الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شهادة أمان نواية تسند أم العيال

شهادة أمان نواية تسند أم العيال
شهادة أمان نواية تسند أم العيال


توافدن منذ الصباح الباكر إلى القاعة الكبيرة بالمجلس القومى للمرأة، ليتسلمن شهادات أمان التى يوفرها المجلس مجانا للسيدات المعيلات والأكثر احتياجا بجميع المحافظات، لمساعدتهن على تحمل ظروف المعيشة وتكون أمانًا لهن.. جئن يحملن الكثير من الأمل بعد أن عشن الكثير من المعاناة مع ظروف لم يخترنها، فهل تكون شهادة أمان بداية ليشعرن حقًا بالأمان؟
تتيح شهادة «أمان» الاختيار بين الحصول على معاش شهرى لمدة 5 سنوات أو 10 سنوات، والتعويض المادى فى حالة الوفاة الطبيعية قيمته 10 آلاف جنيه، أو إثر حادث وقيمته 50 ألف جنيه، تستهدف توفير الأمان للعمالة الموسمية والمؤقتة التى ليس لديها دخل ثابت والمرأة المعيلة، ومن الممكن تجديدها تلقائيًا.
هدى عبدالرؤوف، زوجها يعمل عاملًا للنظافة، براتب 800 جنيه فقط، تقول: «عندى ولدان.. الأول فى الثانوية العامة، والثانى فى الإعدادى، العيشة بقت غالية جدًا؛ الأنبوبة بقت بـ40 جنيها، ومصاريف المدارس والدروس غالية، سمعت مرة من جارتى عن شهادة أمان، قدمت فيها واستلمتها بعد شهر».
أمورة شحاتة، تقيم فى مصر الجديدة، عرفت بشهادة أمان من زوجة ابن عمها، وزوجها يعمل بوابًا، براتب 850 جنيهًا، ولديهما 4 بنات».تعرّض زوج أمورة - إلى حوادث عديدة ألزمته الفراش، وازدادت الأمور والأيام سوءًا عليها، فاضطرت إلى العمل كخادمة بالمنازل، حتى سمعت عن شهادة أمان.. «ضمنت بيها مستقبل بناتى.. الحمد لله».
هكون سبت حاجة لأولادى
نجلاء فتحى - التى تبلغ من العمر 33 عامًا، سمعت هى الأخرى من خالتها - بشهادة أمان التى يقدمها المجلس القومى للمرأة، خاصة أن راتب زوجها لا يكفى لحاجات أطفالهما الثلاثة.
تقول نجلاء: «قدمت بمنتهى السهولة.. بصورة البطاقة، والحمد لله ضمنت بعد ما أموت يكون فى حاجة سبتها لولادى.. أنا خايفة من مستقبل ولادى أوى، الأسعار كل يوم فى الطالع .. والعيشة بقت صعبة».
وتحكى هدى عبدالسميع - ربة منزل، أنها رزقت بطفلين فى مرحلة التعليم الابتدائى، تعرّض أحدهما لحادث سيارة، أجبره على إجراء أكثر من عملية جراحية ليستطيع المشى مرّة أخرى.
جارة هدى - تعلم جيدًا حالتها المادية - اقترحت عليها الذهاب إلى المجلس القومى للمرأة، للحصول على شهادات أمان، خاصة أنها تعطى معاشًا شهريًا يساعد فى مصاريف عمليات ابنها.
نوسة عبدالرحيم، تسكن بالإيجار فى منطقة دار السلام، تسرد تفاصيل تجربتها «جوزى على قد حاله.. شغال سواق على تاكسى ومتوسط دخلنا الشهرى ما بين 1000 و1200 جنيه، وترى أن حل معظم مشاكلها بشهادة أمان».
أمّا عزيزة شاهين - الذى كان يعمل زوجها «قهوجى» بـ600 جنيه، قبل أن يضطره مرض الدوالى أن يجلس فى البيت، ساقتها الظروف السيئة إلى شهادة أمان.
وتحكى عزيزة: «الطبيب المتابع لحالة زوجى، قرر إجراء عملية جراحية له، فأشارت عليّ صديقتى بالحصول على شهادة أمان، حتى تستطيع صرف معاش شهرى، يساعد فى علاج زوجى، وتربية بناتى الثلاث.. وبعدين قررت أبيع مخلل وأكل معين».
ماشية ببركة ربنا
الغرقان بيتعلّق بقشاية
 شهادة أمان - كانت ملاذًا آمنًا ومطمئنًا للسيدة ماجدة سالم - ربة المنزل التى تعيش فى منزل سقفه خشب مع زوجها وابتنهما مريم المعاقة، تحت سلوك الضغط العالى.
تقول ماجدة، إن ابتهما منذ الولادة تعانى من نقص الأكسجين، ما سبب لها إعاقة فى المخ وعدم نمو الأعصاب بشكل طبيعى، مستطردة: «بنتى بتاخد جلسات تخاطب وعلاج طبيعى، بـ 345 شهريًا، ودفعتنى حاجتى إلى بيع أثاث غرفة نومى، بعدما أصيب زوجى أيضا بشلل تام، وفيروس سى».
رسالتى فى الحياة
عبير عزيز، تؤمن بضروة أداء رسالتها فى الحياة تجاه أولادها، سواء من الناحية التعليمية أو المادية، لكن ظروف الحياة القاسية - كانت عائقًا أمام حلمها الذى تؤمن به.
«وصلت للسلف من أهلى وقعدت مع أمى فى بنها، لما ما قدرتش أدفع إيجار الشقة» تتابع عبير - والدموع تصف كلامها: «كمان نزلت شحت فى الشواع.. لكن ولاد الحلال دلونى على شهادة أمان اللى رجعتلى حلمى بتأمين مستقبل ولادى تانى».
«أمان».. لـ«الشباب» أيضًا
هاجر محمد - 26 عامًا، تقيم فى منطقة عين شمس بإيجار 500 جنيه - قدّمت على شهادة «أمان» مع أخت زوجها، بغرض المساعدة فى المعيشة وسداد ديونها وأقساطها.
 تقول هاجر: «إحنا لسة شباب فعلًا؛ بس العيشة بقت ضيقة جدًا.. البامبرز بقى بـ 130 جنيها، كما أن راتب زوجى لا يتعدى الـ 1000 جنيه».
لكن بسنت عبدالسلام - الطالبة بكلية التجارة، تؤكد أنها تنوى بيع شهادة «أمان» التى حصلت عليها، بعد مرور 5 سنوات عليها، للحصول على 10 آلاف جنيه، قائلة: «المبلغ ده هيساهم بشكل كبير فى تعليم بنتى الوحيدة».
بنت مصر
فيما أوضح حسين عبدالباسط، مديرعام مشروعات البنك الزراعى المصرى، أن البنك لديه مبادرة «بنت مصر» بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، لتوفير وتمويل المشروعات متناهية الصغر- والتى تصل فائدتها إلى 10%.
يؤكد عبدالباسط، أن تلك المبادرة تساعد المرأة المصرية على عمل مشروعات عديدة، سواء فى القطاع الزراعى أو الصناعى أو التجارى، وبإجراءات بسيطة ومريحة للغاية، لافتًا إلى سهولة إجراءات الحصول على القرض. •