الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حوار شبابى جدا هل الرجال خائنون بالفطرة؟

حوار شبابى جدا هل الرجال خائنون بالفطرة؟
حوار شبابى جدا هل الرجال خائنون بالفطرة؟


كتبت: ابتسام كامل
- بابتسامة لطيفة.. وقف أمام مكتبى، أغلّق الكتاب الذى بيدى، معتذرًا  لمقاطعتى وهو يجلس أمامى، متسائلا: ما الذى يجعلها تحادث ٣-٤ أشخاص فى وقت واحد على الفيسبوك؟
- عقدت يدى أمامى، وتساءلتُ: تقصد مريم خطيبتك؟
حينما أومأ بنعم، سألته: وأنت، هل يمكن أن تُحادِث ٣-٤ بنات فى وقت واحد؟
-  وبثقة أجابني: طبعًا!
- لماذا إذن تتعجب إن فعلت خطيبتك ذلك؟

- بدا  كمن يتراجع ، قائلًا: أنا أعرف إنها تحبّنى، ولكنى أعرف كيف يفكر الرجال! فكل منهم سيحاول مغازلتها، وربما يحلم بما هو أكثر، إنه التوستيرون «الهرمون الذكورى» ياعزيزتى يجعل الرجل صيادًا ومتعددًا، يرغب فى الوجود مع أكثر من امرأة فى وقت واحد.
-  يا سلااااام ! ربنا خلق هرمونات الخيانة فى جسم الرجل بالتحديد،  ولم يخلق هرمونات الحب والوفاء؟
-  ضحك عاليا ثم قال: إنتِ زى الفل، وفورا  ذهب إلى جوجل على المحمول، ثم قال: الإنسان عنده هرمون الاوسيتوسين للحب والوفاء، ملتفتا إليّ بعينين ضاحكتين، مستطردًا: ولكن مغازلة النساء لا تعنى الوقوع فى حبهن، بل الوقوع  فى الخيال الذى يثيره وجودهن، والاستمتاع بضحكاتهن، وعواطفهن وحنانهن!، لأنه يعرف أن يأخذ ما يريد من كل امرأة! يأخذ من هذه الحكمة، ومن هذه الحنان، ومن هذه الأمان، ومن هذه التلاعب والإثارة.. فوجود النساء حول الرجل يحفز عاطفته، أما حبه الحقيقى فهو يعرف أين يجده!.
- ألا ترى أن ما يجوز على الرجل يجوز على المرأة؟.
- بدون محاضرات نسوية ولا مجادلات دينية، لا! لأن المرأة كائن يبحث عن الحب والحنان، بحسب الهرمون الأنثوى «الاستروچين»!.
- سأذهب معك للنهاية: أليس غريبا أن الرجل استطاع تفسير كل شيء ليناسب أهواءه، حتى دور الهرمونات؟.
- مش فاهم!.
- يعنى لو لاحظت، العلم يتحدث عن الدور العلمى لخصائص الهرمونات الجنسية، بينما أراك أنت الشاب المثقف لا تتحدث إلا عن الدور الاجتماعى لهرمون الذكورة  وكيف يجعل الرجل فى صورته البدائية كصياد يبحث عن المتعة الجسدية والطعام!.
- إنها الطبيعة، ماذا يضايقك فى ذلك؟.
- ما يضايقنى أن المجتمع الذى يبرر ضعف الرجل جنسيًا وعاطفيًا، هو الذى يلوم المرأة – مع أنه يراها أصلا ضعيفة وعاطفية- إن استجابت  لمغازلة الرجل،  ويلومها ويعتبرها بلا كرامة إن فسرت اهتمامه بأنه حب وانتظرت منه المزيد! ألا تخشى على خطيبتك أن تتأثر بمن يلعب على مشاعرها الرقيقة؟.
- ملاحظة ذكية،  ولكن المجتمع هو...
- قاطعته: هو المجتمع الذى - منذ اكتشاف الآلة مع انتهاء العصر الأمومي- صار يُقنِن  القيم والمعايير الأخلاقية  والقانونية.. حتى العلمية بحسب هواه! تخيل أن علم الذكور اكتشف أن الرجل خائن بطبعه، رغم أن هناك ملايين الرجال أحاديى العلاقة ولا يهتمون سوى بامرأة واحدةّ! كما أثبت أن الهرمون الذكورى عنيف ومتعدد، ولم يشرح لنا لماذا!.
- حينما سألنى لماذا، قلتُ: بحسب نظرية التطور، أصبح تكرار العنف والخيانة والهيمنة - على مر العصور – هو السمة السائدة فى الشفرة الوراثية لچينات الهرمون الذكورى،  وهكذا صار معظم الرجال يولدون ولديهم ميل طبيعى للخيانة والتعددية، حتى يشجع المجتمع تلك الصفات وتصبح سلوكيات طبيعية!.
-   ما شاء الله.. أنتِ تقولين أنه تم اللعب فى هرموناتنا كما يحدث فى الخضار والفاكهة؟؟؟.
-    ضاحكة: لا، بل ما حدث هو تطور أشبه بما حدث مع بعض الكائنات التى تغيرت صفاتها لتناسب الظروف، ولكن ما حدث للرجال هو تطور أنانى سلبى، وخاصة أننا لا نعرف كيف كانت سمات الهرمون الأنثوى قبل ذلك،  وهل كان متعددًا أيضًا أم لا، وخاصة أن النساء كانت هى المسئولة عن قوة وعزوة القبيلة  عبر العلاقات المتعددة، وقتها؟.
- أوبااا.. كده دخلنا فى منطقة الشرف والأعراض!!!  تضيق نظراته قليلا، كأنه يحادث نفسه: نظريًا، من الممكن أن تكون سلوك النساء كالرجال، بل فعليًا يوجد نساء كثيرات تعرف كيف تلاعب الرجال، ولكننا نصفهن بأنهن«...»!.
- مظبوط، فوجود النساء ال«...» يتساوى مع الرجل ال«...».. كل الفرق أن المجتمع يرى لعب الرجل غريزة، أما  لعب المرأة فيراه قلة تربية!.
-    يذهب بعينيه بعيدًا، ثم يقول: يعنى مريم ممكن تلاعب الشباب الذين تحادثهم على الفيسبوك؟.
- هذا كل ما وصلك من حوارنا؟ فماذا لو كانت الإجابة نعم..ممكن؟.
- وبنظرة خاطفة يوجه رأسه نحوى قائلا: ساعتها.. أكسر رقبتها! >