الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ممنوع على الرجالة.. عشان نبقى براحتنا

ممنوع على الرجالة.. عشان نبقى براحتنا
ممنوع على الرجالة.. عشان نبقى براحتنا


لعله حب الفضول أو الشعور بأنى منبوذة كـ«أم» هو سبب اشتراكى بإرادتى وبكامل قواي العقلية فى المجموعات الخاصة بفصل ابنتى وفصل ابنى  المدرسى على الواتس آب.. فى البداية أردت أن أكون واحدة من الفريق، أريد أن أعرف كل شىء يدور فى فصلى أولادى،  إلا أننى مع الوقت انتقل لى قلق أكثر من خمسين أم على الأقل، لأجدنى أطلب من أدمن المجموعة راجية إضافة زوجى معنا على الجروب ليشاركنى هذا العرس التكنولوجى التعليمى،  ويعلم ما يدور فى مدارس أولاده إذا أنهكتنى المتابعة، وأرهقتنى هذه المجموعات الواتسية، ولكن  خاب رجائى.

 رفضت أمهات جروب الواتس إضافة زوجى،  متعللات «مش عاوزين رجالة وسطينا عشان نكون براحتنا» أتساءل مندهشة!! ليه يا جماعة هو إحنا بنقول إيه عيب؟
 للأسف تأتينى نفس الإجابة: كلنا أمهات وستات ما نحبش رجالة وسطينا!!  أصر وأسأل الأدمن: ليه هو إحنا هنتكلم فى حاجات استغفر الله العظيم عيب؟ فترد فى إصرار عشان نبقى براحتنا!
المجموعة الصامتة
عشرات الرسائل تصلنى  كواحدة من عضوات الجروب كل يوم من تسأل عن الواجب لابنتها الغائبة، ومن تبث شكواها من مدرسة بعينها، ومن تريدنا أن نتجمع لنذهب ونطب على مديرة المدرسة، عشان «نقررها» ونعرف سبب نتائج بناتنا المتدنية فى الامتحان!
الحقيقة الأمهات الفرفوشة رزق،  فيه أمهات تتحفنا كل يوم الصبح ببعض الفيديوهات الضاحكة عن أى حاجة، أو ببعض النكات وقد تكتفى الأخريات بصباح الخير، لذا تليفونى لا يكف عن الزقزقة والنقنقة مع كل رسالة لأجدنى أختار كتم أصوات  هذه المجموعات سنة كاملة، أتابع ما يحدث فى صمت، لأعلم مثلا أن ابنتى أمينة قد استلمت أوراق درجات امتحاناتها الشهرية، كل الأمهات يتحدثن عن الموضوع إلا أنا لأنه ببساطة أمينة فضلت عدم إزعاجى وأخفت عنى كل الأوراق.. فيها الخير! الحقيقة كانت هذه إجابتها عندما سألتها ليه لم أشاهد درجات هذه الامتحانات فردت بهدوء معلش يا ماما نسيت!
وطبعًا بعد اطلاعى على الورق فهمت سبب النسيان أو التناسى الذى تعمدته أمينة! وأجدنى أرد عليها نسيك الموت يا حنينة!
من خلال التمرس فى جروبات الأمهات وجدت نفسى لم أعد أقلق على ابنتى أو ابنى فقط بل انتقل لى القلق على كل زملائهم وأدخل دون أن أدرى إلى كل حادثة أو مرض تشكو منه أم معى على الجروب، هذه ابنتها وقعت على يديها فانكسرت أصابعها، وأخرى تسألنا عن سماعات أذن ابنتها وتطلب من كل أم أن تسأل ابنتها عن الموضوع، وهاهى أم لزميل ابنى تطلب منا الدعاء لابنها الذى دخل فى غيبوبة بعد سقوطه من  المراجيح فى الملاهى.
نعم أصبحت أم لكل طفلة وطفل زملاء أولادى أحمل همومهم وأتابع حالاتهم الصحية مع أمهاتهن ، لم أعد أندهش عندما تدخل لى أم على الواتس الخاص، بعيدا عن الجروب لتقول لى أنها تبيع بعض الملابس المستوردة بأسعار جيدة، أو أم أخرى لديها محل للمكياج وأيضا بأسعار جيدة لينبثق عن المجموعة الأساسية مجموعات أمهات البيزنس وسيدات الأعمال!
كذلك لم أعد أتعجب عندما تنقسم المجموعة لمجموعات الأمهات الأصدقاء وهن يرسلن فيما بينهن كل شئ يدور فى حصص التقوية أو الملزمات الخاصة بها فقط أن كنت صديقة إحداهن، وأقصد صديقة مقربة أستطيع الحصول على هذه الملزمات أو البوكليتات المختصرة والتى لا تحصل عليها البنات فى مدرسة ابنتى إلا لو كن فى مجموعات للتقوية الخاصة بالمواد.
«شيلنى وأشيلك»
فى جروبات المدارس.. الدنيا شيلنى وأشيلك، يعنى لو كنت أم متعاونة طول السنة وبتدى الواجبات علطول، هتلاقى الكل واقف جنبك لو بنتك أو ابنك غاب فى يوم من الأيام وطبعا مفيش حد هيعبرك كأنك فى جروب صامت مقفول عليك لو ما ساعدتيش بالواجبات أو على الأقل تكونى أم فرفوشة بتاعة النكت والفيديوهات المزيطة غير كدة أعلمى تمامًا أنهن يشاهدن استجداءك فى معرفة أخدوا إيه النهاردة لأن بنتك أو ابنك غاب ولن تجدى مجيبا يجيب النداء.
كم أحسد أمى وزمانها الصامت الهادئ بعيدًا عن الواتس والفيس وأى جروبات مدرسية
لعلى أجد أن الجهل عما يحدث من كل شاردة وواردة فى الفصل الخاص بأولادى هو نعمة فى أغلب الأحيان، وكم أخذت قرارًا بمقاطعة جروبات الماميز والماميز أيضًا ولكنى أفشل فى الصمود، وها أنا ذا أنساق مع قطيع الماميز دون أن أسأل نفسى مرة واحدة ماذا سيحدث لو خرجت من هذه المجموعات لأترك الأمور تسير على طبيعتها ، لكن دائمًا لدى هاجس يهمس لى حذارى يا مسكين فابناى ليس لهما أمان، ابنتى أمينة لاتريد إزعاجى وتخبى عنى كل شىء  تعلم أننى سأعاقبها بعده، وابنى زين لو حلفته بكل غالٍ أن يقول أخذ إيه النهاردة فهو لا ينطق ويجاوبنى بابتسامة ويقول أخدنا اللى أخدناه!
لأجدنى أعود أدراجى عن أى قرار غير متعقل فى مغادرة جروبات الماميز وقد أعد نفسى أن العام القادم لن أنضم لأى جرووب وهكون إنسان جديد ربما!•