«لسلامة قلبك..اغلق فمك بعد التاسعة»

 القلب، مضخة الحياة، التى إن أهملناها تتأثر سلامتها، ويتفق أغلب أطباء وأساتذة القلب على أن هناك سبلًا أساسية للوقاية من أمراضه منها الأكل الصحى والرياضة والامتناع عن التدخين والفحوصات الدورية، لكن يظل دائما هناك الجديد فى سبل الوقاية والعلاج.

«أمراض القلب غير معدية» هكذا تؤكد د. جميلة نصر، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية ورئيس شعبة طب القلب الوقائى، فأمراض القلب هى أحد الأمراض المزمنة، ويرجع 80% من  أسباب الوفيات فى مصر، إلى الأمراض المزمنة غير المعدية، وهى أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسرطان وأمراض الجهاز التنفسى، ولكل هذه الأمراض أسباب مشتركة هى السمنة والتدخين وعدم مزاولة الرياضة والتغذية غير الصحيحة.
وتابعت د.جميلة: الكشف الدورى مهم للغاية لتجنب أمراض القلب، وخاصة تحليل نسبة الدهون والسكر فى الدم، ووظائف الكلى وأنزيمات الكبد وحامض البوليك، إلى جانب اتباع التغذية السليمة ومزاولة الرياضة باستمرار.
 تناول إفطارك قبل التاسعة
وأكد دكتور نصحى زكى، استشارى طب القلب والأوعية الدموية بمستشفى المبرة بأسيوط، أن الأكل الصحى يجب أن يحتوى على الخضروات والفواكه، مع تقليل الدهون واللحوم وزيادة الأسماك، ومنع المياه الغازية مع الالتزام بمواعيد الوجبات ،حيث إن الأفطار يجب أن يكون قبل التاسعة صباحا ووجبة الغداء يجب أن تكون قبل الثالثة عصرا ،والعشاء قبل التاسعة مساء، مضيفا أن الأشخاص الذين  اعتادوا على تناول كميات كبيرة من الطعام ليلا يكونون أكثرعرضة للإصابة بأمراض القلب، بسبب السمنة وزيادة الدهون.
ويوضح د.نصحى، أن ممارسة الرياضة خاصة المشى، يجب أن يمارسها الفرد يوميا لمدة نصف ساعة، وإذا اتاحت الفرصة لممارسة رياضات أخرى فكل ذلك سيجعل جسمه صحيًا وأقل عرضة لأمراض القلب، مضيفا أن الفحوصات الدورية للإنسان السليم الأقل من 35 عامًا تكون مرة كل خمس سنوات، والرجال البالغ أعمارهم 50 عاما يجب أن يلجأوا للفحص الدورى الشامل مرة كل عام والسيدات البالغ أعمارهم 55 عاما أيضا تكون الفحوصات كل عام.
تشمل الفحوصات الدورية «قياس الضغط ورسم القلب، وتحليل صورة الدم ووظائف الكلى ووظائف الكبد ودهون الدم» ونصح د.نصحى مرضى القلب بالالتزام بأخذ الأدوية طوال حياتهم، حتى إذا تم الشفاء، تجنبا لعودة المرض مرة أخرى.
وتابع د. نصحى، أن تجنب التدخين شىء أساسى للوقاية سواء أكان التدخين الإيجابى أو التدخين السلبى، لأنه يسبب ضيقًا فى الشرايين بصفة أساسية ويسرع من معدل تصلب الشرايين، وحجر الشيشية الواحد يساوى تدخين سبع علب سجائر. 
السيدات أكثر إصابة باضطراب ضربات القلب
قالت الدكتورة غادة قزامل، استشارى القلب والقسطرة بمعهد القلب القومى ورئيس قسم القلب بمستشفى هرمل، إن أشهر أمراض القلب عند السيدات هو ضيق الصمام المترالى ويأتى بسبب الحمى الروماتيزمية ويظهر هذا المرض بالأخص فى مرحلة الحمل والولادة وإذا تم اكتشاف المرض خلال هذا التوقيت، يكون عقبة كبيرة وتحديًا أمام الطبيب، لأن الحامل تكون ممنوعة من أغلب الأدوية حتى لا يؤثرعلى الجنين وفى حالة احتياجها لإجراء العملية يكون الأمر شديد الخطورة والصعوبة.
وأضافت: أن السيدات أكثرعرضة من الرجال بالإصابة باضطراب ضربات القلب وجلطات القلب، مشيرة إلى أن الدراسات أكدت أن نسب الوفيات نتيجة جلطات القلب تكون أكثر فى السيدات، لأن السيدة تأتى للعلاج متأخرا، وتكتشف إصابتها بالمرض فى وقت متأخر نتيجة للالتزامات العائلية والأسرية، وبالتالى تكون الحالات أكثر تعقيدا عند السيدات.
وتابعت أن المساندة الأسرية للسيدات تكون أقل من الرجال وبالتالى مرضها يكون أصعب لأنها تهمل نفسها لتأدية دورها ومهامها الأسرية، وحتى فترة النقاهة التى تلى العلاج  تكون أصعب عند السيدات  لبذلها مجهودًا كبيرًا فى مهام المنزل ،وبالتالى لا تقضى الراحة المطلوبة للنقاهة، مشيرة إلى أن المشكلة الأساسية التى أصبحت يعانى منها الكثير من السيدات هى زيادة الوزن وهو سبب رئيسى فى الإصابة بأمراض القلب فيجب اتباع الأكل الصحى وتقليل الوزن لخفض نسب الدهون بالجسم.
تطعيم الحمى الروماتيزمية
وقال الدكتور إيهاب فهمى، استشارى أمراض القلب والأوعية الدموية بمعهد القلب القومى، إن من بين أمراض القلب الشائعة هى الذبحة الصدرية وأمراض الشريان التاجى، وأشهر الأشياء التى تسبب تصلب الشرايين هى الضغط العالي  والسكر والتدخين والتوتر والسمنة، مشيرا إلى أن مرض الحمى الروماتيزمية أصبح له تطعيم للوقاية منه، وأيضا من بين طرق الوقاية منه تحسين بيئة المنزل والمدرسة لتجنب العدوى وسط الأعداد الكبيرة والزحام.
وأوضح د.إيهاب، أن أمراض القلب عند الأجنة والأطفال تكون أمراضًا خلقية ،بالإضافة إلى الحمى الروماتزمية والشائع عند الشباب ومنتصف العمر هو الذبحة الصدرية وكبار السن يصابون بأغلب أمراض القلب، مردفا أن الوقاية من الأمراض الخلقية تأتى باتباع عدة عوامل منها تجنب زواج الأقارب ومتابعة الحمل بشكل دقيق وعدم أخذ أدوية معينة أثناء الحمل إضافة إلى طرق جديدة للوقاية منها وهى الدراسة الجينية للخلايا للمقبلين على الزواج وهى فحوصات متقدمة منتشرة فى أغلب الدول، لمعرفة العيوب الخلقية الوراثية فى الجينات ومعرفة الأمراض التى سوف تنتج عند تزاوجهما.