فى الوحدة الصحية بكفر قورص - منوفية: التحاليل مجانية

من عادات أهالى المنوفية التفاعل مع جميع الحملات التى تطلقها الدولة، وبالفعل هذا ما قام به أهالى قرية كفر قورص بمركز أشمون تحديداً منذ اليوم الأول للمرحلة الثانية من مبادرة 100 مليون صحة التى بدأت أول أيام ديسمبر الجارى،  فى مرحلتها الثانية.
على الطريق العمومى للقرية، تستقبل الوحدة الصحية مئات الأهالى خلال الساعات الأولى من إعلان بدء إجراء الفحص عبر الميكرفونات الخاصة بالمساجد بعد أذان الظهر، وكالعادة كان الإقبال كبيرا جداً خاصة من النساء بمختلف أعمارهن، فكل سيدة تذهب لإجراء الفحص تخبر جيرانها وتأخد معها ابنتها أو شقيقتها أو والدتها.
فى بداية الفحص يسأل المسئول عن سحب العينة عن الاسم والعمر، ثم يبدأ فى قياس نسبة السمنة من خلال قياس الوزن والطول، وبعدها يستخدم جهاز الضغط لمعرفة معدل ضغط الدم، وفى النهاية يسحب عينة الدم لمعرفة نسبة السكر وكذلك فيروس c.
بعد مدة قليلة لا تتجاوز النصف ساعة يحصل المواطن على الكارت الخاص به ويكون مكتوب فيه نسب المعدلات السابقة، وكذلك نتيجة فيروس c دون تحديد نسبتها، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وبناء على هذه النتائج يتم التحويل إلى المستشفى العام بأشمون لاستكمال العلاج، هكذا سردت «نيرمين بكر»التى كانت جميع نتائجها سلبية، رحلتها القصيرة فى مكتب الوحدة الصحية.
بعد إصرار بناتها للاطمئنان على صحتها تعكزت الستينية فكيهة عبد العليم عليهن حتى وصلت لمكتب الصحة لإجراء الفحص الخاص بفيروس c، وبعد الرحلة السابقة تأكدت أن مخاوف ابنتيها كانت خاطئة، لكنها اكتشفت ارتفاع معدل السكر فى الدم فى النتيجة العشوائية، وتم تحويل حالتها إلى المستشفى العام لإجراء تحاليل السكر الصائم والفاطر لمعرفة نسبة السكر فى الدم بالتحديد والبدء فى العلاج الذى يتناسب مع هذه النسبة.
الفحص المجانى هو حديث أهالى المنوفية، وفى اليوم التالى ذهبت أم أيمن لتتأكد بنفسها مما سمعته من جيرانها، لكنها كانت الأسوأ حظاً منهن فالنتيجة الخاصة بفيروس c كانت إيجابية، أى أنها حاملة للفيروس وتم تحويلها للمستشفى العام لمعرفة نسبة الفيروس فى الجسم والبدء فى العلاج.
حالة من الإنكار وعدم التصديق عاشتها أم أيمن، ووصل الأمر بها أنها شككت فى نتيجة هذا التحليل، وأنها غير دقيقة خاصة أن النتيجة تظهر فى اليوم نفسه، وبالفعل ذهبت لواحد من المعامل الخاصة فى مركز أشمون لتعيد الفحص الخاص بفيروس c من جديد على أمل منها أن تكون النتيجة مخالفة للنتيجة التى قدمها لها أطباء الحملة.
إقبال النساء كبير باعتبارهن الفئة الأكثر عرضه للتلوث، عن الرجال الذين أصبحت الأولوية فى حياتهم للعمل الحكومى الذى لا ينتهى إلا بعد الساعة الرابعة، فيكون الأطباء على وشك مغادرة الوحدة الصحية، لذلك كان القرار بتخصيص يومين فى الأسبوع تعمل فيها الحملة من 9 صباحاً إلى 9 مساءً، مما يتطلب عدداً أكبر من الأطباء للعمل خلال الشيفت المسائى،  حتى يتمكن الجميع من إجراء الاختبار وفقاً لطبيعة عمله.•