الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تجنب الضغوط باليوجا فى مصر القديمة

تجنب الضغوط باليوجا فى مصر القديمة
تجنب الضغوط باليوجا فى مصر القديمة


اليوجا هى نوع من أنواع الرياضة، وطبعًا مع انتشار مجال التنمية البشرية وعلم النفس أصبحت أهم النصائح لتجنب الضغوط هى أن تمارس اليوجا أو أن تتعلم التأمل والذى يعتبر طقس ممارسة للعقل لتحفيز الوعى الداخلى والذى يعود على الإنسان بفوائد معنوية وذهنية.

اتبع الإنسان تقنية التأمل منذ آلاف السنين.. فخلال ممارستك لها يزداد تركيزك. وتقل الأفكار المشتتة فى العقل سواء فى الماضى أو المستقبل وتقلل التوتر،  فمن أكثر الشعوب التى تمارس رياضة اليوجا هم الصين والهند ولكن أصل هذه الرياضة كان فى مصر القديمة وكان يطلق عليها «سما تاوي»، والتى تعنى اتحاد الأرضين، أى اتخاذ وعى الفرد من وعى الكون.. فقد وُجد العديد من النقوش والزخارف الموجودة على الحوائط وجدران المعابد والمقابر المصرية يظهر فيها المصريون القدماء فى وضعيات مختلفة أثناء ممارستهم للرياضة،  ففى مصر القديمة استعانوا باليوجا للتخلص من التوتر والقلق.
احتلت الرياضة مكانًا متميزًا فى حياة المصريين القدماء فوضعوا تشريعاتها وأصولها ونظموا قواعدها حتى أصبحت الرياضة ركنًا من أركان العقيدة وأصبح لها قدسية خاصة.
المصرى القديم قدم العالم أسس الرياضة والألعاب الرياضية، منها الرياضة البدنية والتى تمثلها ألعاب القوى وألعاب الجمباز والصيد والرماية والرياضة الذهنية وتمثلها لعبة الشطرنج.
ورياضة الروح أو الرياضة النفسية يمثلها الرقص الدينى ورياضة اليوجا. إن رياضة الروح أو رياضة النفس كانت تلقن كعلم قائم بذاته له تعاليمه وطقوسه التى يعبر عنها (بالرقص الدينى)، وكان جزءًا لا ينفصل عن الخدمة الدينية سواء في المعابد أو خارجها فى الاحتفالات الدينية.وقد وصفوا الرياضة الدينية وحركاتها بأنها من الفنون الراقية التى تمارسها الآلهة. وقد  وجدت صور كثيرة من أوضاع اليوجا الحديثة، وأول أوضاع اليوجان هو رفع الذراعين إلى أعلى لاستقبال القوى الكونية أو علاقة الروح بالقوى العليا ولقد وجد مثل هذا الوضع عند قدماء المصريين فى تمثيل علامة (الكا)أى القرين. كذلك وجدت أوضاع كثيرة من الرقص الدينى تتشابه مع أوضاع وحركات اليوجا الحديثة ووجد منها على سبيل المثال فى بعض مقابر الأفراد ببنى حسن بالمنيا. فتعريف كلمة يوجا يعنى (يوحد) واليوجا فى اللغة الهندية القديمة تعنى التوحدية أو التوحيد وهى تمرينات رياضية هندية الغرض منها اتحاد الروح والجسد وتصفية العقل. وفى الهيروغليفية عدة كلمات تحمل معنى يوحد.
واليوجا تعنى التأمل، فالديانة التى قامت عليها الحضارة المصرية القديمة قامت على التأمل وهو حالة من الإدراك والانتباه الكامل والتأمل يعنى ما يحدث من دون إبداء الرأى ويحقق الهدوء والسكون الداخلى ويقلل من شرود الذهن والاضطرابات الداخلية ويعمل على التحكم فى النفس. وَرَد فى بردية أبرس إدارك الكهنة قيمة التنفس بانتظام. وربما أدرك الكهنة قيمة التنفس بأنه يريح الجسد ويغذى العقل بالأكسجين ويحقق الهدوء وهو الهدف من عملية التنفس فى اليوجا الحديثة. أطلق المصرى القديم على النفس لفظ (كا)هى قوة داخل الإنسان باقية ببقائه أو ما تعرف بقوى النفس.
فاليوجا هى مدرسة للسيطرة على النفس. فالمصرى القديم عرف أن النفس البشرية تمتلك قوى داخلية. فقد ورد فى متون الأهرام قوتك (هي) القوى التى بداخلك واليوجا هى القوى الداخلية.
كما يوجد لليوجا دستور أخلاقى ومنها الصدق والأخلاق العامة وعدم العنف ومثل هذا الدستور وجد فى مصر القديمة للأخلاق ألا وهو العدالة ماعت والتى ترمز إلى روح القانون، فكانت ماعت تعنى النظام، الحق، العدالة، وضع الأشياء فى نصابها الصحيح. فاليوجا ليست مجرد حركات وأوضاع صعبة يثبت فيها اللاعب قوة عضلاته ومرونة جسمة؛ إنما هى فى الأصل رياضة عقلية ومرونة فكرية تنمى لدى الإنسان قوته على التركيز. •