الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

د. فالح حسن: الريادة فى المدرسة الخطية البغدادية

د. فالح حسن: الريادة فى المدرسة الخطية البغدادية
د. فالح حسن: الريادة فى المدرسة الخطية البغدادية


بغداد لها نكهة خاصة ومكانة فائقة، وكثر فيها العلماء والمبدعون فى زمان أصبحت فيه من أهم الحواضر الإسلامية فى فترة الدولة العباسية التى كانت مركزًا للحركات الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية فانتعشت فيها الفنون والترجمة، وأصبحت فيما بعد قبلة لهذه الثقافات.

كانت ولادة الخط العربى  فى بغداد التى وضعت له القواعد والمقاسات التى تحكم جماليات الحروف المثالية، وانتشرت أنواعه وبرع الخطاطون الأولون وأرسوا أساليب التعلم وقواعده، ويعد الدكتور فالح حسن، الأمين العام للمركز الثقافى العراقى للخط العربى والزخرفة، أحد الرموز البارزة لهذا الفن، وأبرز روادها ومبدعيها ممن عاشوا فى حضرة إيمان الحرف وجمال أشكاله على مر العصور.
من هم أبرز رواد المدرسة الخطية البغدادية؟
الوزير (أبوعلى محمد بن مقلة) المولود فى بغداد عام 272هجرية الذى رحل فى عام (328) هجرية، سبق الريادة فى وضع اللبنة الأولى لتأسيس المدرسة الخطية البغدادية، ثم جاء بعده (أبوالحسن على بن هلال) المعروف (بابن البواب)، الذى هذب الحروف وأبدع وبرع فى كتابة الحرف العربى وأسس وأكمل (المدرسة البغدادية) وقد كتب (ابن البواب) (64) مصحفا، ثم جاء بعده قبلة الكتاب الشيخ (جمال الدين ياقوت المستعصمى الطواشى البغدادى) ويكنى (بأبى الدر) الذى جود الخط ونهج على طريقة (ابن البواب)، وكتب ثلاثة مصاحف شريفة وهو القائل: (الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية أن جودت قلمك جودت خطك وإن أهملت قلمك أهملت خطك) وقد توفى عام (698)هـ.
ومتى ذاع صيت الخط العربى؟
ـ  بعد أن استكملت قواعده وأساسياته الفنية، فانطلقت من بغداد إلى الأمصار الإسلامية التى كانت الدولة العباسية تبسط سلطانها عليها، وفى سنة (656) هجرية، بدأ الخطاطون يرحلون من بغداد بعد غزوها من قبل (هولاكو)، فهجروها إلى البلدان فاحتضنت بعضهم، وبعد رحيل (المستعصمى) عام (698) هجرية  توقفت (المدرسة البغدادية) عن الاستمرار ولم يطرأ عليها أى تجويد أو استمرار للعطاء الفنى.
ماذا عن أبرز رموز العصر الحديث؟
ــ من العمالقة الخطاطين فى العصر الحديث حمد الله الأماسى واسمه (فريد العصر)، أحمد قرة حصارى، مصطفى راقم، محمد شفيق بك، سامى واسمه (إسماعيل حقى سامى) ويعتبر (خطاطى زمانه)،  عبدالعزيز الرفاعى (أمير الخطاطين)، محمد شوقى، الحاج أحمد الكامل  (شيخ الخطاطين)، ووصل عدد الخطاطين فى بغداد وحدها فى نهاية الستينيات وبداية السبعينيات لأكثر من 150 خطاطًا، وكان للمرحوم هاشم البغدادى الأثر الكبير فى مسيرة فن الخط العربى وانتشاره عن طريق تلامذته وتدريسه فى معهد وكلية الفنون الجميلة، فضلًا عن إصداره (كراسة الخط العربى) بداية الستينيات وانتشارها فى الوطن العربى والإسلامى.
ما دور المركز الثقافى العراقى للخط العربى والزخرفة؟
بعد عام 2003م تم تأسيس (المركز الثقافى العراقى للخط العربى والزخرفة)، الذى حمل على عاتقه أمانة الرسالة الفنية واستمرارية العطاء، انطلق المركز للعمل على الساحة بقوة وعزيمة لاستعادة روح الثقة بالنفس فى الإنسان الفنان العراقى لكى ينهض من جديد، ويستعيد تراث الأمة العربية، فكانت البداية بجمع شمل الخطاطين فى المحافظات جميعها بلا استثناء، ومن ثم تنشيط المعارض، ومن بغـــداد تنطلق أسراب الإبداع والإعجاز لأسرار الحرف وللتأريخ الولود واليوم يوجد فى العراق خمسة مبدعين يعتبرون من العشرة الأوائل فى العالم بفن الخط العربى، ولهم المكانة الكبيرة والمتميزة ومن الذين يكتبون بالمباشر وأكثرهم من تلامذة الملهم عباس البغدادى.