السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عن بركة عجين الكحك فى البيت.. هاتوا المناقيش يا ولاد.. هاتوا المناقيش

عن بركة عجين الكحك فى البيت.. هاتوا المناقيش يا ولاد.. هاتوا المناقيش
عن بركة عجين الكحك فى البيت.. هاتوا المناقيش يا ولاد.. هاتوا المناقيش


فى حين تخلت الكثير من الأسَر المصرية عن عادة تحضير الكحك فى المنزل، وطقوسها التى لا تذهب من ذاكرتنا جميعًا، لا تزال بعض الأسَر تهتم بهذ الطقوس، التى لا تشعر بالعيد من دون أن تعيش تفاصيلها، من أول رائحة قَدْح السّمن وحتى تفوح رائحة الكحك من الفرن، ولا يزال الكثيرون يجدون سعادتهم فى لمة سيدات العائلة وبناتها وأطفالها حول الصاجات.

فى منطقة الجمالية تسكن أسرة الحاجة فاتن محمد- 54 سنة-، فى منزل بسيط مع أبنائها وأحفادها الذين وصل عددهم 7 أحفاد، وتحرص على الاحتفال بالأعياد وطقوسها معهم كما اعتادت الاحتفال بها فى طفولتها.
فى الأيام العشرة الأخيرة من رمضان تذهب الحاجة فاتن مع حفيدتها الكبرى لشراء لوازم الكحك «سمن وسكر ودقيق وبيض وسمسم وريحة كحك وفانيليا ونشادر»، وغيرها من مكونات الكحك البيتى اللذيذ لتبدأ تنفيذ ما عاشته فى بيت والدها مع أحفادها وترسخ بداخلهم طقوس العيد المميزة.
تخصص فاتن لكل صنف يومًا بأكمله، فللكحك يومه الخاص وكذلك البسكويت وهكذا حتى تنتهى من كل حلوى العيد.
تحكى فاتن «تعلمت تحضير الكحك من جدّتى لوالدتى،فكل عام كانت تحرص على جمع كل أطفال العائلة لنقش الكحك كما أفعل مع أحفادى وتعتبر هذه العادة هى المعنى الحقيقى للعيد».
بسخن السمنة لدرجة الغليان، وبصبها على الدقيق وأخلط كويس جدّا ما بين كفىّ،لحد ما تتكون العجينة اللى بعرفها من شكلها وريحتها وملمسها، وطبعًا بضيف حركات «تيتة تونة»، كما ينادينها أحفادها لزيادة النكهة والريحة، هكذا وصفت الحاجة فاتن تحضير الكحك فى بيتها بأسهل طريقة.
وتابعت قائلة «فرحة الأحفاد بالكحك بتبدأ أول ما يمسكوا المُنقاش «أداة تزيين الكحك»، ويبدأوا كلهم من أكبر لأصغر واحد تزيين الكحك بالطريقة التى يحبها، بعد رص الكحك فى صاجات التسوية تبدأ متعة أحفادها الذكور، حيث يقومون بنقل الصاجات إلى الفرن الموجودة فى شارعهم حتى ينضج الكحك والعودة به للمنزل.
تصف الحفيدة الأكبر للحاجة فاتن، فاطمة علاء- 21 سنة- فرحة تحضير كحك العيد قائلة «العيد بيجى عندنا لما نبدأ نعمل الكحك ونجهز البيت وإننا بنعمل الكحك فى البيت حاجة بيحسدنى كل أصحابى على تجربتها، وأكتر شىء مميز فى الكحك البيتى لما جدتى تسمح لنا نشكل آخر جزء من العجين على راحتنا وكل واحد فينا يبدأ يرسم أول حرف من اسمه بالعجين».
كحك شرقاوى
بيت ريفى بسيط فى محافظة الشرقية، لا يزال متمسكا بغرفة مخصصة للخبز تحضر فيه أسرة فاطمه محمد- 42 عامًا- مع بناتها كل ما تحتاجه أسرتها من مخبوزات، لكن فى العيد تفتح بيتها لشقيقاتها الثلاث وبناتهن لتحضير كحك العيد معًا باعتبارها الأخت الأكبر وبديلة للأم فى هذه المواقف.
وعن سِرّ تمسكها بتحضير الكحك مع شقيقاتها رُغم مرور سنوات طويلة على وفاة والدتها تقول «ريحة العجين فى البيت بركة، هذه المقولة تعلمتها من أمى وآمنت بها وأصبح أقوم بخبز كل ما احتاجه فى المنزل بنفسى بالطريقة التى تعلمتها منها قبل زواجى».
أجواء فرحة تحضير الكحك فى المنزل تعشقها البنات بمختلف اعمارهن فبداية من سهيلة الكبيرة 17 عامًا وحتى أصغرهن نهى 3 سنوات تشارك فى تجهيز كحك العيد، وتؤكد فاطمة أن تعب تحضير العجين وتشكيله تنتهى بمجرد استنشاق رائحة الكحك اللذيذة بعد أن تقوم بتسويتها فى الفرن بنفسها.
لا تنتهى حلوى العيد عن الكحك والبسكويت والبيتى فور والغُريبة عند فاطمة وشقيقاتها، فهن يحرصن على تحضير فطائر صغيرة بالعجوة والقرفة أو الشمر والينسون أو بالجبن، فإفطار أول يوم العيد متنوع بين الحلو والحادق بكل أشكاله وأنواعه.
الابنة الوسطى من أبناء الشقيقات الأربعة منى عادل- 13 سنة- تنتظر عيد الفطر كل عام لتحضير كحك العيد مع والدتها وخالتها، ورُغم أنها الابنة الوسطى فإنها الأكثر مهارة بين بنات العائلة وأقربهن لخالتها فاطمة وتحمل الكثير من صفاتها ومهارتها فى تخصير المأكولات والحلويات.
تقول منى « فى الأيام الأخيرة من رمضان، بكون موجودة عند خالتى وطول اليوم علشان أتعلم كل التفاصيل بتاعت تحضير الكحك، بداية من شراء المكونات بمقادير محددة وحتى عجنها وتشكيلها وخبزها، ودايمًا بستضيف أصدقائى فى البيت عندنا أول يوم العيد وبيعجبهم الكحك البيتى بتاعنا أكثر من الجاهز».
وعن سِرّ تمسكها بتعلم تفاصيل تحضير الكحك، أكدت أنها تعشق المطبخ وتهوى تحضير مأكولاته، وأن هذه العادة بها الكثير من التفاصيل المبهجة التى ستحرص على تجربتها مع شقيقاتها وبناتها مثلما تفعل والدتها وخالتها.
كحك من شبرا
فى كثير من الأحيان تعتبر بعض الأسر تخصير الكحك وسيلة ترفيهة للأطفال العائلة، فتقوم بتجهيز كمية قليلة من الكحك وتقوم بشراء الكمية التى تريدها من المكان المُفضل لها، وهذا ما تفعله وفاء السقا 60 عامًا من شبرا.
فهى لا تزال تتذكر طريقة والدتها فى تحضير الكحك البيتى لهم، وحرصت خلال السنوات الأولى من زواجها على تحضير هذه الحلوى فى منزلها، لكنها لم تتمكن من ضبط الطعم كما تتقنه والدتها فتخلت عن هذه العادة واتجهت لشراء الكحك الجاهز كغيرها من المصريين.
بعد تعدد أحفادها رغبت وفاء فى لمّ شمل أبنائها وأحفادها والاستمتاع بطقوس العيد معهم وخَلق ذكريات مميزة تخلد فى ذاكرتهم، فبدأت تعود بالذاكرة لما يقرب من 40 عامًا لتسترجع مقادير ومكونات الكحك لتحضرها مع الأحفاد من جديد.
«الكحك طعمه مش مميز، وأنا مش متمكنة من تحضيره مرّة بيكون ناعم وجميل ومرّة ناشف وملوش طعم، بس الأهم اللمة والذكريات والروح الحلوة اللى بشوفها فى عيون الأحفاد»، هكذا فسّرت وفاء سِرّ تمسكها بتحضير كحك العيد مع أحفادها.
تؤكد وفاء أنها تحضّر كمية قليلة جدّا حتى لا تهدر أموالها على الأرض، فبالتقريب تحضر كيلو واحدًا فقط من كل نوع، ثم تذهب لشراء منتجات العيد من المكان الذى اعتادت عليه. •