الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المريض إنسان.. والطبيب أيضا

المريض إنسان.. والطبيب أيضا
المريض إنسان.. والطبيب أيضا


 من حق المريض على الطبيب التعامل معه بشكل إنسانى واحترام آدميته، فهو إنسان ويحتاج للرعاية وللحفاظ على روحه وتخفيف آلامه وخدمته، لكن واقع الإمكانيات المتاحة فى الكثير من المستشفيات، لا يحترم آدمية المريض ولا الطبيب معا.

وفى محاولة لتغيير هذا الواقع جاءت مبادرة «المريض إنسان» التى تبناها مجموعة من طلاب طب قصر العينى منذ عامين، لتوفير المستلزمات الطبية والإنسانية لرعاية المرضى فى مستشفيات قصر العينى وتطوير الرعاية الصحية فى المستشفى وخارجه، المبادرة الطلابية أنجزت الكثير، ونجاحها يؤكد أنها فى حاجة للكثير.
توسعت المبادرة هذا العام لتشمل باقى كليات جامعة القاهرة وجامعات أخرى، لينضم للمبادرة نحو 200 عضو. منهم متطوعون من جميع كليات الطب البشرى والأسنان والصيدلة والعلوم والتمريض بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان وبنها وبنى سويف والجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، كما تضم كليات كالإعلام والزراعة والتجارة بنوعيها والتربية والحقوق والهندسة والفنون التطبيقية والمعاهد الفنية واللغات والترجمة.
 مروحة للمريض والدكتور
 أحمد سلطان مؤسس المبادرة، لاحظ خلال فترة تدربه فى قسم الباطنة بقصر العينى، ارتفاع درجات الحرارة فى عنابر المرضى،  فضلا عن فقر التجهيزات، فناقش الأمر مع أربعة من الطلاب فى نفس فرقته، لتنظيم حملة على السوشيال ميديا لجمع تبرعات، لتجهيز العنابر بالمراوح، وبالفعل استطاعوا جمع  13 ألف جنيه، اشتروا بها 43 مروحة وتم تركيبها فى أقسام الباطنة والجلدية.
ولم تتوقف المبادرة عند المراوح، بل ساهمت فى تحسين الخدمة الطبية من خلال توفير أجهزة تساعد فى دقة التشخيص ومن ثم العلاج، منها جهازى «فوتوثيرابى» وأكثر من 15 منظار حنجرى و3 مونيتور رعاية،  وتجهيز رعاية متوسطة بأحد أقسام الجراحة.
المبادرة لم تتوقف فقط عند التشخيص والعلاج وتحسين بيئة إقامة المريض، بل امتدت إلى ما هو أهم أيضا لتحسين حياة المريض خارج المستشفى، من خلال التوعية الطبية، من خلال تركيزهم على برامج لنشر المعلومات الصحية السليمة بين المرضى، حول طرق الوقاية من الأمراض ومعرفة العلاج الأمثل لكل حالة، ونمط الغذاء والممارسات الأفضل للمريض، لتغيير حياته للأفضل، وخلال هذه التوعية استطاع أعضاء المبادرة المساهمة فى إنقاذ حياة بعض المرضى، من خلال إجرائهم لعمليات جراحية أو متابعات لمن يتلقون علاجا كيماويا وإشعاعيا أو عمليات فى الفك والأسنان.
 وسطاء بين المتبرع والمستشفى
 محمد خالد، منسق المبادرة، يؤكد أن المبادرة انطلقت من حق المريض كإنسان فى العلاج بالطريقة الصحيحة التى تليق به، والدفاع عن إنسانيته، فركزت المبادرة على توفير ما ينقص مستشفيات قصر العينى ومستشفيات جامعة القاهرة عامة من مستلزمات وأجهزة طبية حديثة.
  يتابع: «ومن هنا بدأنا تدريجيا ونظمنا أول لقاء حول مستقبل طالب الطب وحياته بعد التخرج»، واستطعنا توفير مبلغ رمزى ساهم فى توفير مستلزمات بسيطة لقصر العينى، منها الأمبولات المستخدمة فى سحب عينات الدم، وشرائط سكر قياس نسبة السكر فى الدم، وتطور الأمر بمساهمة رجال الأعمال فى التبرع بمبالغ كبيرة، ليصبح أعضاء المبادرة هم «الوسيط» بين المتبرع، ورئيس القسم الذى يحدد احتياجات قسمه لأجهزة معينة ويطلبها لسد العجز.
   إلى جانب التطوير الخدمى الطبى للمستشفيات على مدار سنتين منذ بداية المبادرة، من خلال توفير أجهزة ومستلزمات طبية لمستشفيات جامعة القاهرة بقيمة بلغت 400 ألف جنيه حتى الآن، وساهمت المبادرة أيضا فى توعية أكثر من 50 ألف شخص بالأمراض الأكثر انتشارا كالسكر والضغط المرتفع وفيروس سى، عن طريق مشاركة الطلاب من أعضاء المبادرة  فى 15 قافلة طبية بالتعاون مع وزارة التضامن وجمعيات خيرية مشهرة بجميع محافظاتها، منها  7 قوافل فى قرى الجيزة بمراكز أطفيح والصف والحاجر والبدرشين – و3 قوفل لبنى سويف- وقافلتان للفيوم وقافلتان للمنيا بمركزى أبو قرقاص وسمالوط)، خصصت للكشف عن الأمراض فقط والنصيحة للمتابعة مع طبيب مختص لحالة كل شخص.
الطالبة هدير محمد، منسقة بالمبادرة، شاركت منذ بداية عمل الفريق، وكانت من المنظمين لأول لقاءات المبادرة، وشاركت فى العديد من القوافل الطبية منها فى الفيوم والمنيا، وشاركت أيضا مع أعضاء فى المبادرة فى مساعدة مرضى غير قادرين، لإجراء عمليات جراحية مكلفة، بعد التأكد من صحة تشخيص حالتهم بالرجوع للطبيب المتابع للحالة، وتقول إنه وصل عدد من تحملت المبادرة تكاليف إجراء عملياتهم والأدوية وتكاليف الرعاية الحرجة لهم 9 حالات.
 صعوبة العمل فى مبادرة غير  رسمية
نظمت المبادرة العديد من الزيارات والأنشطة الترفيهية فى مستشفى سرطان الأطفال  57357 ومستشفى بهية لعلاج سرطان الثدى، وتنظيم زيارات لدور أيتام ومسنين لتقديم الدعم المعنوى وإدخال الفرحة على قلوبهم، بالإضافة للدعم المادى فى بعض الأحيان، بمجهودات فردية. ورغم تكريم أعضاء المبادرة من وزارة الشباب والرياضة خلال الاحتفال بيوم التطوع المصرى، بترشيح من جمعية صوت طلاب مصر، وتكريمهم من مكتبة مدينة نصر العامة خلال الاحتفال بيوم المرأة العالمى، بترشيح من مؤسسة GYAT، لكن لازال هناك الكثير من المعوقات التى تقابل عمل أعضاء المبادرة، منها عدم استمرارية الدعم المادى، فلازالوا يعتمدون على التمويل الذاتى، مما يشكل عبئا ماديا على أعضاء المبادرة، كما أنهم فى حاجة إلى الدعم المعنوى، فهم لا يستطيعون العمل على نطاق واسع، لأنهم ليسوا تحت مسمى رسمى، فيواجهون صعوبة فى الحصول على تصاريح وموافقات للقيام بحملاتهم  فى العديد من الأماكن لكونهم مبادرة غير رسمية حتى الآن.
يتمنى أعضاء المبادرة أن تقدم لهم وزارتا الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعى، وأى جهات أخرى الدعم المادى والمعنوى اللازم لبقاء أنشطة المبادرة واستمرارها، لتحقيق هدفها فى تحقيق معاملة كريمة للمرضى، ورفع الوعى بالممارسات الصحية فى ربوع مصر.