مهرجان دبى السينمائى يعلن الحـرب علـى بشـار الأسـد!
عصام زكريا
[if gte mso 9]>
فى بيان مفاجئ، وقبل أيام معدودة على افتتاحه، أعلنت إدارة مهرجان دبى السينمائى الدولى عن إلغاء استضافتها لعدد من الأفلام السورية بسبب ولاء صناعها لنظام بشار الأسد. وحسب نص المقطع الأخير من البيان:
«دائماً كان ثمة إشكالية فى المسافة ما بين الفنى والحياتى لدى كثير من المبدعين، وربما كان يمكن غضّ النظر عنها، فى حالات معينة. ولكننا هنا فى - مهرجان دبى السينمائى الدولى - وتحت وطأة الدم السورى النازف، والقتل المتواصل، والتدمير الشامل، واتساقاً مع سياسات دولة الإمارات العربية المتحدة، فى نصرة الشعب السورى وطموحاته، لا يمكن غضّ النظر عن كل ذلك، ولا الاحتفاء بأىّ من فيلم - مريم - و -صديقى الأخير- و- العاشق - مهما كانت مضامين هذه الأفلام، طالما أن لواقع المخرج والمنتج فى الحياة، وفى الموقف، ما لا يتفق مع ذلك، وطالما لم يتبيّن لنا خلافه».
قد يبدو البيان غريبا بالنسبة لمهرجان غير معروف بالانحياز أو التوجه السياسى المباشر، ولكن ما الغريب وكل شىء فى حياتنا يتحول إلى سياسة، وكل شىء نراه أو نسمعه أو نتذوقه يحمل طعم السياسة!
تقام الدورة التاسعة من مهرجان دبى فى الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر. وتضم دورة هذا العام 161 فيلماً روائياً طويلاً، وقصيراً، ووثائقياً من جميع أنحاء العالم، بالأرقام 14 فيلماً دولياً، 73 فيلماً عربياً، و17 فيلماً خليجياً بما يرسخ مكانة المهرجان على الساحة السينمائية الدولية مهرجاناً رائداً فى المنطقة.
سوف تشهد أنشطة «مهرجان دبى السينمائى الدولى» التى تستمر لمدة 8 أيام عرض أفضل ما أنتجته السينما حول العالم، وإقامة مناسبات خاصة بصناعة السينما والمنتديات وطاولات الحوار وجلسات التواصل وورش العمل، وسيشهد حفل الافتتاح يوم الاثنين 9 ديسمبر عرض فيلم ثلاثى الأبعاد «حياة باى» للمخرج «آنج لى» الذى حصلت أفلامه على العديد من الجوائز.
تتضمّن القائمة التى ستعرضها الدورة التاسعة للمهرجان، مجموعةً مختارةً ومتنوعةً من الأفلام، بداية من الأفلام ذات الميزانيات الضخمة التى تنتجها هوليوود، إلى أفلام ذات ميزانيات محدودة نجحت فى إحداث الاختراق والوصول إلى العالمية، وأخرى لمخرجين جدد، جنباً إلى جنب مع أعمال لمخرجين محترفين، وعروض أولى لأفلام عربية.
بداية من 9 وحتى 16 ديسمبر، ستشهد حفلات السجادة الحمراء التى تُقام ليلياً، عروضاً عربية أولى لأفلام حظيت بترشيح النقاد مثل «بيكاس» للمخرج كرزان قادر، وفيلم «وجدة» للمخرجة السعودية هيفاء منصور، أما برنامج «السينما العالمية» فيتضمن مجموعة من الأفلام العالمية، مثل فيلم «هيتشكوك» بطولة صاحب الأوسكار والنجم العبقرى أنتونى هوبكنز، وهيلين ميرين، والفيلم الروائى ثلاثى الأبعاد «سيرك دو سولى: عوالم بعيدة»، وفيلم «حب» للمخرج مايكل هاينكه الحائز على السعفة الذهبية بمهرجان «كان» السينمائى هذا العام، وفيلم القصة الحقيقية الرائعة «سافايرس» الذى سيختتم أفلام المهرجان، أما من برنامج «آسيا أفريقيا»، فيعرض فيلم «العودة إلى عام 1942» للمخرج فينج تشياوجانج، بطولة عدد كبير من النجوم الصينيين والعالميين، حيث يعود بنا إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى حفلات ما بعد الظهيرة المُخصَّصة للأطفال، مع فيلم «البحث عن نجمة الميلاد».
خصّص المهرجان هذا العام نصف مساحة برامجه للسينما العربية من أفلام روائية طويلة وقصيرة، وأفلام وثائقية.
وسوف يقدم مهرجان دبى السينمائى الدولى جائزة «إنجاز العمر» للممثل المصرى القدير محمود عبدالعزيز، والمخرج البريطانى المبدع مايكل أبتد، عن إسهاماتهم الجليلة فى عالم السينما والتى كانت مصدراً لإلهام الكثيرين.
عالمياً، يستضيف المهرجان كالعادة عددا من النجوم وصنّاع السينما حول العالم، من بينهم النجمة الحائزة على جائزة الأوسكار كيت بلانشيت، وكولين فيرث، وفريدة بينتو، رونى مارا، وكريستين دافيس.
ومن مصر يستضيف المهرجان عددا كبيرا من النجوم، منهم ليلى علوى ونيللى وعمرو واكد وخالد النبوى وعزت أبوعوف وصلاح السعدنى وحسن حسنى وغسان مسعود وهانى رمزى ومحمد سعد وأحمد راتب وغادة عادل، ورجاء الجداوى وشيرين عادل وأمير كرارة، ويسرا اللوزى ونرمين الفقى وكارولين خليل، بالإضافة إلى المخرج الكبير خيرى بشارة، ومن البلاد العربية يستضيف سامر إسماعيل ومنذر ريحانة وسيرين عبد النور، بجانب عدد كبير من النجوم الخليجيين.
أما فيما يخصّ جوائز «المهر»، فيتنافس عليها عدد غير مسبوق من الأفلام وصل إلى 38 فيلماً تسعى لنيل جائزة تبلغ قيمتها 575 ألف دولار أمريكى موزّعة على مسابقات المهر الثلاث: «المهر الإماراتى»، والمهر العربى»، و«المهر الآسيوى الأفريقى». وقد تمّ اختيار الأعمال المنافسة لهذا العام من بين 1200 فيلم تقدم بها صانعوها من 115 دولة. تتنافس الأفلام العربية أيضاً على عدد من الجوائز الدولية التى تتضمّن جائزة النقاد الدولييين (فيبريسكى).
من جهة أخرى، فى إطار سعى المهرجان لدعم المواهب المحلية، ستنضمّ النجمة كيت بلانشيت، إلى لجنة التحكيم الخاصة بجائزة IWC Schaffhausen التى تقدم للمخرجين السينمائيين الخليجيين يوم 10 ديسمبر، والتى من خلالها يحصل الفائز على جائزة نقدية بقيمة 100 ألف دولار أمريكى.
وخلال أسبوع المهرجان أيضاً، يحضر الممثل العالمى صاحب جائزة الأوسكار كولين فيرث، وزوجته ليفيا؛ رائدة صناعة الأزياء العالمية لدعم الأمسية الخيرية السنوية التى تقام بعنوان «ليلة واحدة تغيّر حياة الناس» لصالح كل من مؤسستى «دبى العطاء» و«أوكسفام» الخيريتين، فى 14 ديسمبر. وقد تمكّنت الأمسية خلال العام الماضى من جمع مليون دولار أمريكى، لتمويل 14 مدرسة إقليمياً، و10 مدارس فى باكستان.
ويعرض «سوق دبى السينمائى»، ومركز المهرجان لعقد الصفقات السينمائية، 17 فيلماً، وتسعى السوق إلى مساعدة صناع الأفلام على توزيعها وحتى على إمكانية البحث عن تمويل للمشاريع الجديدة عبر التقاء الفنانين بالمنتجين وخبراء التسويق وكتابة السيناريو.
أخيرا يهتم مهرجان دبى بالجمهور ويخصص عددا من باقات التذاكر بأسعار مختلفة تتراوح من عشرة وحتى إمكانية مشاهدة كل أفلام المهرجان وحضور حفلاته المختلفة، كما يوفر إمكانية شراء الباقات عبر الإنترنت.∎