القادمون من الخلف

ماجد رشدى
رغم وجود الكثير من النجوم الكبار على شاشة رمضان من أصحاب الأجور الضخمة بل والخيالية أحيانًا، إلا أن المفاجأة هذا العام كانت فى غيابهم عن التألق فى الوقت الذى استطاع فيه فنانون آخرون تحقيق نجاح ضخم رغم أنهم
لا يتمتعون بنفس النجومية الضخمة ولا يحصلون على نفس الأجور الخيالية للكبار.
لكن هؤلاء الفنانين أجادوا اختيار أعمالهم وأجادوا أيضا أداء أدوارهم وعرفوا الطريق إلى الإيقاع السريع الذى أعتبره كلمة السر فى نجاح أى عمل ولهذا استطاعوا التفوق على غيرهم وأصبحوا مثل القادمين من الخلف فى ملاعب كرة القدم عندما يركز الجميع على الهدافين فى قلب الهجوم ثم يفاجئهم القادمون من الخلف بأهدافهم المباغتة.
أبرز القادمون من الخلف هذا العام ياسر جلال الذى تألق فى مسلسله «رحيم» وأجاد فى اختيار قضية شائكة حول فساد رجال الأعمال وتهريب الأموال من مصر وقت ثورة يناير وساعد على تألق ياسر جلال الإيقاع السريع الذى يحسب للمؤلف والمخرج وتألق الكثير من الفنانين حوله خاصة محمد رياض الذى أعاد اكتشاف نفسه وحسن حسنى الذى يملك خبرة السنين ونور بأدائها الواثق الهادئ ودينا التى قدمت دورها بإتقان.
ولذلك ليس غريبًا أن يحقق ياسر جلال نسب مشاهدة ضخمة ويثبت أقدامه كأحد أهم نجوم رمضان بعد أن سبق وتألق من قبل فى مسلسل ظل الرئيس وإن كان تألقه فى رحيم أكبر، وأثبت ياسر جلال فى مسلسله رحيم أهمية اختيار الموضوع والإيقاع السريع البعيد عن المط والتطويل وقدرته على أداء أصعب مشاهد الأكشن ليصبح بالفعل أحد أبرز القادمين من الخلف هذا العام وتزيد مسئوليته فى اختياراته المقبلة.
يأتى معه أيضًا النجم أمير كرارة ورغم أن الأجزاء الثانية من أى عمل لا تحقق فى الغالب نفس نجاح الجزء الأول لكن فى كلبش اختلف الأمر واستطاع أمير كرارة وفريق المسلسل أن يحققوا نجاحًا كبيرًا لا يقل أبدًا عن نجاح الجزء الأول وكانت كلمة السر أيضًا فى الإيقاع السريع وعنصر التشويق الذى جعل الجمهور ينتظر كل حلقة بالإضافة إلى أن العمل يناقش الإرهاب والعنف كقضية الساعة ويكشف ما يدور فى كواليس جماعات الإرهاب والعنف والعصابات التى تقف وراءهم.
بينما تراجع محمد رمضان هذا العام خاصة أن إيقاع الحلقات الأولى من مسلسله «نسر الصعيد» لم يكن بنفس الإثارة والسرعة التى شهدتها أعمال سابقة له بالإضافة إلى الكثير من الأخطاء الإخراجية، وعليه أن يراجع نفسه واختياراته، ولم يستطع عادل إمام أيضا أن يحقق نجاحًا ضخمًا فى عوالم خفية وافتقد للبريق الذى كان يتمتع به.
نعم هناك الكثير من النجوم الكبار على الشاشة لكن النجاح الضخم لرحيم وكلبش تحديدًا أثبت تعطش الجمهور لأن يعتلى قمة الساحة وجوه مختلفة وأكد أن النجم وحده لا يكفى لتحقيق النجاح الضخم وأن الموضوع والإخراج والأداء والإيقاع السريع هي النجوم الحقيقية وهو درس مهم يؤكد أنه لا أحد يضمن النجاح إذا اعتمد على نجوميته فقط لأنه فى الوقت الذى تظن فيه نفسك نجم قلب الهجوم فإن هناك قادمين من الخلف يستطيعون إحراز الأهداف وخطف الأضواء.•