الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

رحلة ريهام: من «اقتصاد وعلوم سياسية» إلى اختبارات الكول سنتر وحلم «مذيعة»

رحلة ريهام: من «اقتصاد وعلوم سياسية» إلى اختبارات الكول سنتر وحلم «مذيعة»
رحلة ريهام: من «اقتصاد وعلوم سياسية» إلى اختبارات الكول سنتر وحلم «مذيعة»


ريهام حسن ابنة الأربعة وعشرين عامًا، صاحبة ملامح مصرية  وروح مرحة لا تترك للحزن مكانا فى قلبها، تروى لـ«صباح الخير» قصتها فى الوصول إلى حلمها قائلة: «حصلت على 98%  فى الثانوية العامة وتقدمت لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، «استخسار مجموع» وبعد مرور عامين من الدراسة أدركت أنى أعشق «الإعلام» وقررت أن أحول من كليتى لدراسته ولكنى تراجعت فى اللحظة الأخيرة، حتى لا يضيع عامان من عمرى».

بعد تخرجها من السياسة والاقتصاد وجدت ريهام بغيتها فى كورسات التقديم والإعداد الإذاعى والدوبلاج، وعملت  فى أكثر من محطة راديو، تعلمت منها أصول المهنة وسجلت إعلانا على موقع التواصل الاجتماعى «يوتيوب» بصوتها، كما تعلمت قراءة نشرة الأخبار، بجانب محاضرات نظرية وعملية رأتها مفيدة بدون أن تخسر مليمًا.
«كورس الإعداد والتقديم بمعهد الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو، غالى ومواعيده لا تناسبنى، كونه كورسا مكثفا لمدة أسبوع وثمانى ساعات باليوم، فاعتبرته انتحارا لن أستفيد منه، وأرسلت سيرتى الذاتية لأكثر من محطة إذاعية، لكن لم أتلق أى رد  للآن، وأخذت أبحث عن وظيفة  تعيننى على مطالب الحياة،  وبعد البحث والمعافرة لم أجد سوى الكول سنتر».
لم تستمر ريهام فى الكول سنتر بسبب «ضبابية المستقبل» وعدم وجود فرص للترقى الوظيفى بسبب العدد الكبير الموجود  فى نفس المكان، وعملاء يصعب التعامل معهم، بخلاف الصداع اليومى، بعد استقبال أكثر من 60 مكالمة فى اليوم.
«تركت وظيفة الكول سنتر وأصبحت مسئولة عن تعيين المتقدمين لها فى إحدى شركات الـ«out source» التى تقوم بتوظيف الشباب فى وظيفة كول سنتر فى المؤسسات المختلفة، مهمة الشركة التوسط بين الباحث عن عمل والشركة التى ترغب فى عاملين جدد، و«ما أهلنى للوظيفة كورس «الإتش آر» أو تنمية الموارد البشرية، ومعلومات أساسية عن الوظيفة، وثلاثة أشهر من التدريبات والاختبارات».
خلاصة تجربة ريهام تقول: «الكول سنتر عمل من لا عمل له، وملاذ لكل شاب حديث التخرج يبحث عن عمل، بشرط ألا يتجاوز عمر الشاب أو الفتاة 33 عامًا، ليكونوا متمتعين بقوة السمع ويتحملون استقبال عدد كبير من المكالمات يوميًا، وإذا كان العمل باللغة العربية، يكون مستوى اللغة الإنجليزية للمتقدم فى إطار «المعقول» ولا يشترط أن يكون «ضليعا» فى أصول اللغة، وأحيانًا تكون وظيفة «كول سنتر» باللغة الانجليزية عندها يجب أن يكون المتقدم مُلما بالإنجليزية لأنها ستكون لغته الأولى فى التحدث مع العملاء».
كمبيوتر ريهام بالشركة مُسجل عليه أكثر من 15 شركة أخرى ترغب  فى تشغيل عدد كبير من حديثى التخرج  والطلاب  بمقرها فى «كول سنتر» بشكل دائم، وأحيانًا أخرى تطالب الشركة عاملين لفترة محددة على سبيل المثال ثلاثة شهور كحد أقصى للعمل على قوة مشروع معين محدد المدة، وكل هذه المعلومات موضحة بالإعلان، وتتيح الشركات فترة تدريب للطلاب وحديثى التخرج، بعدها  تقابلهم ريهام فى مقابلة شخصية قبل أن ترشحهم للعمل.
«غالبية الشركات تغلق باب التعيين للطلاب خلال فترة الصيف ، حتى لا توظف عدداً كبيراً من الموظفين الذين سيتركون الشركة فور بدء الدراسة، فيحدث عجز كبير فى قسم «الكول سنتر» مما يسبب خسائر مادية كبيرة، وبعض الشركات تتيح التعيين للطلاب فى الفترة التى تسبق الامتحانات بشهر، حتى تضمن وجودهم أكبر فترة ممكنة».
تحب ريهام وظيفتها الحالية، ولا تفكر فى تركها وتعتبرها «تذكرة عبور لتحقيق حلمى، لأننى من خلالها أستطيع الحصول على الأموال التى تمكننى من المشاركة فى كورسات مجال الاعلام، ولا أزال أحلم بأن أصبح مذيعة بجانب عملى الحالى». •