الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«نازلين نطمئن على صحتنا!!»

«نازلين نطمئن على صحتنا!!»
«نازلين نطمئن على صحتنا!!»


فى أحد شوارع منطقة جسر السويس والساعة تقترب من التاسعة والنصف صباحا، ظهرت بعض الأسر مصطحبة أطفالها مرتسمة على وجوههم تعبيرات مختلفة، تنوعت بين الخوف والقلق والحيرة بين استكمال الطريق أو التراجع، لتنطق إحدى السيدات «لازم نطمن على نفسنا»، متجهين جميعا نحو مستشفى منشية البكرى العام، لإجراء فحص فيروس سى،  ضمن حملة «100 مليون صحة» التى يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسى،  للكشف عن فيروس سى والسكر والضغط والسمنة.
على بوابة المستشفى، انتشر عدد من أفراد الامن لتنظيم حركة التوافد على غرفة الاستقبال وعلى عيادات الكشف الطبى،  وأيضا لمساعدة كبار السن واصطحابهم إلى مقر أخذ العينات، وبغرفة الاستقبال يتواجد عدد من السيدات العاملات داخل المستشفى واللاتى يتركز عملهن حول طمأنة الأسر الوافدة وأولادهم وتوعيتهم بأهمية إجراء التحليل وخطورة إهماله.
 سألت إحدى السيدات الممرضات عن طريقة الكشف، وهل بها خطورة عليها أم لا، وبمجرد فتح باب غرفة عيادة الكشف، ورؤية أجهزة أخذ العينة والتحليل، أصيبت السيدة برعشة شديدة وحالة من الخوف جعلتها تتراجع على الفور عن إجراء الكشف بعد أن كانت هى من تشجع جيرانها وتحثهم على ضرورة الاطمئنان على صحتهم والكشف الدورى على أنفسهم وذويهم، وظل زوجها يطمئنها ويهدئ من روعها، لكنها أصرت على عدم إجراء التحليل فى هذا اليوم، مؤكدة لطبيبة غرفة الكشف أنها ستعود لاحقا لإجراء التحليل.
للأسف «النتيجة إيجابية»
وبأحد طوابق المستشفى كان يتابع أحد عمال النظافة هذا المشهد من بعيد، وشعر بأهمية إجراء هذا التحليل، وللحظة أحس أنه من المحتمل أن يكون مصابا ولا يعلم، فكثيرًا ما تتطلب طبيعة عمله التعامل مع النفايات وحملها، وبالفعل اتجه نحو غرفة الكشف وطلب من الطبيبة الكشف عليه، وعلى الفور تم تدوين بياناته الشخصية من بطاقة رقمه القومى،  وهو يسمع فقط صوت دقات قلبه المتسارعة، وتابعت الطبيبة الجهاز بين يديها لثوان معدودة دون التلفظ بكلمة، لتنظر له بصوت هادئ وبنظرة إشفاق «العينة إيجابية».
حالة من الوجوم أصابت الرجل لعدة دقائق، وتمنى لو لم يكن أجرى هذا التحليل من الأساس، وظلت الطبيبة تناديه ولكن دون استجابة، لتقوم من مقعدها متجهة إليه محاولة تهدئته، «الحالة مش خطيرة وبالعلاج كله هيبقى كويس.. إحنا مش هنسيبك كده»، وبدأ العامل فى استيعاب ما حدث وما سمع ولكن بنظرة حزينة أطل بوجه الطبيبة وقال «مش مهم أنا المهم عيالى»، فطمأنه فريق الأطباء المتواجد بالغرفة بأن المرض فى بدايته ويسهل علاجه، وسيتولون جميعهم حالته هو وغيره، واصطحبته الطبيبة خارج الغرفة لتتحدث معه عما يتوجب عليه فعله بالمرحلة القادمة وعن وحدات التأمين التى سيتجه إليها لأخذ جرعات العلاج المجانى،  موجهة له بعض النصائح فى كيفية التعامل مع ما يقترب منه بحكم عمله، وطرق الوقاية، وضرورة التخلص من النفايات القريبة منه بالطريقة الآمنة التى لا تتسبب فى إيذائه.
فى منشية البكرى العام .. «مش بس كشف.. وكمان ندوة تثقيف صحى»
«تعالوا من هنا الندوة هتبدأ»، جاء صوت العاملة من الطابق المتواجدة به غرف الكشف، وبدأت فى تنظيم دخول المواطنين للقاعة فى الطابق العلوى للمستشفى.
سألتها: ندوة إيه؟ «ندوة تثقيفية»، مستشفى منشية البكرى العام تخصص طبيبة يوميا فى وقت الظهيرة لتتحدث حول حملة «100 مليون صحة» وأماكن تواجد الفرق الطبية، وضرورة الكشف المبكر للفيروس والأمراض غير السارية، وكيفية التعامل معها وطرق الوقاية، والأساليب الصحيحة لمكافحة العدوى.
 الندوة خصصت جزءا للحديث حول التغذية السليمة، وأهمية ممارسة الرياضة للرجل والمرأة، إلى جانب الحديث حول النظافة الشخصية وأهميتها وضرورة الحفاظ على البيئة نظيفة.
وخصصت الفقرة الأخيرة من الندوة للحديث حول التوعية بخطورة الزواج المبكر، وزواج الأقارب الذى ينتج عنه من أطفالا يحملون أمراضا وراثية، وما هى التحاليل اللازم إجراءها قبل إتمام هذا الزواج للتأكد من صحة الطرفين. وأخيرا ضرورة مناهضة العنف ضد المرأة وكيفية حماية الفتيات منذ الصغر.•