجهة الآراء سواء الإيجابية منها أوالسلبية حول الفيلم، ففى البداية وعن التحدى الواضح الذى ظهر جليا من خلال تقديمه لهذه النوعية الخاصة جدا من الأعمال كثانى تعارف بينه وبين الجمهور قال المخرج «كريم العدل»: بلاشك فان المغامرة مطلوبة فى السينما، وطالما هناك نقاش وتباين فى الآراء حول عمل مختلف طالما أنا موجود أو «مصور قتيل» كان بالتحدى لانتمائه لنوعية الأعمال السيكودراما، فقد استمرت التحضيرات لمدة سنة وشهرين منهما أربعة أشهر بروفات خاصة مع جميع فريق العمل اتفقنا من خلالها على كل تفاصيل العمل.
أما عن التركيز من خلال العمل على شخصية البطل الذى قام بها أياد نصار وتهميش الشخصيات الأخرى داخل أحداث العمل قال: نحن كفريق عمل بالكامل نعمل تحت أمر السيناريو ملتزمين بتفاصيل وبأحداث لايجوز الخروج عنها إلا بشكل طفيف والعمل هنا يعتمد على «وان مان شو» ألا وهو أحمد صقر أو إياد نصار.
من ناحية أخرى فقد عبر الفنان الشاب «هانى عادل» الذى وضع الموسيقى التصويرية للفيلم عن سعادته بهذه المشاركة مؤكدا عشقه الشديد لعالم الموسيقى، أما فيما يخص العمل فقد أشار إلىَّ أنه ليس اللقاء الأول الذى يجمع بينى وبين كريم العدل فقد سبق لى العمل معه بفيلمه السابق «ولد وبنت» و بالتالى فهناك حالة من التفاهم تجمع بيننا وهكذا الحال بالنسبة للسيناريست «عمرو سلامة» الذى سبق لى التعاون معه بأكثر من عمل فهناك صداقة حقيقية بينى وبين فريق العمل أظفرت عن تجربة جادة من خلال مصور قتيل، أنا فعلا سعيد بها.