الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

دعوة معمارى: اهدموا الأسوار ولنتشارك فى الفراغ والخضرة!

دعوة معمارى: اهدموا الأسوار ولنتشارك فى الفراغ والخضرة!
دعوة معمارى: اهدموا الأسوار ولنتشارك فى الفراغ والخضرة!


الكمبوند أو المجمع السكنى يتسم  بصفات تميزه عن غيره من الأبنية السكنية، أنه مغلق بأسوار وبوابات أمن وحراسة كما يحوى كل الخدمات التى يحتاجها الساكن، وله نسب بنائية خاصة.
ربما ظهرت وانتشرت فكرة التجمعات السكنية المتميزة أو التى تتسم بمجموعة مشتركة من السمات عن غيرها. فى بداية الثمانينيات عندما قررت الدولة بناء مدينة الشيخ زايد وتطور الأمر شيئاً فشيئاً حتى أصبحت منتجعات سكنية سواء كانت منتجعات سكنية متميزة أو منتجعات برخصة تشغيل سياحية.
لكن هل للكمبوند مواصفات بناء خاصة لابد من توافرها، ليطلق على المجمع السكنى «كمبوند» بالمعنى الهندسى بالفعل، أم إن الأمر متروك لكل دولة أو منطقة لتحديد هذه المواصفات والاشتراطات.
يشرح المهندس حمدى السطوحى،  استشارى تصميم المتاحف وعضو الاتحاد الدولى للمعماريين، معنى مصطلح كود البناء، بأنها النسب أو المقاييس أو المواصفات التى يجب مراعاتها لتحقيق أهداف البناء الوظيفية والجمالية، ويترتب على الكود قوانين وتشريعات البناء، وهى أكواد مرنة ومتطورة دائما.
الكمبوند وقصة الأسوار
الكمبوند بناء متميز، يحدد مستوى تميزه له عدد النجوم التى يحصل عليها ، بناء على الوظائف التى يقدمها، ومستوى الرفاهية، وكود البناء الذى يراعى مواصفات البناء العالمية لتحقيق حياة أفضل».
وتساءل المهندس حمدى حول لماذا تحيط بالكمبوند الأسوار؟
« الأسوار حواجز تعزل الناس عن بعضهم البعض، وتحجب الرؤية، فيصعب تواصل البشر فيما بينهم، وهى فى نفس الوقت لا تحمى من خوف ولا تعزز من انخفاض معدلات الجريمة، بينما تزيد فى نسب احتقان المجموعات الأقل حظاً فى الحصول على وحدات سكنية مماثلة، التعايش هو الحماية الحقيقية وهو القيمة الحضارية والإنسانية التى تعضد من بناء نسيج الدولة الحقيقى ألا وهو البشر على اختلافاتهم النوعية ثقافياً وطبقياً، الناس روح المكان والزمان. والسور لن يحمى أحداً!»
لابد إذن أن يراعى المخطط العام للمدن والمناطق الجديدة أن يخلق مجتمعات متجانسة رغم تباينها ومتكاملة فيما بينها «كلنا محتاجين بعض» داخل الكمبوند يحتاجون من هم بالخارج والعكس، مهما كان مستوى ذكاء المبنى،  فهو غير منعكس بالضرورة على مستوى ذكاء قاطنيه!
كذلك المخطط على المستوى التنفيذى أو المتخصص أكثر، يجدر به النظر لتاريخ العمارة والثقافة وأن يستحضر منه ما يمكن تطويره لتحقيق أكبر قدر من الرفاهية.
وفق علاقة حقيقية وأصيلة بين ما كان وما سيكون، «العودة للحارة والزقاق والعطفة، ودراسة كيف تعامل المبنى القديم مع الفراغ ؟ وكيف انعكس ذلك على سلوك الناس؟ كيف تشارك الجميع فى الفراغ العام والخاص؟ ومن خلال تحليل تلك العلاقات سيمكن تطويرها بما يلائم تطور الإنسان المعاصر وبما لا يتعارض مع طبائعه وخصاله الأصيلة واحتياجاته ذات الصلة بجذوره التاريخية، والموروث والحضارة».
المشاركة هى الحماية الحقيقية، للمكان وللناس، المشاركة فى الفراغ ، والمساحات الخضراء، المشاركة فى الحياة وتفاصيل العيش!
يدعو المهندس حمدى لإزالة الأسوار، والمتعة خارجها معاً ككل متجانس  ومتكامل.
« ثمن الأسوار نجمل به الأماكن أكثر، ونخلق توعية للحفاظ على الجمال وتداوله والتعايش معه وبه، لن نحتاج للحماية وستكون خطوة رائدة فى تنمية الإنسان الأسوار الأقوى وربما الأخطر ليست الفيزيائية ولكن الأسوار المحيطة بالأفكار والأحلام».
مشاركة من يمتلكون الحدائق معاً بلا أسوار ستجعل مساحات الحدائق أوسع بكثير وتصبح ملكاً للجميع من يمتلك ومن لا يمتلك، وكذلك مشاركة كل جميل، وستصبح حمايتها مسئولية الجميع، تنمية مستدامة للجمال والتواصل الإنسانى.
دعوة للحرية والاتساع والمتعة بالمدى المفتوح خارج كل الأسوار. دعوة تليق بأمة ذات قدم فى التاريخ والإنسانية والتحضر. وكذلك تليق بالأمل فى مستقبل شجاع بلاخوف أو قيود.. لمزيد من الرفاهية الحقة، والذكاء فى عالم تنافس المادة فيه الإنسان للوصول إلى أعلى معدلات الذكاء!