فراخ وبط وقفص فاكهة

هبة حسنين
اعتدت أن أسافر إلى قريتى «أشمون الرمان» بمركز دكرنس، محافظة الدقهلية، فى كل إجازة صيف، هذه السنة اجتمعت الأسرة سويّا لحضور حفل خطبة ابنىّ خالى، ورُغم ضيق الحال أحضر العريس من الذهب الكثير، مما جعلنى أتعجب كيف لبلد لا تتوافر به فرص عمل كثيرة أن يملك أبناؤها تلك المبالغ؟!
فأجابتنى قريبتى إن معظم الأهالى يضغطون على أنفسهم من أجل شراء شبْكة «بالشىء الفلانى» من أجل المظهر العام وبالطبع فهم ينتظرون المقابل وهو «رد الشبْكة»!
هى المرة الأولى التى أسمع بها بتلك العادة الغريبة، لتطمئننى ابنة خالى بأن هذا التقليد بدأ فى الاندثار من قريتنا، ولكنه متواجد بكثرة فى قرى أخرى.
يبدأ «رد الشبْكة» بعد حفل الخطبة بيوم بحيث تُجهز العروس «شوال» من الأرز ومثيله من المكرونة، و«سبت» أو أكثر يحتوى على الفراخ والحمام والبط، وبالطبع يجب أن يكون هناك أقفاص من الفاكهة المتنوعة وتذهب بها «المخطوبة» إلى بيت حماتها كهدية متواضعة لخطبة ابنها لها.
ويكون «رد الشبْكة» مساويًا لقيمة الذهب الذى يحضره العريس، فكلما كانت هديته غالية كان ردها أغلى، لأعود وأسألها «ليه نردها من الأول؟! طالما واحد جِه يخطبك ترجعيلوا فلوس الشبكة هدايا ليه أصلا؟!».
وكان الرد: بأنها عادة لا يستطيعون التخلص منها، ولكنها بدأت تقل عن الماضى كثيرًا، فمثلًا إذا كانت الشبْكة عبارة عن دبلة ومحبس وخاتم، فعندها لا ترد العروس أى هدايا لحماتها وتكتفى بزيارة أسرية مع «كام كيس فاكهة».
وذكرت نجوى، إن بعض الحموات إذا قدم ابنها ذهبًا لعروسه بقيمة عالية ولم ترد هذه الشبْكة فى صورة هدايا «تقوم الدنيا ولا تقعد» وتصر «أم المحروس» أن تنتهى هذه الزيجة لأنها لا تريد لابنها أن يناسب أشخاصًا يتصفون بالبخل!
ومن الدقهلية إلى الغربية، وتحديدًا فى طنطا، أكدت مريم عثمان عادة رد الشبْكة لا تزال منتشرة، وأنها خطيبها قدّم لها ذهبًا بسيطًا، وأعادته فى صورة هدايا من حلويات وبط وأرز وفواكه وبالكرتونة بتاعتها، وقالت إن عدم «رد الشبْكة» يعتمد على أهل العريس، فهناك «ناس ذوق بيكبّروا دماغهم»، ولكن آخرين يصرون على الهدايا بل يعطون العروس فرصة أسبوع وإذا لم تهادِ حماتها فعليها أن تُرجع الشبْكة «وكل واحد يروح لحاله».
أمّا مى مجد الدين، فتحكى عن عادات قرى بالمنوفية، حيث يشترط أهل العريس ويحددون الهدايا التى سوف تحضرها العروس حتى من قبل حفل الخطبة، ولكن بالمقابل يعطى الرجل لزوجته المستقبلية مبلغًا كبيرًا من المال بعيدًا عن ثَمن الذهب، حتى يساعدها فى شراء ملابس بيت الزوجية.•