الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لحم رخيص

لحم  رخيص
لحم رخيص


«بص يا ابنى الشبكة ديه هديتك أنت للعروسة، شوف أنت بقى عاوز تهادى العروسة بإيه».. هكذا تحدث والد العروس لأحد الشباب المتقدمين لابنته الوحيدة للزواج، فرد الأخير: إيه رأيك 100 ألف جنيه كويس

فانتفخت خدود الأب فرحا وقال «كويس جدا»، لكن سرعان ما صدمه حديث الشاب بقوله «بس كده بنتك رخيصة قوى يا عمى».
فتعجب الوالد، لكن الشاب أكمل حديثه بالقول: بنتك تستاهل شبكة من السما لأن قيمتها لا تقدر بكل أموال الدنيا..
«بص يا عمى أنا هاجيب شبكة فى حدود إمكانياتى، وبإذن الله ربنا يرزق وأفضل أجيب لها دهب طول العمر، إنما مش قادر استوعب إن قيمة ما أملكه هى تقديرى لابنتك العزيزة».
وتابع قائلًا: «أنا عارف إنك أب ونفسك بنتك تعيش أحسن من العيشة اللى عايشاها معاك، وكمان نفسك تأمن لها مستقبلها - بالفلوس من وجهة نظرك - فتطلب 200 أو 300 ألف جنيه مؤخر يعنى 20 ألفاً أو 30 ألف جنيه للمأذون، ناهيك أنها المبلغ (دين فى رقبتى يستحق على بمجرد توقيعى على العقد ولا علاقة له بالطلاق)».
«متخيل إن ده حصن لبنتك، يا ترى يا هل ترى لو بنت جت لك فى ليلة غبراء بتبكى بدل الدموع دم، ساعتها هاتفكر تاخد فلوس منى ولا ممكن تدينى فلوس لمجرد أن بنتك تاخد حريتها (تتطلق)».
إصرارك على الشقة التمليك أو إقامة فرح فى مكان معين.. أو ما شابه وإطالة فترة الزواج خشية أن يكون هناك عطاء «أفضل» من الناحية المادية لن تغنى عنك جوعا، فابنتك ليست جارية يستحقها من يمتلك ثمن جسدها، أنت تبيع لحمك الرخيص «بالحلال» دون أن تدرى.
هل فكرت أن تختبر إيمان عريس ابنتك، قبل أن تختبر جيبه، هل سألته هل يصلى، هل يقرأ.. ما هو مثله الأعلى فى الحياة، كيف يخطط للغد..
هل فكرت أن تعتبره ابنا لك، وتضع نفسك مكانه، وأنت شاب ومطلوب منك نحو 250 - 300 ألف جنيه شقة وعلى الأقل 100 ألف جنيه تشطيب، وزيهم بحد أدنى فرش، ده غير مصاريف الشبكة والجواز نفسه وعمل الفرح والكوافير بتاع العروسة..
متخيل «مهما كان محوش، فلوسه هاتكفى إيه ولا إيه».
«طيب مصدق نفسك وأنت هتدى بنتك لواحد غنى، أمه اللى هاتجوزه، وتقول لنفسك ربنا هايهديه بعد الجواز، طيب ما الهادى هو الرزاق».•