الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سما وهديل وسارة ونورا .. «هزمنا التنمر!!»

سما وهديل وسارة ونورا .. «هزمنا التنمر!!»
سما وهديل وسارة ونورا .. «هزمنا التنمر!!»


تواصل «صباح الخير» متابعتها للحملة التى تبنتها على مدى العددين السابقين،#عام دراسى_ضد _ التنمر#، بالتزامن مع الحملة التى أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة"يونيسيف" تحت رعاية المجلس القومى للطفولة والأمومة، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ويدعمها الاتحاد الأوروبى، بعنوان#أنا_ضد _التنمر#.

مع استمرار الحملة تتابعت الكثير من ردود الأفعال عبر مكالمات خط نجدة الطفل وعبر الموقع الرسمي ليونيسيف مصر، الذى أرسل إليه الكثير من الأطفال والمعلمين عن مبادراتهم في المدارس لتوعية التلاميذ بكيفية مواجهة التنمر، ومساعدة الأطفال الذين يتعرضون لأى إيذاء من التلاميذ أو المعلمين.
وفي نفس الوقت أرسل أطفال آخرون عن قصصهم وتفاصيل معاناتهم من التنمر بأشكال مختلفة، ومشاعرهم في تلك اللحظات، وكيف استطاعوا التغلب على هذه المشاعر وتجاوزها..قصص وتفاصيل ملهمة وإنسانية جدا ..في السطور التالية.
رسالة أم : تراحموا
كتبت الأم «أمنية عسكر»: «النهارده واحدة من الأمهات ليلى بنتي على جروب واتس آب الأمهات، قالت إنها قعدت مع بنتها وفهمتها إنه ماينفعش نتريق على حد، ولا نشترك في التقليل من حد ولا ننبذ حد، ونقول مش هنصاحب حد، ولا نتفق على حد، ولا نشارك في أى نوع من الأذية لحد، خاصة لو حد مختلف شكلا أو دراسيا أو ظروفه الاجتماعية أو المادية مختلفة أو لو جديد في المدرسة، وطلبت كلنا نعمل نفس الحاجة، كلام بسيط وبديهي، لدرجة إننا مابنقولوهوش، فلازم بقى نقوله، شخصيا اتحمست جدا، وعملت مع ليلى بنتى كده، ولقيتها اتأثرت جدا.
وتخيلت لو كل أب وأم يقعدوا مع ولادهم، بشويش كده، ويفهموهم الموضوع، وكل واحد يعمل اللي يقدر عليه هيعمل فرق كبير، في حملة دلوقت عاملاها اليونيسيف، للتوعية ضد التنمر، والموضوع ده عالميا بقى فيه اهتمام كبير، لانتشاره وخطورته اللي ممكن تؤدي لجرائم أو للانتحار، بالتوعية بنحمي ولادنا وبنحمي المجتمع، المجتمع افتقد كتير من الرحمة والإنسانية لازم كل واحد يعمل اللي عليه «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم، ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأؤلئك هم الظالمون».
 #أنا_ضد_التنمر#.
 #تراحموا#.
الدكتورة مها عماد، استشارى الطب النفسي للأطفال والمراهقين بطب بني سويف، تشارك في تدريب أخصائيي خط نجدة الطفل المجاني 16000، على تقديم المشورة للأطفال الذين تعرضوا للايذاء من زملائهم، تقول أنها لم تكن تتوقع أن تنجح الحملة بهذا الشكل في أن تجعل الكثيرين يعرفون بسرعة مفهوم التنمر بالأطفال، ويستخدمون المصطلح، كل هذا من خلال ردود الأفعال التى تأتي إلى أخصائيي الخط، وأيضا من خلال مايرسله الأطفال والأمهات والآباء والمعلمون والشخصيات العامة على فيس بوك الحملة على موقع «يونيسيف-مصر».
الكثير من القصص كتبها أو أرسلها عبر الفيديو أطفال، عبر موقع الحملة، كلها فضفضة عن مشاعر الضيق التى عانوا أو مايزالوا يعانون منها بسبب مايتعرضون له من عنف من أطفال مثلهم أو من معلمين أو من غيرهم، سواء كانت في شكل ضرب أو إهانة أو شتائم.
سارة تحكي قصتها بالصوت وبلغة الإشارة :
«ماكنتش بروح المدرسة عشان بيقولوا لى مامتك لسانها فين»
وهناك أيضاً قصة سارة صفوت الجوهري، التى قالت :«من وراء أهلي كنت مابروحش المدرسة في ابتدائي، كنت أكره المدرسة والمدرسين، كانوا ماسكين بابا وماما محل تريقة وهزار لأنهم صم وضعاف سمع، وحالات غيرى كتير لحد دلوقت أطفال صم أو أطفال من أسرة صم محطوطين في وضع السخرية.
ماحدش بيختار أبوه وأمه، وماحدش بيختار إنه يسمع ويشوف ويتكلم، كانت الأطفال في المدرسة بيتريقوا علي، ويقولوا لي هي مامتك لسانها فين، مبلوع ولا مقصوص، وأبوك واقع على ودنه ولا إيه إحنا بنخاف منه قوى علشان صوته، هو مابيتكلمش، بزعق، كنت باخد الكلام ده جوايا وبزعل قوى، وكان ده بيعملي طاقة سلبية».
وتمضى سارة متحدثة عن كيف واجهت ذلك:«لكن أنا قدرت أحول الطاقة السلبية لايجابية، لما قدرت أفهم المجتمع إن أى طفل مايسمعش أو مابيتكلمش أو من عيلة صم وبكم مايتريقش عليه أو يهز الهزار التقيل ده، ما قدرتش أرجع السمع والكلام لماما وبابا عشان دي حاجة بتاعة ربنا، فمانتريقش على الناس أو على الطفل على حاجة مش بايده، لكن نقدر نغيرها له لحاجة أحسن، أنا ضد الهزار والتريقة والتنمر».
وردت الأم «هبة سامي» على فيديو سارة على فيس بوك الحملة بقصة أخرى، تحمل الكثير من الرسائل، «بنتي إمبارح قالتلي ياماما المس دخلت الفصل وقالت اللي باباه ميت يقوم يقف، وفضلت تقول ماحدش باباه ميت، فجت سألتني، يعني إيه باباه ميت، وهمه ليه عايزين اللي باباه ميت يقف، الصراحة معرفتش أرد عليها، يعني في أكثر من طريقة تعرفوا بيها غير إنكم تدخلوا الفصول وتسألوا أطفال مش فاهمين حتى معني سؤالك».
سما رامي :خليت المدرس يشيل كلمة البله المنغولي من الكتاب
هديل: ماما زرعت في الثقة
سما رامي، وهديل ماجد من ذوى الإعاقات الذهنية، أرسلتا فيديوهات عبر الحملة حكيتا فيها قصتهما في مواجهتهما للتنمر، سما طلبت من مدرس الأحياء د. شوقى يشطب كلمة«البله المنغولي» لأني مش عايزة أسمعها تاني، لما كنت خارجة أنا وصاحبتي غفران وماما وطنط علياء ماما غفران صاحبتى من معهد البالية، في بنتين بصوا لنا بصوا لنا بصة وحشة قوى مش عارفه ليه، حاسة إني مضايقة قوى، وبعد كده قابلنا ولدين كانوا بيرشوا علينا ميه، ممكن الناس في الشارع تدافع عننا..أنا ضد التنمر.
وحكت هديل كيف تعرضت لأن يضحك عليها زملاؤها في الجامعة، «كان في ناس تبصى لي أوى وتضحك وتتريق، وقبلها في النادي كان في أطفال صغيرين يبصوا لي ويضحكوا ويجروا، لكن ماما زرعت في الثقة، ربنا خلقنا في أحسن صورة الحمد لله، خليك واثق في نفسك».
لي لي عندها 12 سنة وأنشأت  صفحة على فيس بوك علشان توعي زمايلها ضد التنمر، وأرسلت الصفحة ونشاطها عبر الحملة.
أصعب أنواع التنمر
تقول د. مها عماد الدين، أن التنمر بأصحاب الإعاقات من أصعب أشكال التنمر تأثيرا، لأنه قد يصل بالطفل إلى أن يقرر عدم الذهاب للمدرسة، خاصة لو كان ما يتعرض له المعاق من إهانة يحدث بشكل متكرر ومن دون مساعدة من الأهل.
ومن الأنواع الصعبة أيضا التنمر الالكتروني، ويتعرض له المراهقون بشكل عام، مثل أن ينشر صديق لهم على السوشيال ميديا، صورا لا يحبون أن تنشر، يكون المتنمر قد التقطها له دون علمه، وتأثيرها صعب جدا، لأن انتشارها يكون سريعا جدا وعلى مدى واسع، ومن الصعب السيطرة على وقف نشرها، والتحرك من أجل وقف النشر من خلال المسئولين عن الموقع عالميا، يحتاج لاجراءات ووقت طويل، وفي أمريكا وصل الأمر ببعض الاشخاص المتنمر بهم إلى الانتحار، لصعوبة تلك المشاعر.
والنصيحة للابن هنا التعامل مع الزملاء ومع من يحاولون التصوير خلسة، بحذر، وعدم إرسال أى صور خاصة إلى صديق، لأنه بمجرد وصول الصورة إلى شخص آخر، لن تستطيع السيطرة عليها مرة أخرى، ويمكن أن تنشر عبر حسابات وهمية، بالاضافة إلى الانتباه إلى أن الصور الخاصة يمكن الحصول عليها من خلال اختراق الصفحات الخاصة، فالحذر في استخدام الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في غاية الأهمية.
مها تحكي قصة ابنتها نورا التى افتخرت بنفسها
بعض القصص التى جاءت على موقع الحملة تحمل مشاعر إيجابية، فليست كل القصص سلبية، ومنها قصة الأم «مها الطنب» التى كتبت تقول:«بنتي بتحكي لي إمبارح في تمرين السباحة، انضمت لمجموعتهم بنت جديدة، مستواها الفني أقل ولياقتها أقل، بس نفس السن 8 سنوات، أثناء التمرين الكابتن لاحظ إن نورا بتعوم ببطء على غير عادتها، فزعق لها وقال:بطلي استعباط واتحركي، في نهاية التمرين نورا قالت للكابتن: أنا ماكنتش باستعبط، أنا كنت بعوم بالراحةجنب زميلتنا الجديدة، علشان أشجعها، وأعلمها وتتعود على المجموعة وماتخفش».
الكابتن اعتذر لنورا، وقالها انت كده تستاهلي مكافأة واعطاها شيكولاته، رجعت لي نورا من التمرين مبسوطة وفخورة بموقفها، ده موقف إيجابي حبيت أقوله للأمهات اللي ممكن تقلق على أولادها، حبيت أقول كمان إن تعليم ولادنا قبول ومساعدة الآخرين بيعلمهم الثقة في النفس والشجاعة ونشر الخير وقبول الآخر.
«التنمر بياخد مجهود منك أكبر بكتير من مساعدة الآخرين، علموا ولادكم إن المتنمر شخص ضعيف جدا، ولو كان عنده حاجة كويسة يقدمها ماكنش ده بقى حاله، دربوا ولادكم يساعدوا اللي حواليهم، بشجاعة، الطريقة دي بتشجعهم يواجهوا أى حد ممكن يؤذيهم معنويا».. من بين المشاركات الإيجابية أيضا الصورة التى أرسلها مدرس اللغة العربية في مدرسة بدمياط الأستاذ إبراهيم بدر، وشعار الفصل الذى اختاره للطلبة السنة دي.
#أنا_ضد _التنمر#.
«تعمد الأذى وتكراره ، همه اللي بيميزوا ما بين أى إيذء ومابين التنمر» هكذا فرقت الإخصائية النفسية د.سيهار صلاح الدين، خلال الفيديو الى أرسلته للحملة، داعية كل الأطفال والأمهات والمدرسين للتدخل لوقف التنمر، لكن بدون إيذاء أو تنمر بالمتنمرين، حتى لا نشجع على استمرار التنمر.
بصوت الفنانة منى زكي، يوضح فيديو منشور على الحملة أن في مصر 70 % من الطلاب فى السن من 13 - 15 سنة - للتنمر، وعالميا واحد من كل طلاب تعرضوا للتنمر، ممكن يكون بالايد أو بالكلام الجارح أو بنشر الشائعات أو الاستخفاف والاستبعاد، أو من خلال الانترنت، ممكن نوقف لتنمر لو الأطفال اتعلموا إزاى مايقبلوهوش وإزاى يتعاملوا معاه وامتى يلجأوا للى يساعدهم، ولو المدرسين ماتجاهلوش المواقف اللي ممكن تعرض الطلبة للعنف والأذية، ولو الأهل شجعوا ولادهم عشان يحكوا عن كل اللي بيمروا بيه، وساندوهم في حل المشكلة، لأن من حقهم يعيشوا طفولتهم وهمه مبسوطين من غير خوف، ولو محتاجين مساعدة يقدروا يتكلموا على خط نجدة الطفل.
تعاطف أولا ..أول خطوة للمساعدة
من يتصلون أكثر على خط نجدة الطفل، لطلب المشورة حول التنمر، هم الأمهات والآباء، وليس الأطفال، كما تؤكد د. مها عماد الدين، «عايزين يعرفوا إزاى يساعدوا أولادهم، ويستغربون من مشاعر أولادهم مما يرون أنه لعب عيال مع بعض وموضوع بسيط».
تنصح د. مها الأمهات والآباء بأن يضعوا أنفسهم مكان الطفل، ووقتها سيشعروا أن من حقهم أن يشعروا بالضيق، «لايصح أن نقلل من مشاعر الطفل، أو نقول له انت جبان، إزاي خليتهم يعملوا معاك كده وسكت، لأن الطفل اللي بيتعرض للضرب أو الإهانة الشديدة، صعب إنه يتصرف، بل إن بعض الآباء يضربون الابن لأنه ترك باقى الأطفال تأخذ منه شيئا أو يرمونه بأى شيىء لكي يهينوه أو يفرضوا سيطرتهم عليه، في هذه الحالة يؤذى الطفل مرتين، مرة من زملائه ومرة من والده أو أمه».
هنا تسأل د. مها الام أو الأب:هل نجحت طريقتك في أن تخلص أبنك من مشاعره أو جعلته يصد عن نفسه الأذى؟، وعندما تكون الإجابة: لا، تكون النصيحة تعالوا نغير الطريقة إذن، لأننا عايزين مصلحة الابن، «فبدلا من أن نقول للطفل، ليه سيبتهم يعملوا معاك، نقول: أى حد مكانك مش هيقدر يعمل حاجة، لأن ببساطة لو كان ابنك يقدر يرد الضرب أو الإهانة كان عمل كده، أو كان تحول لمتنمر بطفل أضعف منه، والمشكلة إنه هيشعر إن ده بمباركة الأهل، اللي المفروض يقولوا إنه ماينفعش يؤذى أحد».
جملة «أى حد في مكانك مش هيقدر يعمل حاجة» ستزيد من ثقة الطفل في نفسه، «كل ما كانت الأم والأب عندهم استعداد يسمعوا ابنهم أكثر هيقدروا يحلوا مشاكله بدرى، وأول خطوة في المساعدة هي التعاطف وإبداء الاهتمام، لأن ده هيقلل كتير من الآثار النفسية السيئة اللي بيعاني منها الطفل»، وبعدها يمكن للأهل التواصل مع إدارة المدرسة والإخصائي الاجتماعي للتصرف مع الأطفال المؤذيين، وننصح الإبن ألا يمشي بمفرده، بل يمشى مع مجموعة ويصادقهم، حتى لا يتعرض للأذى أو التنمر من مجموعة، وإذا تعرض للايذاء بالشتم أو الاهانة، يبدي عدم اهتمامه، لأن المتنمر يحاول أن يفرض قوته على الآخر، وإذا شعر إن الطرف الآخر غير مهتم سيفقد الأمل في أن لأفعاله نتيجة فيتوقف عنها.•