«دينا»: الخبرات المتراكمة تصنع فكرة مدهشة

هبة حسنين
«11 شارع المجد» للوهلة الأولى قد تظنه عنوان عقار، لكن المفاجأة أنه اسم محل زهور وهدايا لصاحبته «دينا خليل»، التى فكرت فى يوم ما أن الحياة لم تعد تحتمل، وأنها تريد أن تتركها، وحاولت.. لكن منحها الله القوة والصبر والتحمل لتصل إلى حلمها، بعد مشوار طويل.. فى شارع المجد الحقيقى تعلمت دينا وعملت مع مهندسة ديكور، أحبتها وأحبت أن تسكن وتعمل بهذا المكان فى يوم ما، وما زالت تحلم، فاختارت عنوان الحلم، عنوانًا للغرفة التى استأجرتها فى أحد شوارع الزمالك، لتكون مكانا لبيع منتجاتها.
«دينا» ابنة محافظة البحيرة، درست علوم الكمبيوتر بجامعة المنصورة، وعملت بعد التخرج فى عدة مجالات، تنقلت بين العمل فى مجال الإعلام، ثم مساعدة لمهندسة ديكور، بعدها عاملة بأحد المحال التجارية، ثم فى شركة لتجهيز حفلات الزفاف، وأخيرًا فى محل هدايا كبير.
لم تحب دينا أن تكون «موظفة» لدى أى صاحب عمل، وظل حلمها أن يكون لها عملها الخاص، تستطيع أن تحصل منه على المال لإكمال دراستها العليا عن الأطفال والمجتمع، وإنشاء مدرسة لتعليم الصغار العلوم والفنون، التى اختارت لها اسم القلب الأخضر «جرين هارت» لأنها ترى قلوب الأطفال خضراء بلون الأشجار والنباتات فى نضارتها وجمالها.
بدأت دينا أولى خطوات حلمها من صفحة على فيس بوك تحمل نفس اسم مدرستها المستقبلية، واستطاعت من خلالها أن تبيع الهدايا التى تصممها بنفسها من الورود والأخشاب واللوحات، وبعد عدة شهور استأجرت محلا بسيطًا بالمنيل ومن بعده افتتحت محلها بالزمالك.
لكن الأمر لم يكن سهلا «كنت أتعرض لضغوط نفسية كثيرة وأسست المشروع من لا شىء، كنت أملك فقط الفكرة، ولكن لم أدخر أى مبلغ مالى رغم عملى فى عدة أماكن وكان ممولى الوحيد بعد كرم ربنا هو أمى وبعض الأصدقاء»
فكرة دينا تتلخص في «أن الناس تقدر تشترى هدايا تلمس روحها وتربطها بذكريات، وسعرها يكون مناسبًا، وإللى ساعدنى عليها أنى اشتغلت مع مهندسة ديكور واتعلمت منها كتير، واستفدت من عملى بأحد محلات الملابس الشهيرة فى قسم التخزين بتعلم كيفية تنسيق الألوان معًا لتظهر بشكل جذاب، وانضممت إلى مجموعة من الشباب وتمكنا معًا من تنسيق ديكورات حفل زفاف ابنة سفير سابق باستخدام «الأورجامى» أو فن تنسيق الزينة من الأوراق، وتعلمت من تلك الوظيفة أصول تغليف الهدايا».
هدية غريبة ومدهشة
ابتكارات دينا فى تصميم الهدايا من أفكارها الخاصة، وتتميز بالغرابة أو الدهشة، من بين الأشياء التى صممتها شنطة نصفها من الخشب والنصف الآخر من القماش، وشمعدان خشبى، وصندوق ذكريات يبدو من الخارج فارغًا، لكن بمجرد فتحه تجد على جدرانه الداخلية ذكريات صاحب الهدية من صور وكلمات مميزة لن يفهمها غيره.
قبل افتتاح محلها قبل أسابيع، لم تكن تملك أى أموال، فقامت بدهنه وعمل الديكورات الخاصة به بنفسها، وساعدها الكثيرون، فهذا يعطيها كراسى للزوار وآخر يمدها بطاولة، بالإضافة إلى المبالغ التى استلفتها من والدتها وأصدقائها لشراء بضاعة المحل، حتى تستطيع الوقوف على قدميها لتصبح امرأة مستقلة ماديًا وتحقق حلمها.
حاليًا تدرس دينا علم النفس، وتستعد لتنظيم ورشة لتعليم فن تغليف الهدايا، «أحب أن يتعلم الجميع طريقة تغليف الهدايا بشكل شيك وبتكلفة بسيطة، خاصة تلك التى أعدوها وصنعوها بأنفسهم لمن يحبون، فأهم شىء أن يظهر الشكل النهائى للهدية جذابًا ومنظمًا، بما يضفى عليها رونقًا وجاذبية».
واختتمت «أتمنى تسديد ديونى وتحقيق حلمى ويفخر بى أهلى. خاصة أمى، فهى صديقتى وحبيبتى وداعمتى ولطالما وثقت بى وكانت وما زالت تخبرنى أننى سأكون ناجحة وسوف أكون يومًا ما». •