السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عزيزى القمر إلى اللقاء فى عام 2023

عزيزى القمر إلى اللقاء فى عام 2023
عزيزى القمر إلى اللقاء فى عام 2023


 
السباق إلى الفضاء أو السباق فى الفضاء لم يعد  فقط  سباق الدول  كما كان الأمر فى الماضى القريب بل صار أيضا سباق أغنى الأغنياء وسباق رغباتهم وطموحاتهم فى تحويل الحلم إلى واقع. وكأن المنافسة المشتعلة  فيما بينهم بخصوص امتلاك اليخوت أو الطائرات الخاصة أصبحت بالأمر المعتاد والتقليدى ،لذا على تلك المنافسة وألاعيب التظاهر والتباهى فيما بينهم الذهاب إلى الأبعد.. والخروج من دوائر الكرة الأرضية إلى الفضاء.. وإلى ما يعرف بالحلم البعيد والعجيب.

وقد أعلن الملياردير الأمريكى إيلون ماسك (٤٧ عاما) يوم ١٧ سبتمبر الماضى أن شركته «سبيس إكس» توصلت إلى اتفاق مع الملياردير اليابانى يوساكو مايزاوا لرحلة فضائية حول القمر سوف تنطلق فى عام ٢٠٢٣ ـ أى بعد خمس سنوات. وذكر أغلب المراقبين أن هذه الرحلة اذا تمت حسب ما هو مأمول وما هو مخطط لها فإنها ستكون وثبة تاريخية وحدثا ساحرا يبعث الانبهار والبهجة. بالمناسبة الرحلة تمت تسميتها باسم «عزيزى القمر».. ومع الإعلان عن هذا الخبر المثير قال الملياردير اليابانى أنه ينوى أن يصطحب معه فى هذه الرحلة ثمانية من الفنانين ذاكرا أنه يتمنى بأن الرحلة سوف تلاغى وتلهم الحالم المتواجد فى ذواتنا «حسب تعبيره»
وقد قدرت تكلفة سفينة الفضاء بـ ٥ مليارات من الدولارات. وهذه السفينة لم يتم تصنيعها بعد، ولم يتم بعد الإعلان عن برامج إعداد وتدريب المسافرين إلى الفضاء، ورغم الضجة المثارة حول الشركة الصانعة للسفينة الفضائية (التى يملكها ماسك) فإنها لم تقم حتى الآن بإرسال أى رائد فضاء محترف أو أى شخص آخر إلى الفضاء.
وتقدر ثروة الملياردير إيلون ماسك بنحو ٢٠ مليار دولار، وهو مولود فى جنوب أفريقيا ويعيش فى كاليفورنيا. متزوج ومطلق ثلاث مرات ولديه ٦ من الأبناء والبنات. ولديه ثلاث جنسيات ـ جنوب أفريقيا وكندا والولايات المتحدة، وهو معروف بأعماله واستثماراته  فى عالم تكنولوجيا المعرفة وأيضا «تيسلا» ـ السيارة الكهربائية التى صارت حديث الناس وموضع اهتمامهم فى السنوات الأخيرة، سيارات تيسلا عليها إقبال شديد إلا أن الشركة المنتجة لها ومدى قدرتها على الالتزام بتلبية احتياجات ومتطلبات السوق صارت موضع انتقادات عديدة فى الشهور الماضية، نعم ماسك نجم ساطع فى سماء رجال الأعمال إلا أن تصريحاته وتغريداته وتصرفاته فى الفترة الأخيرة تحديدا صارت تلفت الانتباه وتثير المخاوف لدى المستثمرين ودوائر المال والأعمال.
ويجب أن يذكر  فى هذا الصدد أن  الملياردير الأمريكى جيف بيزوس «٥٤ عاما» له نصيب فى هذه المنافسة الفضائية. بيزوس هو صاحب «آمازون» الشركة العملاقة فى التجارة الإلكترونية ويعد أغنى أثرياء العالم بثروة تتجاوز الـ١٥٠ مليار دولار، ومع الإعلان عن انطلاق رحلة «عزيزى القمر» لإيلون لم ينتظر بيزوس كثيرا ليعلن أن شركته «بلو أوريجين» ستكون أول شركة خاصة تنظم رحلات فضائية وسياحة فضائية على الإطلاق .. وأن هذه الرحلات قد تبدأ فى العام القادم ـ أى ٢٠١٩.
المنافسة فى الذهاب إلى الفضاء قائمة ومستمرة بين أغنى الأغنياء. ونحن علينا أن نتابع ونتفرج ونشجع كمان، أحيانا هذه المباريات المكلفة للغاية.. وفيها أرقام وأهداف وبرامج تلاعب خيالنا وأحلامنا وانبهارنا الدائم بما هو جديد ومغامر وبما لا يعرف الحدود!!
مشاهد وأرقام نقف أمامها
أكثر من ٢٠ مليونا من المشاهدين والمشاهدات شاهدوا وشاهدن الجلسة المطولة «التى زاد عدد ساعاتها على ثمان ساعات» أمام اللجنة القضائية لمجلس الشيوخ الأمريكى للاستماع واستجواب كل من بريت كافانو المرشح لشغل منصب القاضى بالمحكمة العليا وكرسيتين بليسى فورد المرأة التى اتهمته بالاعتداء عليها خلال سنوات الصبا. وقد عقدت الجلسة يوم الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨. القضية بجميع تفاصيلها وردود أفعالها كانت كاشفة لمواقف وأفكار وايديولوجيات تشكل وتوجه وتحرك وتشل المجتمع الأمريكى فى الوقت الحالى. وهذا الرقم «٢٠ مليونا» بالمناسبة يكاد يوازى حجم المشاهدين لمباريات حاسمة من الفوتبول الأمريكى أو حفل توزيع جوائز الأوسكار. لذا يجب أن يلفت الانتباه ولذا يلزم التنويه به.. وأيضا الحديث عنه والنقاش حوله.
•••
خلال فصل الشتاء الماضى توفى نحو ثمانين ألفا من الأمريكيين من الانفلونزا وتداعياته الصحية. وهذا الرقم يمثل الرقم الأكبر منذ شتاء ١٩٧٦ ـ ١٩٧٧ ـ حسب أرقام مركز مكافحة الداء التابع للحكومة الأمريكية. ويذكر فى هذا الصدد أن ٤٧ فى المائة  فقط من الأمريكيين باختيارهم وقرارهم الخاص يتلقون مصل الأنفلونزا،  ولا شك أن الحديث عن الانفلونزا بدأ ولن ينتهى،  وهذا هو التوقيت السنوى للحديث المثار حول غزوه لحياتنا وأيضا حول جدوى التطعيم وتلقى المصل، بالمناسبة البرد وأعراضه ورزالته ـ يتحول إلى ثرثرة الناس وشكواهم كما هو الحال فى جميع بقاع العالم.
•••
لا شك أن الأمر الذى يلفت الانتباه فى الأوساط الصحفية الأمريكية ويتم الحديث عنه هو أن صحفيى وصحفيات الأقليات «غير البيض» يمثلون نحو ١٦.٦ فى المائة فقط من عدد الصحفيين العاملين فى جميع وسائل الإعلام عام ٢٠١٧. وكانت النسبة لا تزيد على ١١.٣ فى المائة عام ١٩٩٧. وهذه الأرقام والنسب وردت حسب تقرير أعدته الجمعية الأمريكية لمحررى الأخبار. وحتى تتضح لنا الصورة بشكل أوضح وتظهر ضآلة عدد العاملين فى مجال الإعلام من الأقليات علينا أن نتذكر  بأن ٣٩ فى المائة هى نسبة من هم وهن فى عداد الأقليات فى التركيبة السكانية للولايات المتحدة. وهنا يظهر الفارق ويتضح التحدى الذى يجب أن تواجهه وسائل الإعلام وهى تتحدث وتحاول أن تتبنى التعددية فى تناولها الإعلامى والصحفى.
•••
صار بإمكانية أولياء الأمور وخاصة الأمهات بالطبع أن يتابعن سلامة أولادهن وخط سير تحركاتهم فى غيابهن.. وذلك من على بعد، فالتطبيق الخاص بهذه المهمة لمراقبة تحركات الأولاد والبنات والمستعمل بكثرة على الهواتف الذكية يسمى «يا ماما أنا أو كى» ـ. والاشتراك الشهرى له ٩ دولارات. وهذا التطبيق يمد الأم باستمرار بمستجدات حالة الابن والابنة ،وذلك عن طريق التواصل معهم والاطمئنان عليهم والسؤال عن سلامتهم من حين لحين، وإذا لم ترد الإجابة منهم بـ «نعم» يقوم التطبيق بإبلاغ الأم والبوليس بمكان الابن والابنة. وكما نقل عن إحدى الأمهات قولها: «أنا أريد أن أعرف أين  بناتى وإذا كن بخير أو حدث مكروه لهن».. إجابات وتبريرات مشابهة تتكرر على لسان الأمهات ـ كلما أتى الذكر بالزمن الذى نعيش فيه والمخاوف التى تحيط بنا ونحن نتابع حياة أولادنا وبناتنا وسلامتهم.. خاصة فى عصر الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعى والفيس بوك والانستجرام وكل ما قد يساهم فى نشر الخوف والفزع والجريمة لا قدر الله. هذه الأدوات المتجددة التى تشارك أيضا (ومع الأسف) فى تشتيت انتباه الأجيال الجديدة وخفض وأحيانا انعدام قدرتهم على التركيز والاختيار ومقاومة الاستسلام لما هو مهيمن على التفكير السائد حولهم. •