الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قصص من الشارع إلى العمل

قصص من الشارع إلى العمل
قصص من الشارع إلى العمل



يمر أغلب الأطفال وتلاميذ المدارس بتجارب يتعرضون فيها لأشكال من العنف أو الأذى، من زملائهم وربما من المعلمين أنفسهم، بسبب شكلهم أو لونهم أو طريقة نطقهم للكلمات أو لأسباب أخرى، وإذا تكرر هذا الأذى من شخص أو عدة أشخاص وجها لوجه أو عبر الإنترنت، يسمى تنمرًا.
وفي هذا العام الدراسي، الذى تبدأ فيه وزارة التربية والتعليم تطبيق أنظمة تعليمية جديدة في التدريس، وفي المناهج ووسائط التعلم في الصفوف المختلفة، تتبنى أيضا حملة لتكون المدارس بيئة آمنة ومريحة للأطفال، وضد التنمر، بالتعاون مع اليونيسيف، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، وبرعاية المجلس القومي للطفولة والأمومة.
الحملة التى تحمل شعار «أنا ــ ضد ــ التنمر» يشارك فيها سفراء النوايا الحسنة لليونيسيف أحمد حلمي، ومنى زكي، ويسرا وغيرهم، بفيديوهات عن تجاربهم مع التنمر، وكيف تغلبوا عليه، يساهم فيها خط نجدة الطفل المجانى 16000، الذى يتبناه على المجلس القومى للطفولة والأمومة، بتلقى بلاغات الأطفال عن المتنمر بهم، وأيضا تقديم المشورة النفسية لمن تعرضوا للأذى من زملائهم أو معلميهم.
وبحسب الحملة، فوفقًا لأحدث البيانات العالمية، الفتيات والفتيان على حد سواء، عرضة لخطر التنمر، لكن يزيد احتمال تعرض الفتيات لصور وأشكال التنمر والإيذاء النفسى، بينما الأولاد يكونون أكثر عرضة لمخاطر العنف الجسدى والتهديدات. 
وقد أظهرت دراسة أجراها  المجلس القومى للطفولة والأمومة واليونيسف عام 2015، شملت ثلاث محافظات، أن أعلى مستوى من العنف يواجه الأطفال يحدث فى المنزل، تليه المدرسة، كما رصدت الدراسة أن من 29% إلى 47% من الأطفال فى السن من 13- 17 سنة قالوا: إن العنف الجسدى بين الأقران كان أمرًا شائعًا.
وإذا كان التنمر يحرم الأطفال من حقهم فى اللعب والتعلم بأمان، فجميع الأطفال سيستفيدون من ثقافة ترفض التنمر للحفاظ على سلامتهم.



الصدفة وحدها قد تجعل من اسمك سببًا للتنمر بك والسخرية منك، فالاسم وحده قد يدعو للسخرية مثل أسماء كثيرة يعانى أصحابها من معنى أسمائهم، خصوصًََا أسماء بعض العائلات التى لها علاقة بحيوانات، أو صفة من الصفات المذمومة، أو تحمل معنى التحقير، كما أن زيادة هرمونات الذكورة بالنسبة للبنت، أو زيادة هرمون الأنوثة بالنسبة للولد، قد يسبب لصاحبه مشاكل كثيرة، بسبب رقة الصوت أو غزارة الشعر أو كبر حجم أجزاء من الجسم لا تتناسب مع السائد فى أجسام الذكور أو الإناث .
بعض هذه القصص التى يعانى أصحابها دون أن ننتبه لمعاناتهم، أو لتأثير نظراتنا عليهم وعلى أجزاء جسمهم، خلال السطور التالية.

سميرة: عايزة أغير اسمى عشان ألعب فى الشارع
«سميرة سمير وحش السرير»، جملة كوميدية ساخرة انطلقت فى الفيلم الكوميدى الشهير «سمير وشهير وبهير» وأصبح هذا الإفيه متداولًا بين الكثير من الشباب فى إشارة منهم إلى سوء سلوك الفتاة التى يتحدثون عنها.
أصبحت الطفلة سميرة محمود التى لم يتجاوز عمرها 6 سنوات ضحية لهذا الإفيه، بعد أن قرر والدها أن يسميها سميرة نسبة إلى عمتها الكبرى التى توفيت منذ سنوات قليلة، مرت سنواتها الأربع الأولى بسلام كغيرها من الأطفال تتحدث مع أشقائها أو أقاربها دون أن تخجل من اسمها إلى أن بدأت تذهب إلى المدرسة وتلعب مع الأطفال فى الشارع.
بمجرد أن تطل سميرة من باب منزلها فى الحى الشعبى بالمطرية تصبح حديث أطفال الشارع من الأولاد وكذلك المراهقين ويستقبلونها استقبالا حافلا ويبدأون فى ترديد جملة «سميرة سمير وحش السرير».
فى البداية لم تدرك سميرة أن الجملة مقصود بها سخرية وإشارة على سلوكها السdئ – كما ظهرت بطلة الفيلم- إلى أن شاهدت الفيلم بنفسها ذات مرة وأدركت باستيعابها البسيط  أن المقصود بالجملة سوء السلوك.
بكلمات بسيطة وصوت منخفض تقول سميرة «أنا مش فاهمة يعنى إيه وحش السرير، بس ماما قالتلى إنها حاجة عيب فبقيت اتكسف أنزل ألعب فى الشارع، ونفسى أغير اسمى عشان أعرف ألعب مع صحابى فى الشارع وفى المدرسة».
قصة لبنى مع جلد الوزة
فى واحدة من أفخم مبانى شارع جامعة الدول العربية، وجدت لبنى حسين لافتة كبيرة على نافذة الدور الرابع من المبنى لعيادة الأمراض الجلدية والتجميل بالليزر لم تتردد فى زيارتها رغم أن راتبها ينتهى بعد 10 أيام فقط من تسلمه.
سألت لبنى فتاة الاستقبال عن إزالة الشعر بالليزر ومدى خطورته وهل سيخلصها نهائيًا من جلد الوزة الذى تعانى منه منذ مرحلة المراهقة، ووجدت الإجابة التى تمنت كثيرًا أن تسمعها وهى أنها تستطيع التخلص من هذا المظهر الذى طالما منح الفرصة لزملائها فى العمل للسخرية منها.
«إزالة الشعر بالليزر ستخلصك نهائيًا من الشعر الزائد بعد 8 جلسات وبالتبعية ستتخلصين من جلد الوزة، سعر الجلسة يتم تحديده بعد انتهاء الجلسة وسعر النبضة جنيه واحد فقط،» بعد هذه الكلمات المطمئنة حجزت لبنى الجلسة الأولى يوم استلام المرتب.
بعد ساعات قليلة أنفقت لبنى ما يقرب من نصف راتبها بعد جلسة الليزر الأولى، بعد أن أزالت الشعر من نصف ذراعيها ونصف ساقيها، باعتبارها المناطق التى تظهر من جسدها أثناء الوضوء أو فى تجمعات الأصدقاء فى المنزل سخرية أصدقائى المقربين وزملاء العمل من جلد الوزة الواضح ملامحه على ذراعى وقدمى جعلتنى أجرب جميع الوصفات والخلطات الطبيعية للتخلص من هذا المظهر،لكن تأثيرها بطىء جدًا ويكاد يكون معدومًا، فقررت تجربة الليزر رغم ارتفاع التكلفة، فسعر الجلسة الواحدة 800 جنيه وهو ما يعادل نصف راتبى».
بعد 6 جلسات انتهت مشكلة لبنى بنسبة 70% تقريبًا، وطمأنتها الطبيبة المعالجة، أنه مع انتهاء الجلسات ستشعر بتغيير جذرى فى مظهر جلدها، واضطرت لبنى للاستغناء عن وسيلة المواصلات التى تركبها بعد النزول من المترو، لتصل لمنزلها، توفيرا لأى مبالغ تكمل بها جلسات الليزر، لتتخلص من أزمتها النفسية. •