الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«لايف ستايل» يستحق المغامرة

«لايف ستايل» يستحق المغامرة
«لايف ستايل» يستحق المغامرة


مساحات مختلفة، «فيو» رائع، مساحة شخصية تفصلك عن الجيران، أمن وخدمات متكاملة موجودة حولك فى الكمبوند، كل هذه المزايا جعلت حلم الشباب هو امتلاك شقة الأحلام فى واحد من الكمبوندات الموجودة فى المدن الجديدة، المعروف عنها أن صُممت خصيصًا لأصحاب المستوى الراقى الذين لديهم لايف استايل معين لا يمكن الاستغناء عنه.
لكن الآن أصبح عدد كبير من الشباب يحققون حلمهم بامتلاك أو إيجار وحدات سكنية داخل كمبوندات المدن الجديدة، لكن هل كان اختيار المعيشة فى الكمبوند صوابًا أم خطأ.. سألنا مجموعة من الشباب وهذه إجاباتهم...
بعد تخرج محمد عماد في كلية الهندسة اتخذ أولى خطواته من أجل الزواج، فطلبت منه خطيبته أن يعيشا فى كمبوند حتى وإن كانت مساحة الشقة صغيرة، ورغم أن رغبة محمد أيضًا فى أن يعيش فى مثل هذه الأماكن الراقية بعد أن عاش لسنوات طويلة فى حى شبرا لكنه كان كثير التردد فى اتخاذ هذه الخطوة خاصة أن دخله الشهرى لن يمكنه من امتلاك شقة فى كمبوند.
بعد بحث طويل مع أصدقائه توصل محمد إلى كمبوند «ال ف» فى 6 أكتوبر، واستقر على شقة ذات مساحة متوسطة بإيجار شهرى 1000 جنيه فقط، وبعد أن نالت الشقة إعجاب العروس وأهلها بدأت التحضيرات وتم الزفاف السعيد وبدأ الشريكان الحياة الزوجية فى كمبوند متوسط الإمكانيات لكنه يؤمن لهم مستوى المعيشة المميز.
يقول محمد عماد «قرار  الانتقال للكمبوند خطوة مهمة فى حياتى لكنها مبكرة جدًا، فمشوار الشغل يوميًا من أكتوبر لمدينة نصر مرهق جسديًا ونفسيًا وماديًا فالمواصلات يوميًا لا تقل عن 60 جنيهًا، إلى جانب 5 ساعات ضائعة، والأسوأ من ذلك أنه لا يوجد أى وسيلة مواصلات من أمام بوابة الكمبوند إلى موقف الميكروباصات فعلى الأقل يمشى مسافة لا تقل عن 20 دقيقة، فالجميع فى هذه الأماكن يعتمد على سياراته الملاكى التى تقضى له جميع مشاويره بمنتهى السهولة».
ثمن الرفاهية
بدأ محمود إيهاب وزوجته هنا حياتهما فى شقة إيجار جديد فى منطقة فيصل، وبعد عامين من زواجهما الذى بدأ فى 2012 استطاع الزوجان تدبير مقدم شقة فى كمبوند فى الشيخ زايد وصلت مساحتها 180 مترا، على أن يكون نظام التسديد معتمد على أقساط شهرية تصل إلى 2000 جنيه ودفعات سنوية تتجاوز الأربعين ألف جنيه على 5 سنوات بدون فوائد.
خلال الأربع سنوات الماضية انتقل محمود وزوجته من شقة إيجار لأخرى بسبب عدم قدرتهمٍا على بدء تشطيب الشقة التى تم استلامها العام الماضى بعد أن تم تسديد أكثر من نصف ثمنها، فدخلهما الشهرى لا يكفى سوى القسط الشهرى والجمعيات التى لا تنتهى بسبب الدفعات السنوية.
«لم أشعر حتى الآن بأى ميزة من مميزات الكمبوند فإرهاق الأقساط  مع مصاريف التوأم الذى لم يتجاوز عمرهما العامين جعلتنى أبحث عن عمل آخر بجانب عملى الأساسى كمحاسب فى واحدة من شركات السجائر، وبالفعل بدأت فى العمل ككاشير شيفت مسائى فى سوبر ماركت بجوار منزلى».
«ساعدنى والدى فى شراء شقة الزوجية فى الكمبوند الذى يسكن فيه أخى الأكبر بمدينة الشروق، وبالفعل استطعت أن أتكيف مع المسافة البعيدة بين عملى ومكان سكنى بعربية صغيرة تنقلى بسهولة دون انتظار مواصلات قد تأتى أو لا، لكن مشكلتى بدأت عندما وجدت نفسى مطالبا بدفع ما يقرب من 70 ألف جنيه سنويًا مصاريف مدرسة لابنى وابنتى اللذين ما زالا فى المرحلة الابتدائية  فى التعليم»
هذه هى المشكلة الوحيدة التى ظهرت لمصطفى محمد بعد أن استمتع لمدة 7 سنوات بمزايا الكمبوند، لكنه الآن لا يستطيع أن يواكب اللايف استايل الخاص بحياة الكمبوند بالنسبة لأطفاله وفى نفس الوقت لن يطاوعه قلبه فى أن يرهق أبناءه فى مدارس وسط المدينة، فلجأ إلى الاتفاق مع المدرسة على تقسيم المصروفات إلى 4 دفعات ونسق مع أصدقائه فى العمل جمعية يقبضها فى النصف الأخير من أغسطس ليدفع منها الجزء الأكبر من قسط المدرسة.
أما عن عمل زوجته كصحفية مترجمة، فقررت اعتزال هذه المهنة فى المواقع الإخبارية التى تعتمد على تواجدها بشكل يومى فى «شيفت» محدد واكتفت بالعمل عن طريق «الفرى لانسر» الذى يوفر لها مصاريفها الشخصية من كوافير وملابس شيك وغيرها من مظاهر حياة سكان الكمبوند الراقية، وفى الوقت نفسه لا ترهق نفسها فى طريق طويلة يجعلها مرهقة ومتعبة طوال الوقت.