السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الفنان «معتز الإمام» وانصهار الثقافات

الفنان «معتز الإمام» وانصهار الثقافات
الفنان «معتز الإمام» وانصهار الثقافات


بعد ترحال فى معالم التاريخ القديم الشاهدة على التنوع والتداخل الثقافى «المصرى- السودانى» نرتحل ما بين السطور والكلمات إلى تصوير أحد معالم العصر الحديث الشاهدة على أواصر الود والتآخى بين البلدين الشقيقين، التى يرسم ملامحها الفنان السودانى الشاب المقيم فى مصر «معتز الإمام»، وهو صاحب عالم فنى خاص ومتميز صنعه من مخزون ثقافى وبصرى متنوع يجمع فيه فى آن واحد ما بين الموروث الثقافى السودانى والنكهة المصرية والتأثر بالمدارس الغربية.

 نشأ «الإمام» فى مدينة كسلا بالسودان وأتم دراسته بمدينة الخرطوم، ثم استقر بمصر التى وجد فيها أريحيته الفنية منذ عام 2005 حتى الآن؛ فمنذ قدومه لأرض مصر انصهر «الإمام» فى صداقات مع أقرانه المصريين معتبرًا نفسه وفنه أحد معالم الحركة التشكيلية المصرية والسودانية فى آن واحد.
فى أعمال «معتز الإمام» مزيج سحرى يجمع ما بين مدارس فنية عديدة تنوعت بين التأثيرية والتعبيرية وأيضًا التجريدية، فأكثر ما يميز لوحاته هو ثراؤها اللونى الذى يُعد البطل الأساسى فى اللوحة والمعبر عن فلسفته الخاصة عن علاقة الخط باللون فى أسلوب سهل ممتنع يصعب تقليده أو تكراره، يترجم فيه ثقافته اللونية وخبرته الذاتية المتراكمة فى قدسية تامة، لإيمانه أن موهبته الفنية هى هبة من الله قادته للتعبير عن سحر بيئته الإفريقية وموروثه الثقافى من أرض النيل التى نشأ وتربّى عليها.
 تفاوت وانصهار التدرجات اللونية المتعددة والنضرة عند «معتز الإمام» يظهر احترافية وتمكن ضربات فرشاته فى طرح مهندم يقود مجموعاته اللونية فى استعراض راقص تتمايل فيه وتتماهى ذائبة فى بعضها، وأحيانًا أخرى تدفعها لتتمرد على سطح لوحاته مُنسابة وكأنها أنهار من صنيعة السماء وجدت طريقها إلى أرض لوحاته، وتأتى شخوصه فى تجريد واضح تلعب فيه التعبيرية دور المعادل البصرى لعمق الفكر المطروح.
 وتظل أعمال الفنان السودانى «معتز الإمام» تجربة فنية وبصرية ممتعة ومتفردة تُعبر عن تماهى وتداخل ثقافتىّ مصر والسودان فى العصر الحديث. •