الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الإحباط الاقتصادى وراء العنف فى المدارس

الإحباط الاقتصادى وراء العنف فى المدارس
الإحباط الاقتصادى وراء العنف فى المدارس




[if gte mso 9]>

Normal
0


false
false
false







MicrosoftInternetExplorer4

[if gte mso 9]>






لم تكن واقعة المعلمة التى قصت شعر طالبتين بمدرسة ابتدائية بالأقصر، لأنهما رفضتا ارتداء الحجاب، هى آخر الاعتداءات على تلاميذ المدارس، رغم الحكم على المعلمة بالحبس لمدة 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ.
بل توالت الاعتداءات، مابين تكسير أصابع التلاميذ، وإصابة أعين البعض، حتى وصلت إلى الإذلال وأمر مُدرسة لتلاميذها بمسح حذائها، هذا غير حوادث الاغتصاب.
 
أولياء الأمور بدورهم لم يتوقفوا عن الإبلاغ عن هذه الاعتداءات فى محاضر الشرطة، ومنها إلى وسائل الإعلام.
 
وطلب أولياء أمور من دار الإفتاء المصرية إصدار فتوى بالحكم الشرعى فى ضرب التلاميذ والاعتداء عليهم .
 
وبالفعل أصدرت دار الإفتاء فتوى قالت فيها إن الضرب المبرح للتلاميذ فى المدارس من قبل المعلمين، والذى قد يؤدى إلى ضرر جسدى أو نفسى للطالب، محرم وفاعله آثم شرعا، وأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه أنه ضرب طفلا قط.
 
وجاء فى الفتوى أن الضرب الذى يحدث فى المدارس هو نوع من الانتقام.
 
«يمكن كان زمان من 40سنة المدرس لما بيضرب طالب بيكون قصده مصلحته، لكن دلوقت علاقة المدرس بالتلميذ علاقة اقتصادية بحتة والمدرس افتقد نفسه كقدوة».
 
قالها عالم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية د.على ليلة، موضحا أن فتوى تحريم الضرب فى المدارس لن تجدى فى إنهاء ظاهرة العنف فى المدارس، لأن سبب الضرب الأساسى هو الانتقام المتبادل.
 
ويفسر سبب الانتقام بأن العلاقة بين الطالب والمعلم أصبحت اقتصادية، وليست علاقة قائمة على الأستاذية، والجميع الآن مصاب بحالة عالية من الإحباط، نتيجة عدم تحقق مطالب الثورة وما آل إليه حال الكثيرين من سوء الأحوال الاقتصادية، وعدم استطاعتهم الدفع للدروس الخصوصية كما كان الأمر فى السابق، فأصبحنا مثل «برميل توتر مقفول» ينفجر فى صورة عدوانية على الأضعف دائما.
 
ويرى د.على أن وزارة التربية والتعليم تحتاج إلى مواجهة هذه الظاهرة بالحزم، وبفصل المعلمين المعتدين فورا ليكونوا رادعا لأمثالهم، أما النقل من مكان لمكان والخصم من الراتب، فلن يحجم الظاهرة.
 
∎ قلة حيلة
بينما تساءل عميد تربية عين شمس د. على الجمل قائلا: لماذا لا نسمع عن مثل هذه الاعتداءات فى المدارس الخاصة؟
 
ويجيب: لأن الفصل به 52 طالبا وتتوافر فيه إمكانيات تفاعلهم مع المعلم، السبب الأساسى للاعتداء على الطلاب هو قلة إمكانيات المدارس.
 
ولا يعفى عميد كلية التربية المعلم أيضا من المسئولية، فهو غير معد إعداداً تربوياً جيداً، بسبب قصور إعداده فى فترة تعليمه بكليات التربية، لقلة الإمكانيات الدراسية أيضا داخل الكلية.. ويطالب الجمل الحكومة بزيادة مخصصات الإنفاق على البنية التحتية فى المدارس، وليس فقط على رواتب المعلمين، «ممكن المدرسين يستحملوا سنة كمان من غير زيادة رواتب، فى سبيل إن المدارس تكون مجهزة».
 
∎ الجريمة والعقاب
«معنى أن أى مشكلة تحصل نلجأ لدار الإفتاء عشان تقول ده حلال ولا حرام، إن مافيش قانون بيطبق فى البلد، ولا فى احترام للدولة فى مصر».
 
قالها أستاذ القانون بحقوق القاهرة د.حسام عيسى، مضيفاً أن عقاب المعلم الذى يعتدى على التلاميذ بالضرب، بمجرد النقل لمدرسة أخرى، لن يوقفه عن الضرب، بل يجب نقله نهائيا لعمل إدارى ليتوقف عن الضرب هو وغيره.
 
ويتفق د.ناصر على برق، مدرس التاريخ بمدرسة طبرى روكسى الثانوية، مع رأى د.حسام فى أن العقوبة التى توقع على مرتكب العنف من المدرسين ليست رادعة، بالإضافة إلى أن سلوكيات الشارع دخلت إلى المدرسة، والمناهج وحدها لا تكفى لتغيير السلوكيات.
 
ولا ينفى د.ناصر أن بعض إعتداءات المعلمين على الطلاب وراءها المشاكل الاقتصادية، وعدم تلقى الطالب للدروس أو المجموعات الدراسية، لكنه يؤكد أيضا أن بعض الطلاب يتعرضون للعنف من معلمين لا يدرسونهم داخل الفصل، مثل أن يكون المعلم مشرفا فى أحد الأيام ويطلب من الطالب المتسلل من الفصل العودة إلى فصله، فإذا لم يرضخ للأمر يتعدى عليه بالضرب.