الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مفاجآت الثانوية التراكمية بين أمنيات الوزارة والواقع: ورقى مش تابلت.. هنغير الجدول.. تجريبى بس ومعاك الكتاب

مفاجآت الثانوية التراكمية بين أمنيات الوزارة والواقع: ورقى مش تابلت.. هنغير الجدول.. تجريبى بس ومعاك الكتاب
مفاجآت الثانوية التراكمية بين أمنيات الوزارة والواقع: ورقى مش تابلت.. هنغير الجدول.. تجريبى بس ومعاك الكتاب


لم تتوقف المفاجآت منذ قررت وزارة التربية والتعليم تطبيق النظام الجديد للثانوية العامة المبرمج على التابلت التعليمى، والمسمى بالثانوية التراكمية، على طلاب الصف الأول الثانوى هذا العام.
 فقبل بداية العام الدراسى قيل إن الطلاب سيستخدمون التابلت التعليمى، وبقيت الوزارة وباقى الوزارات المعنية فى سباق مع الزمن لتوفير التابلت والبنية الإلكترونية اللازمة لتشغيله، وعندما أظهر الواقع أن الأمر يحتاج إلى وقت أطول، أعلنت الوزارة أن التابلت سيتأخر تسليمه وسيتم الاعتماد على الكتاب المدرسى، ثم قيل سيتم الجمع بين الكتاب والتابلت.
وعندما اقترب موعد امتحان نصف العام الدراسى الذى يجرى خلال أيام، بدأت التساؤلات: هل سيتم الامتحان عبر التابلت أم بالورقة والقلم، ثم بدأ التساؤل حول طريقة الامتحان أو طبيعة الأسئلة، ولم تنته المفاجآت، فقد فوجىء الطلاب بجدول امتحان يجمع بين امتحان مادتين فى نفس اليوم، لتتعالى مطالبتهم بتعديل الجدول.
وبالفعل استجابت الوزارة لتعديل الجدول، ليتم امتحان مادة واحدة فقط فى اليوم، مقابل أن تمتد الامتحانات إلى مابعد عطلة نصف العام،  وهو ما رآه الطلاب حكمًا بعدم الاستمتاع بعطلة نصف العام.
لتعلن الوزارة –فجأة- أن الامتحان تجريبى، أى دون احتساب درجات، وأن هناك امتحانًا تجريبيًا ثانيًا سيخوضه الطلاب فى مارس، ولن تحتسب درجاته فى مجموع الدرجات، ليس هذا فقط بل أعلنت الوزارة أن بإمكان الطلاب دخول الامتحان بصحبة الكتاب المدرسى.
وبين كل هذا تعلن الوزارة أن الطلاب سيخوضون امتحانا فى يونيو وآخر بعدها، وتحتسب الدرجات الأعلى فى كل مادة، لتصبح هى درجة الصف الأول الثانوى.
وسط هذه الأجواء التى سادت المدارس والبيوت الأسبوعين الماضيين، جاءت كلمات الطلاب والمعلمين فى السطور التالية..
«يعنى إيه ندخل امتحان بالكتاب»
 تقول أسماء عبده الطالبة بالأول الثانوى: «معظم الطلبة  متفاجئين  من القرارات الجديدة، وغير مقتنعين بفكرة الاستعانة بالكتاب أثناء تأديتهم الامتحانات، وكلنا أعصابنا تعبت ومش عارفين نذاكر إزاى!».. وتواصل: «إحنا بنتوه مع كل قرار جديد وشايفين إن أغلب الطلبة ها تتظلم».
ومن إحدى المدارس الحكومية بالجيزة يعلق خالد محمد، «التابلت لم يصل مدرستنا، ولازلنا نستعين بالكتب الخارجية ولا جديد مطبق على أرض الواقع يقول أننا فى نظام جديد، ولم يعد الطلاب يبالون بأى قرار جديد وما زالوا معتمدين على الدروس الخصوصية».
فى حين رأت الطالبة رانيا محمود بإحدى المدارس الخاصة، أن المميزات فى النظام الجديد، أهمها إلغاء أعمال السنة، فلا يستطع أى مدرس التحكم بدرجات الطالب، لكن الغريب الذى تفاجأنا به هوعدم إضافة مجموع درجات لامتحانى منتصف العام، وبعض الطلاب يفكرون فى عدم حضور الامتحان ويقولون: ما إحنا كده كده هاننجح زى ما قال الوزير».
وعن النماذج الاسترشادية التى وضعتها ليتدرب من خلالها الطلاب على الامتحانات الجديدة، قالت «رانيا» إن أغلب هذه النماذج من خارج المنهج، فعلى سبيل المثال لم يتدرب الطلاب على نماذج القراءة المتحررة والنصوص من قبل.
 «نماذج الامتحانات أشعرت الطلبة بالعجز»
وفى السياق ذاته أوضحت «مى طلبة» أن كل عام دراسى يلحقه الطالب يمثل شيئًا جديدًا عليه لكنه يكون على علم بشكل الامتحانات التقليدى المعتادة عليها الأجيال السابقة، ولكن مع التصريحات الجديدة فيما يخص التابلت وإجراءات تعديل الجداول وتغيير عدد أيام وساعات الامتحان بزيادتها أو نقصانها، أثر هذا سلبًا على الطلبة الجدد ومثل ضغطًا نفسيًا عليهم، مؤكدة على عدم تكيفهم مع النظام الجديد حتى الآن.
وأشارت مى إلى كثرة عدد المواد التى يدرسونها «13 مادة» والتى تمثل عبئًا عليهم وتعبًا لأعصابهم، علاوة على ذلك لا يدرك الطلبة شكل الامتحانات وكيفية التعامل معه: «نزل نموذج واحد فقط  لكل مادة، وهذا لا يكفى الطلبة حتى يتدربوا على الشكل الجديد للامتحان، وبعض الطلبة رأوا فى النماذج الاسترشادية تعجيزًا لهم، لعدم وجود تدريب كاف يمكنهم من حلها».
من ناحية أخرى أثنت مى على التعديلات التى أدخلتها الوزارة على جدول الامتحانات، استجابة لطلبات الطلاب، خاصة زيادة الوقت المخصص لامتحان اللغة العربية إلى ساعتين ونصف وللغة الإنجليزية ساعتان وباقى المواد مدة كل واحدة منها ساعة ونصف.
«مدرسة فيزياء: إحنا تايهين زينا زى الطلبة»
ومن جانبها تقول ولاء رمضان مدرسة فيزياء للصف الأول والثانى الثانوى، إن بعض المعلمين فى حالة تخبط ولا يعرفون دورهم الحقيقى وما مطلوب منهم فعله ودروهم فى المرحلة الجديدة وما واجبهم نحو الطلبة «احنا تايهيين زينا زى الطلبة»، ومعظم الطلبة أصيبوا بعدم الامبالاة، خاصة بعد تراجع الوزارة عن الكثير من قراراتها، بعد الإعلان عن غلق مراكز الدروس الخصوصية، وعدم استطاعة المسئولين تنفيذ القرار على أرض الواقع.
وترى معلمة الفيزياء أن  دور المدرسين عمومًا لابد أن يكون تشجيع الطلبة حتى يتجاوزوا هذه المرحلة بسلام، وتشجيعهم على حضور الامتحانات «لأن الطالب كده كده ها ينجح».
وعن النموذج الاسترشادى لمادة الفيزياء توضح ولاء أنه ليس صعبًا، ولكن السؤال أو المسألة تأتى بطريقة معينة ومختلفة وتخاطب الطالب الفاهم وليس الحافظ  لذلك يعجز بعض الطلبة عن حل مثل هذه النماذج.
 وتقترح أنه لابد من البداية تعليم الطلبة منذ صغرهم على أهمية التعليم كمعرفة، حتى لايكون هم الطالب الوحيد الحصول على الشهادة، فالطالب منذ البداية مبرمج على الحفظ والتلقين فتطبيق مثل هذه النماذج الجديدة على طلبة المرحلة الثانوية لا تؤتى ثمارًا جيدة.
«أبو النور: بعض تصريحات الوزارة لجس النبض»  
 ومن جانبه أوضح المدرب الدولى لبرامج نظم الامتحانات وتقويم الطلاب ومدرس أصول التربية بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، د. أبو النور مصباح أبو النور، أن نظم امتحانات وتقويم الطلاب أمر مهم بالنسبة للمؤسسة والطلبة وأولياء الأمور معا، ولا بد من توافر خطة واضحة ومواصفات قياسية للنظام والمواعيد والمدة المحددة للدراسة، يلتزم بها الطالب وأولياء الأمور والمدرسة.
وتابع:المؤسسات ومنها المؤسسة التعليمية التى تسعى إلى تحقيق الجودة، لابد أن تكون برامجها محددة الأهداف، ومعاييرها واضحة حتى تكون المخرجات والنتائج سليمة ومرضية.
وعلق على القرارات التى اتخذتها الوزارة بشأن امتحانات الصف الأول الثانوى بقوله: «لا يوجد حتى الآن خط واضح تسير عليه الطلبة والمعلمون، فلابد للمعايير والأهداف أن تكون واضحة، لكن تصريحات بعض المسئولين متغيرة وغير ثابتة، وقد تكون لجذب الانتباه أو لاستطلاع آراء الطلاب فى السوشيال ميديا وقياس للنبض العام للمجتمع وأولياء الأمور والتربويين».
 وأوضح أبو النور، أهمية تقييم تطبيق النظام الجديد ومعرفة نقاط القوة والضعف فيه، وقياس مدى ما تم اكتسابه من معلومات ومهارات لدى الطلاب، ليكون التقويم عادلًا ومنصفًا مبنيًا على مدى التحصيل الدراسى والجهد المبذول من قبل المؤسسة  التعليمية وأولياء الأمور والطلاب.•