الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«الحوت الأزرق» طريق الموت فى 50 يوما

«الحوت الأزرق» طريق الموت  فى 50 يوما
«الحوت الأزرق» طريق الموت فى 50 يوما


لعبة «الحوت الأزرق» أو «blue whale»، هى واحدة من آلاف الألعاب الموجودة على متجر «جوجل بلاي» ويمكن بضغطة واحدة على مكان التحميل تنزيلها على الموبايل فى أقل من 10 دقائق، ولكن هذه لعبة ليست كباقى الألعاب التى تلجأ إليها لتضييع الوقت فى المواصلات أو قضاء وقت فراغ مُسلي، بل هى رحلة للموت فى 50 يومًا فقط.


فى البداية ستطلب منك اللعبة بعض البيانات الخاصة بك، وهذا الطبيعى والمتعارف عليه فى أغلب الألعاب والتطبيقات التى يتم تحميلها، لكن برمجة هذه اللعبة ستتيح معرفة عنوانك، الملفات والصور الموجودة على الموبايل أو اللاب توب الخاص بك، الأشياء التى تبحث عنها فى محرك البحث «جوجل» فبالتالى يسهل تحديد نقاط ضعفك ومخاوفك.
تبدأ لعبة «الحوت الأزرق» بطلب بعض المهام التى يجب عليك تنفيذها فى فترة زمنية محددة، ولكن هذه المهام سيتم تنفيذها فى الحياة اليومية وليس فى الواقع الافتراضى كباقى الألعاب، يأتى فى مقدمة هذه المهام رسم الحوت على الذراع أو الفخذ باستخدام أداة حادة لتأكيد الانضمام للعبة والحصول على لقب «حوت».
مشاهدة أفلام رعب الرابعة فجرًا، الوقوف على أسطح عالية لفترة زمنية محددة، جرح الأيدي، الاستماع لنوع محدد من الموسيقي، زيارة المقابر، الانعزال عن الأسرة والأصدقاء لمدة 24 ساعة، وغيرها من الطلبات التى عليك تنفيذها وتقديم الإثبات على ذلك، فبعد تنفيذ كل مهمة تطلب برمجة اللعبة إرسال صورة كدليل قاطع على تنفيذ الأوامر.
إذا رفض الشخص تنفيذ أى مهمة أو لم يرسل الإثبات، فستكون النتيجة الابتزاز واللعب على نقاط الضعف حتى يقوم بتنفيذها، وهكذا تتوالى الطلبات والمهام التى تزداد خطورتها يومًا بعد يوم، حتى نصل لليوم الـ 50 وسيكون الطلب هو الانتحار.
لماذا الأزرق؟
علامات استفهام كثيرة حول هذه اللعبة، أبرزها سبب تسميتها بالحوت الأزرق، ويعود هذا الاسم للحيتان الزرقاء التى تقوم بتصرف غريب لا يوجد له تفسير حتى الآن، فالحيتان تعوم لأيام فى اتجاه الشاطئ بإرادتها، ولا تستطيع العودة مرة أخرى للمياه فتموت، وهذا يتشابه مع تصرف الأشخاص الذين يلعبون «الحوت الأزرق».
أمّا عن تاريخ اللعبة، فبدأت فى روسيا منذ 2013، وأسهها الروسى فيليب بوديكين الذى يبلغ من العمر 21 عامًا، وهو طالب علم نفس وتم فصله من الكلية بسبب استخدامه للعلوم التى درسها فى ابتكاره هذه اللعبة ليكون لها تأثير قوى على مستخدميها.
اعترف فيليب بجريمته وأكد أنها تسببت فى انتحار ما يقرب من 16 مراهقا روسيا، حيث تعتمد هذه اللعبة على التأثير على الأطفال والمراهقين من سن 12 وحتى 18 سنة، وذلك لعدم اكتمال نمو شبكات الخلايا العصبية لديهم، فيسهل التأثير عليهم واستفزازهم.
تخلص من خوفك
عندما أُتيح تحميل هذه اللعبة فى الدول العربية، ازداد الضحايا من الفئة العمرية نفسها، التى أثرت اللعبة على حالتهم النفسية وخلصتهم من شعور الخوف الطبيعى والوقائي، فأصبح الضرر بالنفس والانتحار تصرفًا عاديًا.
تقول أسماء الفخراني، استشارى أمراض نفسية وأسرية: إن لعبة «الحوت الأزرق» و«مريم» وغيرها من الألعاب التى ظهرت فجأة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما هى إلا ألعاب تعمل على فصل المراهق عن الواقع وجعله تحت سيطرة برمجة هذه الألعاب بشكل كامل، ومع الوقت يفقد الأهل القدرة والسيطرة على الأبناء.
وأضافت الفخرانى إن قدرة هذه الألعاب قوية بهذا الشكل المخيف، لأنه يتم تصميمها وتنفيذها بواسطة خبراء متخصيين يعلمون كيفية التأثير على هذه الفئة العمرية بكل سهولة وفى أسرع وقت حتى لا يكتشف الأهل ويمنعوا الأطفال عن استخدام هذه الألعاب.
أفلام الرعب بداية
قدمت أسماء بعض النصائح لأولياء الأمور، أهمها مراقبة الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الذكية لساعات طويلة، وعدم السماح له بالجلوس فى غرف منعزلة لساعات طويلة مهما كان السبب.
أمّا إذا فقد الطفل اهتمامه بالرياضة والأنشطة التى كان يمارسها، وبدأ يزداد تركيزة فى مشاهدة أفلام الرعب والإثارة فهذا سيكون مؤشرا خطرا وعليكم البحث وراء هذه التغيرات. •