سحر السلهام المغربى

بسنت الزيتونى
شىء يدعو للفخر أن يكون لدولة زى تراثى يميزها وتشتهر به وترتديه نساؤها فى جميع المناسبات المهمة الرسمية والخاصة، يتضح هذا فى تنافس حضارة دولة المغرب وفنونها التراثية فى أزيائها التى لايزال يرتديها المواطنون، فالقفطان المغربى والسلهام (الكاب المغربى) لايزالان رمزين لدولة المغرب تتبارَى الفنانات والشخصيات العامة غير المغربيات فى ارتداء القفطان المغربى فى الاحتفالات والمهرجانات التى تقام بدولة المغرب كنوع من التحية والتقدير لهذه الملابس التقليدية العريقة والبديعة، بل إن كثيرين من مصممى الأزياء العالمية استلهموا مجموعات من وحى القفطان المغربى التقليدى.
يعتز الشعب المغربى بالزى الوطنى له ولايزال فى المناسبات والاستقبالات الرسمية ترتدى العائلة المالكة القفطان المغربى، وفى المناسبات الشعبية المحلية يرتدى الملك والملكة القفطان والسلهام المغربى، ويتمسك الشعب المغربى بهذا الزى الوطنى حتى فى أعراسه ترتدى العروس عددًا من القفاطين ليلة الزفاف يتراوح ما بين اثنين وثلاثة بخلاف بدلة الزفاف التى ترتديها العروس فى ختام حفل الزفاف، كذاك فى ليلة الحناء الخاصة بالعروس ترتدى العروس قفطانًا باللون الأخضر وهو لون الحناء ويرمز اللون إلى الرخاء.
السلهام
تنافس أصحاب الحِرَف اليدوية لفنون الحياكة فى إضفاء لمسات فنية من التطريز بالرباط القطن أو الستان وشريط (القطان) للتطريز اليدوى على أطراف الأكمام والذيل وصدر القفطان ومع التطور والرخاء زادت مظاهر الثراء وتبدل التطريز بالرباط (نسبة لمدينة الرباط) القطن إلى الرباط الفضى والمذهب ثم توالت التطريزات بالخرز والكريستال والأحجار. أمّا (السلهام) فهو الكاب المغربى الشهير الذى يتميز بغطاء رأس مربع ويكون عليه تطريز بـ(السفيفة) وهى عبارة عن خيوط من الحرير أو الفضة أو الذهب يتم جدلها على شكل شريط ثم يتم تثبيته على القماش على شكل أشكال فنية وزخرفية. أيضًا هناك (العقاد ) وهى عبارة عن أزرار وهى أيضًا من الحرير أو الفضة أو الذهب هى التى يقفل بها القفطان. الحزام أو ما يُطلق عليه (الشّدّة)جزء مهم فى القفطان المغربى ويأخذ حيزًا من الإبداع والابتكار ليتميز كل قفطان عن الآخر، وأحيانًا تكون من الفضة أو الذهب الخالص.
سحر القفطان
يَعتز المغاربة بتراثهم، خصوصًا فى مجال الأزياء ويقدمونه للعالم بكل فخر فى عروض أزياء خاصة بمصممى الأزياء المغاربة المتميزين جدا فى القفطان المغربى، مما شجع كثيرين من مصممى الأزياء العالميين على الاستلهام من الأزياء التراثية المغربية، ومن بين هؤلاء المصممين العالميين إيف سان لوران، جون بول جوتيه، بالمان وإيلى صعب وغيرهم كثيرون. ويرجع انتشار القفطان المغربى عالميّا لعدة أسباب أهمها تمسك أهل المغرب به فى جميع مناسباتهم، يليه وجود عدد من المصممين المغاربة يجتهدون فى إثراء القفطان سواء التقليدى أو إضافة لمسات عصرية أكثر انسيابية، أيضًا بسبب خروج المصممين المغاربة فى عروض أزياء فى دول مختلفة لتقديم القفطان المغربى للعالم، ومن هؤلاء المصممين المصمم المغربى الشهير محمد يوهامو، المصمم نور الدين أمير، المصمم روميو، المصممة هدى لارينى، المصمم الغنى عن التعريف حسن بوشيخى المعروف بمصمم النجوم، المصممة ساليمة منانى التى عرضت فى القاهرة وباريس، كذلك أسما بنجيلون، أسماء شاريز ودليلة بنسلام وغيرهم كثيرون وجميعهم يسخّرون إبداعهم لدعم وتطوير القفطان المغربى ليصبح متواجدًا على مَرّ العصور. •