قانون الغابة
زينب صادق
عندما كانت قارة أفريقيا تعانى من الاحتلال الأجنبى ككل أو.. حتى معظم بلادها فى القرن الماضي.. لم تتوقف مقاومة شعوبها لإزاحة هذا الاحتلال وقد نجحت.. ومن المناضلين المشهورين كان الزعيم الكينى «جوموكينياتا» كان سياسيا وأديبا مناضلا.
وقد أصبح أول رئيس لدولة كينيا بعد استقلالها عام 1963 وظل رئيسا لها إلى وفاته فى أواخر سبعينيات القرن الماضي.. العشرين.. وأذكر أننى حضرت أحد لقاءاته أثناء دراستى الجامعية فى مسرح الجامعة.. وقد ألف هذه القصة التى أعرضها أثناء نضاله ضد الاستعمار..
قصة قانون الغابة
التى كتبها جومو كينياتا ضد المحتل البريطاني.. تحكى عن رجل تعرف على «فيل» وقامت بينهما صداقة.. وذات يوم هبت عاصفة ممطرة قوية فلجأ الفيل إلى كوخ صديقه ليحتمى به واستقبله الرجل بحفاوة.. ولما هدأت العاصفة رفض الفيل ترك الكوخ.. بل طرد صاحبه.. ذهب الرجل إلى الأسد ملك الغابة وشكى له سلوك الفيل.. وطلب منه استرجاع كوخه.. فقال له الأسد إن الفيل أحد وزرائه المبجلين وسأدعوا وزرائى لتشرح لهم قضيتك.
شكلت اللجنة من السيد جاموس، والسيد قشطة والسيد تمساح ورأس اللجنة الثعلب الماكر، وقد طلب الرجل من اللجنة أن تضم واحدا من جنسه بلغ من التعليم ما يستطيع به فهم قانون الغابة وأن أعضاء اللجنة سيؤدون عملهم بمنتهى العدل.
وبدأ الفيل الذى كان صاحب الكوخ قد دعاه لينقذه من العاصفة.. لأن ثقل الفيل قد أنقذ كوخ الرجل فلم تطيره وتحطمه.. اكتفت اللجنة بكلام الفيل ولم تستمع لشهادة الرجل.. وأصدرت قرارا بأن الفيل قام بواجبه بحماية الكوخ.. وبما أن الرجل لم يستطع ملء فراغ الكوخ فقد قام الفيل بواجبه.. وعلى الرجل أن يبحث عن موقع آخر لبناء كوخ مناسب له.. وستسهر اللجنة على حمايته.
خاف الرجل من أنياب أعضاء اللجنة ومخالبهم وقبل حكمهم وبنى كوخا آخر.. وفى مناسبة مشابهة للأولي.. جاء السيد جاموس ليحمى كوخ الرجل من أن يطير بالعاصفة.. وجاءت اللجنة مرة أخرى للتحقيق فى شكوى الرجل من الجاموس وأصدرت حكما مثل الأول.. وعلى الرجل أن يترك كوخه للجاموس ويبنى كوخًا آخر.. وقد استمر الحال هكذا إلى أن حصل كل عضو فى اللجنة على كوخ من صنع الرجل المسكين.
فكر الرجل فى خوفه ويأسه وقرر أن يستعيد تفكيره السليم وتوصل إلى فكرة عبقرية وبدأ فى تنفيذها.. بنى كوخا كبيرا كلفه الكثير من الجهد والمال أغرى به حيوانات تلك الغابة فأسرعوا للإقامة فى الكوخ الكبير.
انتظر الرجل إلى أن استقروا منتصرين مطمئنين وأغلق عليهم الباب الذى عمل على صلابته.. وأشعل النار فى الكوخ.. من جميع الجهات إلى أن قضى عليهم.. وأخيرا تنهد وقال: إن السلام غال.. لكنه يستحق الثمن.. ربما كانت هذه مقولة «جوموكينياتا» لتحرير بلاده ومعظم بلاد أفريقيا المحتلة فى ذلك الزمن.
عايدة العزب موسي
عاشقة أفريقيا.. كانت تسافر إلى بلادها من الجنوب إلى الوسط وتعرفت على معظم الزعماء المناضلين لاسترداد أوطانهم من المستعمرين.. وهى التى فكرت فى حكايات أفريقية وأغرتنى بالاشتراك معها.. هى فى كتابة عن تاريخ البلاد المستعمرة من الأجانب الإنجليز والفرنسيين.. والزعماء الذين ناضلوا لاسترداد أراضيهم.. وأنا فى سرد القصص الأفريقية التى كنت أحبها وأجمعها من المكتبات.
وهكذا ظهر كتابنا المشترك.. «حكايات أفريقية».. عن كتاب الجمهورية. •