طفلة ذاك الصباح

صباح الخير
خلال إطلاق حملة حماية الأطفال من التنمر على الإنترنت، التى عقدت فى مبنى الجامعة الأمريكية بالتحرير الأسبوع الماضى. ذاك الصباح، كان اسمه، جويرية رستم.. طفلة العام الحادى عشر، بوضوحٍ طفوليّ وشجاعة حرة.. واجهت حدثاً غير مؤذ وغير سوى، وقاومت ذلك الاضطهاد ورفضته بينما لم تكن تعرف له اسماً..!
التنمر، فعل الإيذاء أو ممارسة العنف البدنى أو النفسى من الأطفال تجاه بعضهم البعض، وقد يكون فى صورة استبعاد ورفض.. «كثيراً ما كان يحدث أمامى تصرفات مثل هذه، وكنت أحكى لأمى وأسألها فأخبرتنى أن اسم هذا التصرف تنمر وأنه مؤذ للمتنمر والذى يمارس عليه فعل التنمر على حدٍ سواء»... لكنى عرفته عن قرب من خلال تجربتى الشخصية.. أصدقائى فى المدرسة منذ ثمانِي سنوات، استبعدوا إحدى الزميلات من كل المجموعات، فأصبحت تواجه ذلك الاضطهاد والرفض وحدها.. شعرت بمدى قسوة هذا التصرف غير المبرر.. قالت أمى: الناس تبتعد عمن لا يحبون.. ولكن «أنا لم أحب هذا المعنى ولم أقبل به.. أرفضه، أرفض أن يظلم الناس بعضا بدون سبب ودون محاولة للتفاهم.. ذهبتُ إلى أصدقائى أسألهم لماذا لم يتحدثوا معها، فربما تحاول أن تصلح الأمر إذا كانت هناك مشكلة. ربما يجدون بها ما يحبونه بعد ذلك وربما يحدث الكثير.. وكيف تستطيع وحدها مواجهة وتحمل كل هذا الرفض؟!.. تغير الموقف، وتحسنت علاقاتنا معاً.. ومنذ ذلك الحين عرفت التنمر..!»..
أم جويرية التى تحظى بحوار جيد ومثالى معها، علمتها دون توجيه قيمة الحوار.. علمتها كيف يتصرف الإنسان.. وحين علمت عن مناسبة للتنمر أخبرت جويرية إن كانت تحب الحضور فرحبت ربما تجد معرفة أكثر تجاه ذات القضية.. إلا أن منظمى المناسبة وضعوا جويرية فى برنامج المتحدثين.. وجاءت كلمتها مثلها فى غاية الشجاعة والنبل، الوضوح والسهولة... «أصحابى الذين فعلوا هذا التصرف كنت أعرفهم جيدا منذ ثماني سنوات، ولم أتوقع مثل هذا التصرف، لذا لن أنسى هذا الموقف، ولن أنسى ما تعلمته من خلالها».