الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مديرة مدرسة المعونة الدائمة  للراهبات الأخت تقلا أبو الوى: هدفنا التربية وتعليم المحبة

مديرة مدرسة المعونة الدائمة  للراهبات الأخت تقلا أبو الوى:  هدفنا التربية وتعليم المحبة
مديرة مدرسة المعونة الدائمة  للراهبات الأخت تقلا أبو الوى: هدفنا التربية وتعليم المحبة


رغم رفض أهلها ووالدها-عمدة  محافظة السويداء فى سوريا وقتها- سفرها إلى لبنان، تعلن نذرها راهبة بالكنيسة الأم«حريصا سيدة لبنان»، ليتم اختيارها للتوجه إلى مصر والعمل فى واحدة من أهم المدارس الكاثوليكية سنة1959 بتعيين من مجلس الرهبانية ، فتعود إلى محافظتها لاستخراج بطاقة هوية تستطيع السفر بها أيام الوحدة بين مصر وسوريا.
تأتى إلى القاهرة لم تتجاوز فى العمر 19 سنة، وتلتحق بكلية آداب عين شمس لدراسة التاريخ لتحصل على الليسانس ومن ثم الماجيستير، وتصبح معلمة فى المدرسة وسرعان ما تولت إدارة مدرسة المعونة الدائمة، لتستمر فى إدارتها حتى اليوم.
ستون سنة كافية أن تعطيها لقب «الأم تقلا» بين مدارس الكنيسة الكاثوليكية فى مصركلها.
وتحكى سير تقلا -كما يناديها الجميع- عن أهم التحديات التى واجهتها طوال ستة عقود كاملة ولأجيال مختلفة ومناهج تعليم مرت بالكثير من التغيير.
«كانت كل المناهج فى المدرسة باللغتين الفرنسية والعربية ولكن وجدنا أن بناتنا خريجات المدرسة يلتحق غالبيتهن بكليات الطب والهندسة، ويواجهن صعوبات فى فهم وإدراك المصطلحات العلمية بالإنجليزية، فأخذنا قرارًا فى 1982 بتحويل المناهج إلى اللغة الإنجليزية وأقصد المناهج العلمية مع دراسة اللغة الفرنسية والعربية، وقمنا بهذا التعديل من الحضانة حتى مرحلة الثانوى».
• 60 عامًا فى مصر جعلتك تعاصرين أهم الأحداث التى عاشتها البلد احكى لى مشاعرك؟
- وقت عبدالناصر كانت كل الناس تعيش نفس العيشة، والحياة كانت رخيصة جدا ومساعدات عبدالناصر لليمن وحربه هناك، والمساعدات التى ساعد بها الجزائر، بالإضافة للحرب مع إسرائيل، كل هذا من وجهة نظرى أفقر البلد، يعنى لم تكن كثير من متطلبات الحياة متوافرة، وقتها كنت أحضر قطع غيار لسيارتى من لبنان لأنها غير متوافرة بمصر.
فى عهد السادات شعرنا أن الحياة طارت والأسعار ولعت، صحيح دخلت كل السلع للبلد ولكن لم تظل الفرخة ب 35 قرشا وبدأت الأسعار ترتفع والدنيا تتغير.
عندما بدأت هذه المدرسة فى تعليم الفتيات بعد بنائها فى أوائل الخمسينيات من القرن الماضى بتبرعات من السيد نيقولا كحلا، وكان كل من يقومون بالتدريس فيها من الراهبات حتى مادة اللغة كان الراهبات تقنم بتدريسها إلى عهد السادات، الذى منع المسيحيين من تدريس اللغة العربية فى المدارس، فدرسن مواد أخرى.
فى البداية كانت جميع المدرسات من الراهبات، ولكن اليوم الأمر اختلف نظرًا لقلة عددهن بالنسبة للمهام الكثيرة الموكلة إليهن فاقتصر اليوم عمل الراهبات على الإشراف والإدارة...
مادة لتعليم التسامح
• مازال السؤال مطروحًا: ماهدف المدارس الكاثوليكية فى مصر؟
- هدفنا التربية، المهم أن نربى الإنسان، دون أن ننظر إلى دين التلميذة التى تأتى عندنا على الإطلاق، نعلمهن المحبة والتسامح، كل بنت هى مشروع أم ولو قمنا بتربيتها جيدا ستكون أمًا صالحة، وبالتالى مجتمع فيه الحب والسلام والرقى.
عندما قدمت إلى مصر لم يكن هناك توتر بين الديانتين على الإطلاق، بدأ التوتر أيام السادات خاصة بعد عزل البابا شنودة دون وجه حق، والتوتر والتطرف يأتى عن جهل ليست له علاقة بالدين.
داخل المدرسة لاينعكس ما يحدث من توتر أحيانا، علينا لأننا بنعلم بناتنا أن كلهن مصريات وأخوات، ربما أشعر ببعض التوتر فى البنات فى المراحل الدراسية الأولى فى المدرسة، الصغيرات الجدد ولكن هى قصص صغيرة وأعالجها على الفور.
طفلة فى الحضانة قالت لنا دى مسيحية ما اقعدشى جنبها! فأحضرت أم الطفلة وتحدثنا معها، ونعلم البنت أن التعايش مع صديقاتها وزميلاتها يجب أن يكون فى سلام دون مشاكل.
أحلم بمادة لتعليم والمحبة والتسامح، وطالبت بتغيير بعض مناهج اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ التى تحوى أجزاءً تشجع على التطرف، وتهدم كل ما نربيه داخل بناتنا من السلام والمحبة والتعايش مع الآخر.
• هناك أشكال من التعليم فى مصر وبمصروفات مختلفة خيالية وأخرى معقولة، فكيف ترينها؟
أتخيل أن مدارس المصروفات الخيالية الباهظة هى مشروعات ربحية للاستثمار، عكس مدارس الراهبات مثلا التى هى فى الأساس مدارس تربوية بعيدا عن الربح والتربح الهدف من التعليم أن نبنى إنسانًا سليمًا سويًا.
التعليم الضمير فيه مهم بصرف النظر عن مصروفاته وأعتقد أن شهادة Gi  مثلا هى هروب من مرض وصداع الثانوية العامة!   
التعليم هو الطالب والكتاب بينما اللهث وراء الدروس الخصوصية أضاع الغرض من العملية التعليمية كلها، أنا ضد تعليم العلوم  والرياضيات باللغة العربية وهو ما كان يحدث فى سوريا حتى فى الجامعة كان الطب يتم تعليمه باللغة العربية، فإذا خرج الدكتور للخارج لايعرف شيئًا.
فى نفس الوقت فى مصر إتقان اللغة العربية وقواعدها السليمة ضعيف للغاية، وبعض مدرسى اللغة العربية ضعاف فى مادتهم، لذا لا يجيدون تدريسها! على عكس سوريا ولبنان والعراق مثلا يعنى فى لبنان  إتقان كبير للغة العربية واهتمام كبير بها فى المدارس، بالإضافة إلى تعليم اللغتين الفرنسية والإنجليزية فى النهاية الإنسان أساسه لغة حتى يستطيع أن يتعلم جيدا ويتجاوب مع باقى البشر.
عائلة من 3 أجيال
تخرج فى مدرستنا الكثيرات من المشاهير، منهن سفيرات فى تركيا وأمريكا وكذلك صاحبات مهن كبيرة فى مجالات كثيرة وتخرج فى المدرسة إلهام شاهين ونجلاء فتحى.
والحقيقة عندما أكون فى أى مكان فى مصر أجد تلميذاتى يأتون إلى ليسلموا على، شكلهن تغير على بعد أشكالهن الصغيرة فى المدرسة بالطبع، والطريف أنى ذهبت إلى عزاء مؤخرًا لأجد بنات وسيدات من ثلاثة أجيال من عائلة واحدة جميعهن تخرجن فى مدرستى حفيدة وأم وجدة، ويسعدنى جدا أنى أم لكل طالباتى الصغيرات والأمهات والجدات. •